قصة الأرانب في خطر

اقرأ في هذا المقال


لا تكمن القوّة دائماً في الجسد؛ فالحيوان الضعيف يجب عليه أن يستفيد من تكتيكات الحياة التي تساعده على البقاء، سنحكي في قصة اليوم عن مجموعة من الأرانب التي تعرضت لخطر الفيلة، ولكن قام أرنب ذكي وصاحب حيلة بعمل خطة نجحت في أن يخلّص الأرانب من هذا الخطر.

قصة الأرانب في خطر

في غابة من الغابات تسكن مجموعة من الفيلة بجانب بركة ماء، وكانت تشرب الفيلة من هذه البركة عند شعورها بالعطش، وفي وقت من الأوقات جفّت هذه البركة من الماء تماماً، فقرّرت الفيلة الذهاب إلى كبير الأفيال كي يجد لهم الحل، وطلبوا منه الخروج والبحث عن الماء؛ فأخبرهم كبير الفيلة عن بحيرة موجودة بمكان ما ولكنّه بعيد.

مشيت الأفيال مسافة خمسة أيام من أجل الوصول لتلك البحيرة وبالفعل وجدوها، كانت بحيرة ماء كبيرة كما أخبرهم كبير الفيلة، كان يحيط بهذه البحيرة الكثير من جحور الأرانب، ولكن الفيلة عندما رأت البحيرة بدأت تمشي فوق تلك الجحور دون اهتمام لمن فيها أو مراعاة لأحد.

تسببّت الفيلة بقتل الكثير من الأرانب، والبعض منهم قد كسر أو جرح جرحاً عميقاً، أمّا الأرانب التي نجت لم تملك من أمرها إلّا الهرب، عندما غادرت الأفيال المكان اجتمعت الأرانب وبدأت تتناقش ماذا ستفعل بهذا البؤس الذي حل بها، قال أحدهم: لقد أصبحت المياه نادرة بكل مكان، وسوف تأتي الفيلة إلى هنا كل يوم، وربمّا تقتل من تبقّى منا.

اقترح البعض مغادرة المكان، والآخر رفض هذه الفكرة فهو  موطنهم الذي عاشوا به، اقترح أحد الأرانب أن يقوموا بطرد الفيلة من خلال تخويفهم، وعندما فكّروا بالخطة التي سيقومون بها، انتظروا قدوم الفيلة، عندما جاءت ومعهم كبير الفيلة وقفت الأرانب صفّاً واحداً وقالت بصوت عالي: أيتّها الفيلة ابتعدي عن هذا المكان، فهذه البحيرة لملك القمر.

فكّر كبير الفيلة بكلام هذا الأرنب وخاف أن يغضب الملك؛ فسأل الأرنب: ماذا يريد منا؟ قال له الأرنب: لقد تسبّب مجيئكم في المرة الماضية بقتل الكثير من الأرانب، ونحن نعيش تحت حمايته، وهو غاضب منكم الآن ويطلب منكم العودة حالاً، وعدم دخول البحيرة مرةً أخرى.

شكّ كبير الفيلة بكلام الأرنب، وطلب منه أن يريه هذا الملك، فقال له الأرنب: انتظر حتّى المساء، وعندما حل المساء ظهر القمر فقال الأرنب لكبير الفيلة: هل رأيت لقد نزل القمر كي يواسي الأرانب التي ماتت بسببكم، وإن أردت أن تلتقي به عليك أن تتبعني، تبعه كبير الفيلة حيث أخذه الأرنب إلى ضفة البحيرة، عندها كانت تنظر صورة انعكاس القمر في الماء.

قال الأرنب لكبير الفيلة: إن القمر غاضب ويطلب منك الانحناء إليه وطلب العفو والصمت ومغادرة المكان بهدوء، صدّق كبير الفيلة كلام هذا الأرنب عند رؤية الملك القمر، فأخذ قطيعه وسار دون عودة، وبذلك نجت الأرانب من شر تلك الفيلة بواسطة هذه الحيلة الذكيّة.


شارك المقالة: