إنّ سوء الظن والشك من أكثر ما يودي بصاحبه للخسارة الكبيرة، هذا ما حدث مع الأرنب الذي طلبت منه الضفدعة مصادقتها، ولكن لسوء ظنّه بها وبطلبها الغريب منه، قرّر أن يذهب للثعلب الماكر كي يستشيره بهذا الأمر، ولم يكن الأرنب يعلم بنية الثعلب السيئة تجاهه، ممّا تسبّب له بأن يكون فريسة له.
قصة الأرنب والضفدعة
بجانب إحدى البحيرات تسكن الضفدعة الصغيرة تلعب وتقفز مع صديقاتها، ولكن في يوم من الأيام شعرت تلك الضفدعة بالملل، وقرّرت أن تذهب وتبحث عن أصدقاء جدد، فوجدت الأرنب وطلبت منه أن يكون صديقاً لها، فردّ عليها الأرنب قائلاً: وكيف للأرنب أن يصبح صديقاً للضفدعة؟ سوف أذهب وأخبرك بالرد قريباً.
قرّر الأرنب أن يفكّر في أي حيوان كي يستشيره بها الأمر؛ فخطر بذهنه الثعلب، ذهب الأرنب للثعلب كي يستشيره بطلب الضفدعة، ذهب الأرنب ووقف مع الثعلب وكانت العصفورة فوق غصن الشجرة تستمع لحديثهما، وقالت في نفسها: ما هذا الغباء الذي وصل له الأرنب؟ كيف يستشير الأرنب حيوان كالثعلب الماكر؟ وعندما اقترب الأرنب منه، استغلّ الثعلب تلك الفرصة وهجم على الأرنب ليلتهمه.
حزنت العصفورة كثيراً لما حدث للأرنب وكيف ذهب ضحية سوء ظنّه وشكّه، كانت الضفدعة تخرج كل يوم من البحيرة وتنتظر الأرنب حتى يأتي ويخبرها بالرد الذي كانت تنتظره، ولكن الأرنب لم يأتِ أبداً؛ لذلك قرّرت الضفدعة أن تبحث عنه في كل مكان، فقد اعتادت على أن تجده يقفز ويلعب بجانب البحيرة كل يوم، وبينما هي تسير في الغابة بحثاً عنه إذ قابلت العصفورة، فاستوقفتها العصفورة وقالت لها: هل تبحثين عن الأرنب؟ قالت لها الضفدعة: نعم هل تعلمين أين ذهب؟ قالت له العصفورة آسفة: لقد التهمه الثعلب قبل عّدة أيّام، وأنا رأيت ذلك بعيني.
تفاجأت الضفدعة بذلك وقالت: وما الذي اضطر الأرنب أن يذهب لهذا الحيوان الماكر؟ قالت له العصفورة: لقد سمعت حديثهما؛ حيث كانت تستشيره بأمر الصداقة التي كنتِ قد طلبتها منه، حزنت الضفدعة لذلك وقالت: لقد أودى الشك بهذا الأرنب إلى الهلاك، إنّه الشك الذي يودي بصاحبه للكارثة.