قصة أوبرا كارمن

اقرأ في هذا المقال


تعد هذه القصة من القصص القصيرة التي صدرت عن الكاتب والمؤلف والأديب جورج بيزيه، وهو من مواليد دولة فرنسا، وقد اعتبر الأدباء والنقاد والقراء كذلك أن القصة من أشهر أعمال الأوبرا على مستوى العالم، حيث لاقت انتشار واسع بين مختلف دول العالم حال صدورها، وقد تم تجسيدها في العديد من الأفلام السينمائية وعلى المسارح العالمية الشهيرة، كما تمت ترجمتها إلى الغالبية العظمى من اللغات العالمية ومن ضمنها اللغة العربية.

نبذة عن القصة

تم تجزئة القصة حين تم تجسيدها إلى مسرحية على أحد المسارح العالمية إلى أربعة فصول، وقد كان من قام بكتابة كلمات القصة هو اثنان من أهم الأدباء الفرنسيين، حيث تم استمداد كلماتها من إحدى الروايات التي كانت قد أصدرت تحت العنوان ذاته عن الكاتب والأديب الفرنسي بروسبر مريميه، وقد تم إقامة أول عرض مسرحي للقصة على أحد المسارح الوطنية الخاصة بالأوبرا المسرحية والتي تقع في مدينة باريس سنة 1875م، وبعد الانتهاء من أول عرض مسرحي للقصة لم يلقى أداء المسرحية ترحيب كبير من قِبل الجماهير، كما أنه لم يحقق أي نجاح كان متوقع على الاطلاق، ولكن لم تستمر على هذا الحال طويلاً، إذ سرعان ما أصبحت من أهم الأعمال الأوبروالية على مستوى العالم.

ومنذ أن حققت أول شهرة لها بدأ يتم تقديمها في العديد من المسارح العالمية، كما أنها شغلت من أجل أداء أدوارها الكثير من الفنانين الذين لقوا شغف وحب كبير في تقديمها على أشهر وأهم المسارح العالمية، وقد كان للبدء في تأليف القصة قصة أخرى، إذ أنه في البداية تم الطلب الموسيقار أن يشرع في البدء بكتابة عمل جديد من أجل أن يتم تقديمه لدور الأوبرا على مسرح أوبرا كوميك الواقع في مدينة باريس، حيث أنه ما كان معروف عن ذلك المسرح أنه تقام عليه المقطوعات الأخلاقية التي تخضع لأهم معايير الفضيلة والأخلاق والقيم.

ولكن الموسيقار كانت رغبته تتوجه نحو حبه في تقديم عمل مختلف بعض الشيء في هذه المرة؛ وذلك من خلال القيام بتسليط الضوء على بعض فئات المجتمع التي ليس لها أي أدوار بطولية من وجهة نظره وهو قبيلة الغجر، ولكنها في بداية الأمر قوبلت الرفض؛ وذلك بسبب تناولها إلى جانب غير أخلاقي حسب فكر الأدباء، وهنا ظن الكاتب أنه فشل إلا أنه لم يمضي ذلك طويلاً حتى حققت القصة نجاح باهر.

قصة أوبرا كارمن

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة حول فئة من فئات المجتمع التي تعرف بالغجر، وقد كانت تلك الفئة تقيم في مكان محدد بعيد قليلاً عن فئات المجتمع الأخرى، وفي أحد الأيام كانت هناك قبيلة من تلك الفئة تقيم في إحدى الوديان التي يتنقل من خلالها فئات كثيرة من فئات المجتمع الأخرى، ومن بين تلك القبيلة كان هناك فتاة غجرية تتمتع بملامح فائقة الجمال، كما أنها كانت كل من يراها لا يمكن أن يقوى على نسيان أياً من ملامحها الشديدة الحسن، ولكن على الرغم من كل تلك الميزات الفاتنة التي تتمتع بها الفتاة الغجرية، إلا أنها كانت سريعة التقلب في المزاج وغريبة الأطوار بعض الشيء وتدعى كارمن.

كانت لدى كارمن هواية في محاولة الإيقاع بالرجال الذين يمرون من ذلك الوادي، وفي أحد الأيام مرّ من جانب ذلك الوادي أحد رجال الشرطة والذي كان تعود أصوله إلى دولة إسبانيا، وكان يعرف ذلك الشرط باسم دون جوزي وهو له منزلة رفيعة ومكانة مهمة بين رفاقه من الجنود، ويكن له الجميع كل الاحترام والتقدير، وحين التقت به كارمن حاولت الإيقاع به، وبالفعل لم يستغرق ذلك الشرطي فترة طويلة مع كارمن، إذ سرعان ما وقع في حبها وعشقها، ولكن لم يكن حبه لها من الأمور البسيطة والسهلة، وإنما كان للفتاة الغجرية تأثير وسيطرة كبيرة عليه إلى درجة أنها أوصلت به إلى أن ينسى حبيبته الذي كانت تربطه علاقة بها منذ مرحلة الطفولة.

وكما كان لحب الفتاة الغجرية سيطرة عليه جعلته يتخلى عن واجبه العسكري من أجل أن يبقى إلى جانبها باستمرار، كانت الحالة التي عاشها الشاب العسكري مع الفتاة الغجرية وكأنها سحر تسلل إلى جسده وغير به كل أمور حياته وطريقة عيشه وتفكيره، وأصبح ذلك الشرطي كل همه في هذه الحياة هو أن يبقى مشغول فقط في إجراء المحاولات العديدة من أجل كسب حب والحصول على رضا الفتاة الغجرية، وبقى الشرطي على هذا الحال أيام طوال، وكل يوم عن يوم كان يزداد تعلقه وحبه إلى الفتاة الغجرية.

وبقي على هذ الحال إلى أن جاء اليوم الذي قام به العزم على قتلها من خلال استخدم أداة حادة في منطقة الصدر، وقد كان السبب الذي دفع به إلى تلك الجريمة هو شعورة بالغيرة الشديدة من أحد الأشخاص الذين يعملون في مجال مصارعة الثيران، حيث أنه ذلك الشخص كان شاب وسيم ويتميز بملامح جمالية براقه، كما أنه بالإضافة إلى مظهره الخارجي الجميل كان شاب يتميز بشدة الذكاء والفطنة، وهو ما يطلق عليه اسم باسك ميلو، وقد كان ذلك الشاب الوسيم قد وقعت في حبه وعشقه إلى درجة كبيرة، وقد كان ذلك الأمر قد اتضح إلى الشرطي أن تكن كل مشاعرها إلى الشاب الوسيم ولم تكن له أي مشاعر على الاطلاق.

وبذلك يبدو الموضوع الذي تناوله الكاتب في القصة قد كسرت من خلاله كافة القيود والضوابط المتعارف عليها والأنظمة المتبعة والمعتمدة والموضوعة في الأوبرا الفرنسية؛ ويكمن السبب خلف ذلك هو أنه من خلالها تم نقل صورة القبائل الغجرية والحياة الخاصة التي تعيشها بعض الطبقات في المجتمع، بالإضافة إلى القيام بتجسيد كل ما يعتريهم من هموم ومعاناة في ظل انعدام الأنظمة المتبعة لديهم، كما أراد أن يشير الكاتب إلى أن هناك الكثير من الفئات المجتمعية التي له بها غياب كبير إلى الأخلاق والفضائل والقيم، فتسير في حياتها حسب ما تراه مناسباً من وجهة نظرها، وليس ما يناسب القيم والأخلاق والعادات والتقاليد المتعارف عليها.

كما عمل الأديب على إضافة مجموعة من المقطوعات والرقصات بين أجزاء القصة في وقت لاحق، كما أنه برع كافة مؤلفي الموسيقى على إظهار جميع المشاعر والأحاسيس والعواطف في الرواية وإبراز حالة من التراجيديا والتي برزت من خلال وفاة كارمن، وقد أشار جموع من النقاد والأدباء إلى أن كل ذلك يعود الفضل به إلى الموسيقى الملهم لعدد كبير من الموسيقيين الشباب، وبهذا كانت قد أصبحت القصة من أشهر أعمال الأوبرا العالمية وليس فقط على مستوى الأدب الفرنسي.


شارك المقالة: