من أكثر الأوقات الصعبة التي يمر بها الأطفال هو أول يوم في المدرسة، فهم يدخلون على عالم جديد لا يعرفون به أحد، وسيبدأ نظام حياتهم بالتغيّر تدريجياً مثل الاستيقاظ باكراً بعد ما كان النوم والاستيقاظ بأي وقت، سنحكي في هذه القصة عن فتاة كانت خائفة ولا تحب الذهاب إلى المدرسة ولكن قامت أمّها ومعلمتها بتشجيعها، واستطاعت بعد ذلك أن تحب المدرسة وتكوين علاقات مع الأصدقاء.
أول يوم في المدرسة:
كان هنالك طفلة جميلة واسمها ريما، كبرت وأصبحت في الصف الأول فجاء اليوم الأول في الدراسة؛ لذلك استيقظت مبكّراً وكانت أمّها تمشط شعرها فقالت لها في سعادة: أيتها الطفلة الجميلة لقد كبرتِ وأصبحتِ في المدرسة، نظرت لأمّها وقالت: وهل ستأتين معي يا أمي للمدرسة وتمضين الوقت بمرافقتي؟ فردت أمّها: يا صغيرتي الجميلة سوف أبقى معكِ لوقت قليل ثم أذهب ولكننّي سوف أعود لآخذك إلى المنزل.
كانت ريما مع أمّها في المطبخ وشعرت أنّها لا تريد أن تترك والدتها فقالت لها وهي تتناول وجبة الإفطار: ما رأيكِ يا أمّي أن أساعدكِ في أعمال المنزل بدلاً من ذهابي للمدرسة؟ فردت عليها أمّها مع ابتسامة كبيرة: لا عليكِ يا ابنتي سوف أجعلك تساعدينني في أعمال المنزل عند عودتك من المدرسة هيا بنا لكي لا نتأخر في الذهاب.
ركبت ريما مع أمّها في السيارة وهمست في أذنها قائلة: يا أمي أنا لست كبيرة أنا لا زلت صغيرة دعيني أبقى معكِ في المنزل، نظرت لها أمّها وقالت: لكن يا ابنتي سوف تذهبين إلى المدرسة وتحصلين على أصدقاء جدد وسوف تتعلّمين الأغاني الحلوة وتستمعين إلى القصص الجميلة وسوف تشعرين بالفرح والتسلية.
عند وصول ريما وأمّها للمدرسة بقيت أمّها معها لبعض من الوقت ثم أرادت الذهاب فقالت لها ابنتها: لا تذهبي يا أمي ابقي معي، فقالت لها أمّها: ولكن يجب أن أذهب ولا تقلقي يا ابنتي سوف أعود وآخذك معي للمنزل، نظرت المعلمة لريما وقالت: لا تقلقي فماما سوف تعود قريباً.
ذهبت الأم وبقيت ريما حزينة فقالت لها المعلمة: هيا ضعي صندوق الطعام في الأعلى؛ فردت: لا لا أريد أنا أرد انتظار أمي، فقالت لها المعلمة: ما رأيكِ أن تلعبين مع زملائك، قالت: كلا أريد أمي، فجأة قفز أحد الطلاب أمام ريما وكان اسمه كريم وقال لها: أنا وحش، نظرت له ريما وقالت: كلا أنت ولد صغير.
قال لها كريم: لماذا تجلسين يا ريما على الكرسي ما رأيكِ أن نرسم بالألوان فقالت له: كلّا أنا أريد انتظار أمي حتى تعود فقال لها: حسناً انتظريها بعد أن نلوّن بالريشة والألوان، وافقت وذهبت ورسمت مع كريم رسمة جميلة ولونتها بجميع الألوان. بعد ذلك بدأت ريما تعتاد على زملائها فجلست مع أحمد وديما وسمعت القصص الجميلة، ولعبت معهم كثيراً وفجأة دق الباب وعندما انتظرت ريما وجدت أمّها قد عادت.
فرحت ريما وعادت للمنزل وعند عودتها سألتها أمّها: هل لا زلتِ تريدين مساعدتي في أعمال المنزل وعدم الذهاب للمدرسة، فقالت: كلا يا أمي أنا أريد الذهاب إلى المدرسة كل يوم فلقد حصلت على الكثير من الأصدقاء، فرحت أمّها بذلك وأصبحت ريما تستيقظ كل يوم مبكّراً وتحب المدرسة وتستعد لها بكل نشاط.