علينا أن نعلّم أطفالنا ما هي عاقبة الظلم، سنحكي في قصة اليوم عن أخ غني قام بظلم أخيه الفقير وحرمه حقّه من المال، ولكن مرّ الأخ الغني بظروف جعلته يعود فقيراً كما كان، ندم وقتها على ظلمه لأخيه الفقير.
قصة الفقير والغني
في إحدى القرى يعيش أخوان مع بعضهما البعض، واحد منهم كان فقيراً ولا يمتلك حتى ثمن الطعام أو الملابس لأبنائه، والآخر كان غنيّاً ويمتلك الكثير من المال، وكان أيضاً يصرف الكثير من المال وكان يتصف بالبذخ الشديد، وفي يوم من الأيام جاء الأخ الفقير وطلب من أخيه الغني بعض النقود من أجل أولاده، ولكن الأخ الغني رفض إعطائه.
شعر الأخ الفقير بالكثير من الحزن لرفض أخيه الغني إعطائه المال، وكان يقول في نفسه: أنا أمتلك نصيباً من هذه الأموال التي يمتلكها أخي، بينما كان الأخ الفقير يمشي إذ قابل عجوز يحمل الأثقال فوق ظهره، اقترب منه الفقير وكان يريد مساعدته؛ فقال له العجوز: لقد أرى في وجهك الحزن، فلماذا أنت حزين؟ قال له الفقير: أنا لا أمتلك ثمن الطعام لأولادي.
نظر له العجوز وشكره على مساعدته، وقال له: سوف أدلّك على شيء تفعله وستصبح غنيّاً، وأعطاه حبة كعك وقال له: في الغابة على ببعد عدّة أمتار وخلف شجرة البرقوق، يوجد منزل من خشب، ويسكن به الأقزام، عليك أن تعرض عليهم شراء حبة الكعك ليس مقابل المال، بل مقابل مطحنة الخشب.
نفّذ الرجل الفقير ما طلبه منه العجوز، وعندما ذهب لمنزل الأقزام، وعرض عليهم حبة الكعك مقابل المطحنة، قاموا بإعطائه المطحنة، وأخبروه أنّها تنفّذ له كل أوامر طلب الطعام، وعندما يريد منها أن تتوقّف، عليه أن يغطّيها بمفرش لونه أحمر، وأخذها الرجل الفقير وكان فرحاً بها، وأمرها بإنتاج الطعام له ولأولاده، وأكلوا حتى شبعوا، وعندما انتهى قام بتغطيتها بمفرش أحمر كما أخبره الأقزام.
علم الأخ الغني بما حدث لأخيه الفقير، وتفاجأ كيف أنّه أصبح ثريّاً؛ فهو كان يقوم ببيع الطعام في السوق واكتسب بذلك الكثير من المال، وقرّر أن يبحث ليكتشف السر وراء ذلك؛ فاختبأ خلف منزله وراقبه، وعلم من خلال مراقبته أنّه يمتلك مطحنة سحريّة؛ فشعر بالغيرة والحسد من أخيه، على الرغم من أنّه كان غنياَ.
عاش الأخ الغني وهو يفكّر ماذا حدث مع أخيه الفقير، وظلّ على هذا الحال حتى مرض ورقد في سريره، وفي أحد الأيام دخل لص إلى منزله، وسرق كل ما يمتلك من أموال وهرب، وكان هو لا يشعر بذلك، وعندما عاد الأخ الغني وأصبح فقيراً، كان يريد أن يطلب المساعدة من أخيه، ولكنّه تذكّر بأنّه كان قد رفض مساعدته من قبل؛ فقرّر أن لا يفعل ذلك.
ولكن الأخ الذي كان غنياً تفاجأ بأنّ أخيه صاحب المطحنة، قد جاء لمنزله وأحضر معه بعض الطعام، وطلب منه أيضاً أن يشاركه السكن معه مقابل أن يعمل معه ببيع الطعام، فرح الأخ الغني واعتذر من أخيه بسبب قسوته معه، وحرمانه من حقّه بالمال.
