قصة الأحدب وشقيقيه أو (The Hunchback and His Two Brothers) هي قصة من الحكايات الخيالية والفولكلور المحبوبين في فرنسا التي قدمت الشخصيات العالمية التي ما زلنا نحبها حتى اليوم.
الشخصيات:
- أخوة الآن.
- الآن الأحدب.
- الملك.
- الأميرة.
قصة الأحدب وشقيقيه :
ذات مرة كان هناك ملك له ثلاثة أبناء، اثنان منهم كانا شابين جيدين والثالث كان أحدب واسمه آلان ولم يكن والده يحبه بل يرسله إلى المطبخ مع الطهاة بينما كان الشقيقان الأكبر منه يأكلان معه على مائدته، ويذهبان معه في كل مكان، وفي أحد الأيام أرسل الملك العجوز طلباً لأبنائه الثلاثة وقال لهم: أنا كبرت وأريد أن أقضي بقية أيامي في سلام وهدوء.
أريد أن أتخلى عن إدارة المملكة إلى واحد منكم الثلاثة والذي سيحضر لي أفضل قطعة من الحرير ستكون له، لذلك انطلقوا وسافروا للبحث عنها ومعكم مهلة بعد عام ويوم للعودة، انطلق الإخوة الثلاثة في ثلاث طرق مختلفة، وكان لكل من الأخوين الأكبر فرسًا جميلًا وحصة كبيرة من الذهب والفضة، وذهبوا أولاً ليروا أحباءهم ويودعونهم، وفي رحلتهم نسوا سعيهم للبحث عن الحرير، وعاشوا حياة سعيدة بأموالهم.
بينما كان الأحدب الذي حصل على ستة فرنكات فقط من والده دون حصان يمشي بشجاعة، وعندما كان جائعًا جمع حبات البندق والتوت البري من الأدغال على طول الطريق، وشرب من الينابيع الموجودة على جانب الطريق، وفي أحد الأيام عندما كان يعبر مستنقعًا عظيمًا سمع صوتًا يغني أغنية قديمة فتوقف للاستماع وتبع الصوت، وسرعان ما رأى فتاة شابة ذات جمال رائع فقالت له :صباح الخير يا آلان الابن الأصغر لملك فرنسا.
سأل الأمير المذهول: هل تعرفينني؟ فقالت: نعم، أنا أعرفك حتّى أنني أعرف إلى أين أنت ذاهب وما تسعى إليه، ثمّ قالت: حسنًا لقد ذهب شقيقاك لرؤية أحبائهم، ويقضون وقتًا ممتعًا معهم دون الاهتمام بأي شيء بشأن البحث عن الحرير الناعم، أمّا أنت فقد شرعت في البحث بحزم، وأنت تستحق النجاح، تعال معي إلى قلعتي وسأخبرك ماذا تفعل.
تبعها آلان إلى ما أسمته قلعتها، لكنّها كانت مجرد كوخ بائس من الطين وبقي معها بعض الوقت، وقبل أن يغادر أعطته صندوقًا صغيرًا لا يزيد عن حجم قبضته وقالت له: حان الوقت للعودة إلى المنزل خذ هذا الصندوق الصغير إلى والدك، وعاد آلان بصندوقه وعندما وصل إلى بلاط قصر والده رأى شقيقيه على النوافذ سعداء للغاية وراضين عن أنفسهم حيث عادوا بخيلهم محملة بقطع من الحرير.
وسخروا من أخيهم الذي جاء بدون أصغر قطعة من الحرير، ثمّ قام الشقيقان الأكبران بنشر الحرير أمام والدهما والذي كان جيداً وباهظ الثمن، قال والدهما: وأنت يا آلان، هل ترفض المنافسة؟ لأنّك لم تأت بشيء، ثمّ سحب آلان الصندوق الصغير من جيبه وقدمه لوالده قائلاً: خذ هذا الصندوق يا أبي وافتحه، أخذ الملك العجوز الصندوق وفتحه وسقطت منه على الفور قطعة من الحرير الأبيض ناعمة الملمس مثل الحرير.
سقطت قطعة بعد قطعة بحيث بدا الصندوق لا ينتهي وفاز آلان، وقال الملك: تاجي ومملكتي لك، قال الشقيقان الأكبر سناً: هناك شعوذة وسحر في هذا، ويجب أن تكون هناك ثلاث منافسات أخرى فوافق الملك الذي كان مستاءً من فكرة ترك مملكته لأحدب، وصرخوا: أعطنا اختباراً آخر، فقال الأب: أحضروا لي أفضل حصان، وخرج الإخوة الثلاثة كل واحد على حدة.
ذهب الاثنان الأكبر سناً معاً وسلك الأحدب مرة أخرى الطريق عبر المستنقع حيث التقى بالفتاة الجميلة وعندما وصل إليها بعد الكثير من المتاعب، وقال وهو يدخل: لقد جئت لرؤيتك مرة أخرى، فقالت الفتاة: صباح الخير يا ابن الملك، أنا أعرف لماذا أتيت! إخوتك طالبوا بأن يكون هناك ثلاثة اختبارات، والاختبار الثاني هو أن تحضر لوالدك أفضل حصان.
قال الأحدب: هذا صحيح، ولكن كيف يمكنني الحصول على حصان جميل بدون نقود؟ قالت المرأة الجميلة: لقد حصلت على أفضل أنواع الحرير بدون نقود، فلماذا لا يكون لديك أفضل حصان بدون نقود؟ ابق هنا معي حتّى يحين وقت العودة ولا تقلق على الإطلاق، وتحلى آلان بالشجاعة وبقي مع الفتاة الصغيرة ولمّا جاء اليوم أعطته صندوقًا آخر، وطلبت منه أن لا يفتحه حتى يكون في فناء قصر والده.
ثمّ رحل لكنّه لم يذهب بعيدًا عندما أصابه الفضول وفتح صندوقه ليرى ما بداخله، وفي الحال قفز حصان جميل واختفى في لحظة، وعند هذا بدأ بالبكاء وقرر أن يعود للفتاة لأنه لم يبتعد كثيراً عن منزلها ويخبرها بمصيبته وأعطته صديقته الطيبة صندوقًا ثانيًا، وأمرته مرة أخرى بعدم فتحه حتّى يكون في باحة قصر والده، ويمسكه بين يديه، وهذه المرة لم يفتحها.
وعندما وصل إلى بلاط القصر، كان شقيقيه هناك وقالوا: ها هو الأحدب أخيرًا، لكنّ ليس لديه حصان، أجاب آلان وهو يسحب الصندوق من جيبه: لدي صندوق كما كان من قبل، قالوا :حصانك الرائع في ذلك الصندوق بلا شك، قال آلان: ربما، فقالوا: افتحه حتّى نتمكن من رؤية حصانك الخاص بك، فوضع آلان صندوقه وفتحه وفي الحال وجد حصان رائع مع لجام ذهبي على رأسه.
صاح الملك بدهشة: لقد ربحها آلان هذه المرة أيضًا وكان انتصار آلان واضحًا جدًا لدرجة أنّ إخوته لم يحلموا بالتجادل فيه، لكنّهم صرخوا بحقد والآن المنافسة الثالثة ماذا ستكون يا أبي؟ قال الملك: هذه المرة لمن سيأتي بأجمل أميرة، ثمّ انطلق الإخوة الثلاثة مرة أخرى وذهب الكبيران كما كان الحال من قبل لرؤية سيدتيهما الجميلتين، وعاد آلان إلى صديقه الغامض في المستنقع العظيم.
وقالت الجميلة عند مشاهدته: ابن الملك الصغير قال والدك أنّه سيمنح مملكته لأحد أبنائه الثلاثة الذي سيحضر له أجمل أميرة، قال الأمير: نعم وأنا لا أعرف حتى أميرة، فقالت له: ابق هنا معي حتّى يحين الوقت لتقديم نفسك إلى والدك، فظل آلان مرة أخرى معها، وعندما حان الوقت قالت له: ها هي دجاجة بقطعة قماش من الكتان على ظهرها، ارجع بها إلى بيت والدك واحرصي على ألا تتفقد الدجاجة والكتان.
لذلك انطلق آلان مع الدجاجة، ولكن بينما كان يمر عبر غابة مظلمة طارت بعيدًا، ثمّ بدأ في البكاء وظهرت فجأة أميرة جميلة بجانبه وسألته لماذا يبكي؟ فأخبرها عن دجاجته فأخبرته أنها سوف تجدها، وبالتأكيد عادت الدجاجة بإشارة من الأميرة، وعندما لمست الأميرة الدجاجة بنهاية عصا بيضاء كانت في يدها وعلى الفور تم تغيير الدجاجة إلى عربة تجرها ستة خيول رائعة.
وفي الوقت نفسه أصبح شابًا وسيمًا يرتدي ملابس أنيقة، ويجلس في عربة بجانب الأميرة، ثمّ وصلوا إلى قصر الملك وعندما دخل آلان إلى الفناء مع أميرته بدا الأمر كما لو أن الشمس قد قادته هناك، كاد الأخوان الأكبر وأميراتهم أن ينفجروا من الحسد لرؤية شقيقهم الأصغر وغطوا وجوههم بأيديهم، لكنّ الملك العجوز سار ببطء إلى البلاط لاستقبال آلان واميرته.
وصرخ تاجي ومملكتي لك يا آلان، واختبأ الأبناء الأكبر وأميراتهم من الحسد، لكن كان عليهم أن يحضروا وليمة عظيمة أمر الملك العجوز بإعدادها، وتمت دعوة كل رجال مملكته العظماء لحضور زواج أبناءه الثلاثة.