قصة الأخوات الثلاث

اقرأ في هذا المقال


تعطينا القصص والحكايات ما هي عواقب شرور النفس، ومن هذه الشرور هي الأنانية، وسنحكي في هذه القصة عن ثلاث أخوات كانت اثنتان منهن يتصفن بالأنانية، فقامت أختهما الثالثة بتلقينهن درساً كبيراً عن هذه الأنانية البشعة.

الأخوات الثلاث:

كان هنالك عائلة صغيرة تسكن في الغابة، وفي هذه العائلة كان هنالك ثلاث أخوات صغيرات مع والدتهن وكانت أسمائهن بيترا سيمونا ودافيتا، كبرت تلك الأخوات وجاءت والدتهن في مرّة وقالت لهن: لقد كبرتن يا فتياتي العزيزات والآن يجب على كل واحدة منكن أن تسكن بمنزل خاص بها، وأنا سأعطي كل واحدة منكن المال الذي تركه والدكم وعليكن أن تنفقن المال بحكمة تماماً كما كان والدكن يفعل.

أخذت الأخوات المال وبدأن البحث عن منزل جميل في الغابة، فوجدن منزلاً جميلاً ومناسباً للإقامة به، قرّرت دافيتا بجمع الخشب لبناء منزل لها، ولكن إحدى أخواتها قالت: إن الخشب ضعيف ولا يصلح للبناء عليكِ بشراء القرميد للبناء، رفضت دافيتا رأي أختها وأخبرتها أنّها تريد ادّخار المال من أجل شراء حصان وفساتين جميلة.

الأخت بيترا أرادت بناء المنزل من العشب والقش وادّخار المال لشراء أثاث فخم لمنزلها، ولكن نصحتها أختها سيمونا بشراء القرميد ولكنّها رفضت كذلك، بدأت بيترا وسيمونا بجمع العشب لبناء المنزل، وبدأت دافيتا بالضحك عليهن وقالت: هذا العشب لا يصلح لبناء المنزل فسوف يطير بسرعة من الهواء.

انتهت سيمونا وبيترا من بناء المنزل وحل الليل، لم يكن لدى سيمونا الوقت الكافي لبناء منزل خاص بها فطلبت من أختها بيترا المكوث في منزلها الذي بنته لليوم التالي، ولكن بيترا رفضت بشدّة وتفاجأت سيمونا بذلك لأنها قامت بمساعدتها وأمضت الوقت والجهد الكبيرين في ذلك، فقرّرت انتظار أختها دافيتا.

عندما عادت دافيتا كان معها حصان اشترته وفتاتين برفقتها، علمت سيمونا أنها لا تستطيع البقاء بمنزل أختها دافيتا فباتت بالعراء وسط الغابة والأشجار الكثيفة، ولكنّها كانت سعيدة بانتظار اليوم التالي للذهاب لشراء عدّة منزلها برفقة أختيها، في اليوم التالي رفضت بيترا ودافيتا مرافقة سيمونا ومساعدتها ببناء المنزل، ولاحظت سيمونا كذلك أن دافيتا تنفق أموالها على هاتين الفتاتان؛ فنصحتها أن تدخّر بعض الأموال لشراء الطعام في الشتاء، ولكنّها قالت لأختها: أنا سأشتري بقرة لصديقاتي وعندما تكبر هذه البقرة فسنقوم بجلبها معاً.

قرّرت سيمونا الاعتماد على نفسها ببناء المنزل، وساعدها أحد الأشخاص بنقل عدة البناء، واستغرقت الصيف بأكمله لتجهيز منزلها ولكنّها قامت بتجهيز منزل قوي ومتين لنفسها، لم يكن لدى سيمونا الأثاث الفخم ولكنّها قامت بزراعة الحديقة المجاورة لمنزلها لاستثمار أموالها بينما كانت دافيتا وبيترا ينفقن الأموال على كل شيء.

في إحدى الليالي الماطرة قامت بقرة دافيتا بهدم منزلها، وأخذت صديقاتها البقرة ولاذا بالفرار فبقيت وحيدة وذهبت لأختها سيمونا وطلبت منها أن تسكن معها بالمنزل، وافقت سيمونا على الفور، وفي اليوم التالي سمعت سيمونا صوت طرق باب منزلها فكانت أختها بيترا، وكانت الرياح قد دمّرت منزلها وهدمته، فأسكنت سيمونا إخوتها في منزلها حتى انتهاء فصل الشتاء.

على الرغم من أن سيمونا ساعدت أخواتها ولكن رفضن مساعدتها في أعمال الحديقة، وفي يوم من الأيام عادت بيترا ودافيتا إلى المنزل فتفاجأن بكومة ملابسهن أمام باب المنزل، قالت لهن سيمونا: أنا قمت باستضافتكم طوال فصل الشتاء ولكن الآن عليكن بالاعتماد على أنفسكن ببناء المنزل، وكانت سيمونا قد أعطت أخواتها المال الذي جمعته من زراعة حديقتها.

ندمت الأختين على فعلتهما وشعرتا بالخجل على أنانيتهن مع أختهن سيمونا؛ لذلك قرّرن العمل برأي أختهما سيمونا في هذه المرّة والاعتماد على أنفسهن ببناء المنزل وإنفاق الأموال بحكمة.

المصدر: مدخل إلى قصص وحكايات أطفال/كمال الدين حسين/1996قصص أطفال عالمية مترجمة/توفيق عبدالله/2010قصص أطفال ما قبل النوم/ياسر سلامة/2018قصص وحكايات/مجموعة مؤلفين/2021


شارك المقالة: