قصة إميليان الأحمق – الجزء الثاني أو(Emelyan, the Fool) هي حكاية فولكلورية روسية، تمّ جمعها من كتيبات روسية مختلفة، حررها روبرت ستيل، ونشرت عام 1916، للناشر ( A. M. Philpo Limite London) روبرت إم ماكبرايد.
الشخصيّات:
- إيميليان.
- الملك.
- الأميرة.
- الحكيم.
قصة إميليان الأحمق – الجزء الثاني:
كان على الأحمق أن يمر عبر البلدة في طريقه إلى الغابة، وانطلق بعيدًا بأقصى سرعة، لكنّ الأحمق لم يعلم أنّه ينبغي عليه تنبيه الناس أمامه بالأبتعاد عن طريق الزلّاجة حتّى لا يدهس أحدًا، ولكنّه أصاب الكثير من الناس بجروح بالغة نتيجة سرعته وهرب بعيداً، وأخيرًا، بعد أن خرج إميليان من المدينة، جاء إلى الغابة وأوقف مزلاجته، ثمّ نزل وقال: بأمر من السمكة، وبناء على رغبتي، أيها الفأس، قطّع الخشب.
وعندما نطق الأحمق بهذه الكلمات عندها بدأ الفأس في قطع الخشب، ورُتبت الأخشاب على الزلاجة، وعندما قطع الفأس الخشب بما فيه الكفاية، صعد على الزلاجة وصرخ: انطلقي! واذهبي إلى المنزل، أيتها الزلّاجة! وعندما جاء إلى المدينة حيث أصاب الكثير من الناس، وجد حشدًا في انتظار الإمساك به، وبمجرد أن صعد إلى البوابة، أمسكوا به وجرّوه من على زلاجته وبدؤوا في ضربه.
عندما رأى الأحمق كيف كانوا يعاملونه، قال بصوت خفي: بأمر من السمكة، وحسب رغبتي، تحركي أيتها الأخشاب، واضربيهم! وعلى الفور بدأت الأخشاب في التطاير حوله من جميع الجهات، وعندما تمّ طرد جميع الناس هرب وجاء إلى قريته، وبعد مغادرته البلدة، بدأ كل الناس في الحديث، حيث اندهشوا من ركوبه على زلاجة بدون خيول ؛ وانتشر الخبر من واحد إلى آخر حتى وصل إلى القصر ووصل إلى مسامع الملك.
وعندما سمع الملك ذلك شعر برغبة شديدة في رؤيته، فأرسل ضابطاً مع بعض الجنود للبحث عنه، وعندما جاؤوا إلى القرية التي كان يعيش فيها إميليان، استدعى رئيس القرية إيميليان، وقال له: لقد أرسل الملك لأخذك، وإحضارك أمامه، لكنّ إميليان قال: ماذا أفعل لماذا سأذهب معك؟ فغضب الضابط من فظاظة ردوده لدرجة أنّه ضربه، فقال الأحمق: بأمر من السمكة، وبناءً على رغبتي، قومي أيتها العصا وأضربيه!
وعلى الفور قفزت العصا وبدأت في ضربه من جميع الجوانب، فأضطر الضابط إلى العودة إلى المدينة بأسرع ما يمكن، ولمّا جاء أمام الملك وأخبره كيف ضربه الأحمق، تعجب الملك بشدة ولم يصدق القصة، فدعا الملك رجلاً حكيماً وأمره أن يحضر الأحمق، بمهارته وذكائه، لذلك ذهب الرجل الحكيم إلى قرية إميليان، وسأل رئيس القربة عن الأشخاص الذين يعيش معهم إيميليان، ثمّ جلب له زوجات شقيقي إميليان.
سألهم رسول الملك عما يحب الأحمق، فأجبن: إذا استعطف أحد أحمقنا بجد لفعل أي شيء، فإنّه يرفض رفضًا قاطعًا في المرة الأولى والثانية، وفي المرة الثالثة يوافق، ويفعل ما هو مطلوب منه، لأنّه لا يحب أن يعامل بقسوة، فصرفهنّ رسول الملك وطلب منهن أن لا يخبرن إميليان أنّه رأينه، ثم أتى بزبيب وخوخ وعنب وذهب إلى إيميليان، وعندما دخل الغرفة، أقترب من الموقد وقال: إميليان، لماذا ترقد هناك؟ وأعطاه الزبيب والخوخ والعنب.
وقال: إميليان ما رأيك أن نذهب سويًا إلى الملك، سآخذك معي. فأجاب الأحمق: أنا هنا دافئ جدًا، ثمّ بدأ الرسول يتوسل إليه قائلاً: كن جيدًا يا إميليان، دعنا نذهب! ستحب الملك إلى حد كبير، قال الأحمق: لا، أنا كسول، لكنّ الرسول توسل إليه مرة أخرى وقال: تعال معي، وسيعطيك الملك معطفًا أحمر وقبعة جميلة، وزوجًا من الأحذية الحمراء، و عندما سمع الأحمق عن المعطف الأحمر قال: هيا، سأتبعك.
وأمر الموقد أن بكلماته السحرية أن يحمله إلى الملك، وبعدما أطفأه سرعان ما جاء مع رسول الملك ودخل معه القصر، فلمّا رأى الملك الأحمق قادم خرج مع كل بلاطه للقائه، وقد اندهش بشدة عندما رأى إميليان يأتي على الموقد، لكنّ الأحمق ظلّ ساكنًا ولم يقل شيئًا، ثمّ سأله الملك لماذا أزعج الكثير من الناس في طريقه إلى الغابة، قال الأحمق: لقد كان ذنبهم، لماذا لم يبتعدوا عن الطريق؟
في تلك اللحظة، جاءت ابنة الملك إلى النافذة، ورآها إميليان، فقال بصوت هامس: بأمر من السمكة ورغبتي، دع هذه الفتاة الجميلة تقع في حبي! وبالكاد قال هذه الكلمات عندما وقعت ابنة الملك في حبه بشدة، ثمّ غادر إيميليان مع الموقد القصر على الفور، وعاد إلى المنزل، وعاش إميليان هناك بعض الوقت براحة وسعادة، لكنّ الوضع كان مختلفًا جدًا في المدينة، لأنّه وقعت ابنة الملك في حبه، وبدأت تطلب من والدها أن يزوجها هذا الغبي.
كان الملك في حالة من الغضب الشديد، لكنّه لم يعرف كيف يتصرف به، ثمّ اقترح وزيره أن يتم إرسال الضابط نفسه مرة أخرى كعقاب لعدم نجاحه في المرة الأولى ليأخذ إميليان، وقد سرَّت هذه النصيحة الملك، واستدعى الضابط، وقال: اصغ يا صديقي! أرسلتك من قبل إلى الأحمق وعدت بدونه، ولمعاقبتك الآن أرسلك له مرة ثانية، وإذا أتيت به، فستكافأ، وإذا عدت بدونه ستعاقب.
عندما سمع الضابط هذا، لم يضيع وقتًا في البحث عن الأحمق، وعند مجيئه إلى القرية ذهب لرئيس القرية وأعطاه مالاً لشراء كل ما هو ضروري لعشاء جيد، وطلب منه أن يدعوا إميليان أهذا العشاء، وعندما يأتي يعطيه شراباً حتّى ينام، فاشترى الرئيس كل ما هو مطلوب ودعا الأحمق، لذا في اليوم التالي جاء الأحمق لتناول العشاء، وأعطاه الرئيس شراباً جيدًا لدرجة أنه نام بسرعة، عندما رأى الضابط ذلك أمر بإحضار عربة النقل، ووضعوا الأحمق فيها ، وانطلقوا إلى المدينة وتوجهوا مباشرة إلى القصر.
بمجرد أن سمع الملك أنّهم أتوا، أمر بتزويده ببرميل كبير دون تأخير، وربطه بأطواق حديدية قوية، عندما أُحضر البراميل إلى الملك، أمر أن تضع فيه ابنته والأحمق، وعندما تمّ كل هذا ألقي البرميل في البحر وترك تحت رحمة الأمواج، ثمّ عاد الملك إلى قصره، وطفا البرميل على البحر، وطيلة هذا الوقت كان الأحمق نائماً، ولمّا استيقظ ورأى أنّ الظلام حالك سأل: أين أنا؟ فقالت الأميرة: أنت في برميل ماء، وأنا معك فيه، فقال: لكن من انت؟ فأجابت أنا ابنة الملك.
ثمّ طلبت منه أن يحررهما ويخرجهما من البرميل، فقال بهدوء: بأمر السمكة وحسب رغبتي ألقينا يا بحر! على الشاطئ، وبدأت الأمواج تتدحرج، وألقي البرميل في مكان جاف، ورأوا أنّهم على جزيرة جميلة حيث الأشجار كثيرة وعليها كل أنواع الفاكهة، وعندما رأت الأميرة هذا، ابتهجت بشدة وقالت: لكن يا إميليان، أين سنعيش؟ ثمّ استخدم كلماته السحريّه، وحظي في وسط هذه الجزيرة بقلعة أجمل من قلعة الملك.
وذهب الأحمق مع الأميرة إلى القلعة حيث كانت مفروشة بشكل رائع، وكان هناك رجال المشاة وجميع أنواع الضباط الذين ينتظرون أوامر الأحمق، فلمّا رأى أنّ كل هؤلاء الرجال أذكياء، وأنّه وحده قبيح وغبي، تمنّى أن يكون أفضل، ونطق كلماته السحريّة، وأصبح شابًا رائعاً، وحكيم للغاية! ثمّ دعا إيميليان الملك لحضور زفافه على ابنته، فتفاجأ الملك بروعة شخصيّته وقلعته، فأخبره إيميليان أنّه كان يدّعي الغباء فقط، وبقي الأحمق في القلعة وعاش سعيدًا مع الأميرة.