قصة الأرنب ورجل القمر أو (Rabbit and the Moon-Man) هي حكاية فلكلورية أمريكية أصلية تم جمعها من كندا، للمؤلف سايروس ماكميلان، نشرها (S B. Gundy, Toronto) جون لين ذا بودلي هيد.
الشخصيات:
- الأرنب.
- الجدة.
- رجل القمر.
قصة الأرنب ورجل القمر:
منذ زمن بعيد كان الأرنب يعيش مع جدته العجوز في أعماق الغابة الكندية، بعيدًا عن كل الناس الآخرين، لقد كان صيادًا عظيمًا، وفي كل مكان كان ينصب الأفخاخ لالتقاط الطرائد من أجل الطعام، وبعد حلول الشتاء اصطاد الكثير من الحيوانات والطيور الصغيرة. كان يحضرهم إلى المنزل يوميًا لإطعام نفسه.
وجدته العجوز، وكان سعيدًة جدًا بنجاحه، ولكن بعد مرور بضعة أسابيع لم يتمكن من الإمساك بأي طريدة، لقد وجد دائمًا أفخاخه وشراكه فارغة على الرغم من وجود العديد من الآثار حولها دائمًا، وكانت هناك علامات كثيرة على أنّ الحيوانات كانت تتجول، كان يعلم حينها أنّه يتعرض للسرقة ليلاً، وأنّ لصًا ما يسرق أفخاخه.
كان الجو شديد البرودة و الثلج يتساقط في أعماق الغابة، وكان الأرنب وجدته العجوز في أمس الحاجة إلى الطعام، كان الأرنب ينهض مبكرًا كل صباح ويسارع إلى مصائده، لكنّه دائمًا ما كان يجدها فارغة، لأنّ اللص كان أمامه، كان في حيرة شديدة لأنّه لم يستطع أن يفكر من هو اللص.
وفي صباح أحد الأيام بعد تساقط ثلوج جديدة، وجد علامة على قدم طويلة بالقرب من مصائده، وكان يعلم أنّها قدم اللص الذي يبحث عنه، كانت أطول بصمة قدم رآها على الإطلاق، طويلة وضيقة وخفيفة للغاية، مثل شعاع القمر، فقال الأرنب: الآن سأقوم مبكرًا في الصباح، وسأذهب إلى أفخاخي أمام اللص وأحصل على طرائدي حتى تكون جميعها فارغة عندما يأتي.
وكل صباح كان ينهض مبكراً للقبض على اللص، لكنّ الرجل ذو القدم الطويلة كان دائماً هناك أمامه، و كانت طرائده دائماً تختفي، بغض النظر عن بداية نهوض الأرنب، كان اللص دائمًا أمامه وكانت مصائده فارغة دائمًا، لذلك قال الأرنب لجدته العجوز: الرجل ذو القدم الطويلة الذي يسرق الفخاخ الخاصة بي.
دائمًا ما يكون أمامي، بغض النظر عن مدى استيقاظي المبكر، سأصنع فخ من خيط القوس، وسوف أشاهد كل هذه الليلة، وسوف أمسك به بالتأكيد، لقد صنع فخًا من خيط مقوس قويًا ووضعه بجانب أفخاخه، وأخذ طرف الخيط بعيدًا بعض الشيء إلى مجموعة من الأشجار، واختبأ خلفها، كان يأمل أن يدخل اللص في الفخ، ثمّ يسحب الخيط ويربطه سريعًا بشجرة.
جلس هادئًا جدًا منتظرًا ظهور الرجل ذو القدم الطويلة، كان ضوء القمر عندما انطلق، ولكن سرعان ما أصبح الظلام شديدًا في الغابة، واختفى القمر فجأة، لكنّ النجوم كانت تتألق على الثلج الأبيض ولم تكن هناك غيوم في السماء، تساءل الأرنب عما حدث للقمر، ثمّ انتظر ساكنًا وخائفًا قليلاً في ضوء النجوم.
سرعان ما سمع شخصًا قادمًا، يتسلل خلسة عبر الأشجار، ثمّ رأى نورًا أبيضًا أبهر عينيه، وذهب الضوء نحو الأفخاخ حتى توقف عند الفخ الذي نصبه الأرنب، ثمّ سحب الأرنب الخيط، وأغلق المصيدة كما كان يأمل، وربط الخيط بسرعة بشجرة، سمع أصوات صراع ورأى الضوء الأبيض يتحرك من جانب إلى آخر.
لكنّه كان يعلم أنّ سجينه الرجل ذو القدم الطويلة تمّ القبض عليه أخيرًا، كان خائفًا جدًا من الضوء الأبيض، فركض إلى المنزل بأسرع ما يمكن وأخبر جدته العجوز أنه قد ألقي القبض على لص الطرائد في الفخ، وأنّه لا يعرف من هو، لأنّه كان خائفًا جدًا للنظر.
فقالت له جدته: يجب أن ترجع لترى من هو، وقل له أن يكف عن نهب الأفخاخ الخاصة بك، لكنّ الأرنب قال: لا أريد أن أذهب حتى ضوء النهار، لأنّ القمر قد نزل و الغابة مظلمة للغاية، لكنّ جدته قالت: يجب أن تذهب، لذلك فإنّ الأرنب المسكين، على الرغم من أنه كان خائفًا للغاية مما رآه، ذهب مرة أخرى إلى مصائده.
وعندما اقترب من أفخاخه رأى أن الضوء الأبيض لا يزال يضيء، كان ساطعًا لدرجة أن عينيه كانتا جاحظتين وكان عليه أن يتوقف بعيدًا عنها، ثمّ اقترب منه، ولكن سرعان ما أصبحت عيناه تؤلمه للغاية، كان هناك تيار يجري بجانبه، فغسل عينيه في الماء البارد، لكنّ ذلك لم يريحه، وشعر بعيناه بالحرارة والاحمرار، فانهمرت الدموع بسبب الضوء الساطع.
ثمّ أخذ حفنة كبيرة من الثلج وألقى كرات الثلج على الضوء، على أمل بذلك أن يطفئها، ولكن عندما اقتربت كرات الثلج من الضوء ذابت وسقطت مثل المطر، ثمّ وعيناه لا تزالان تتألمان، أخذ الأرنب في غضبه حفنة كبيرة من الطين الأسود الناعم من قاع الجدول، وشكّله إلى كرات وألقى بهم بكل قوته على الضوء الأبيض.
سمعهم يضربون شيئًا بضجيج كئيب، وسمع صرخات عالية من السجين، الرجل ذو القدم الطويلة خلف الضوء الساطع، ثمّ جاء صوت من النور قائلًا: لماذا أوقعت بي في مصيدتك؟ تعال وفك قيدي حالًا، أنا رجل القمر، إنّه قريب من الصباح وقبل الفجر يجب أن أكون في طريقي إلى المنزل، لقد لطّخت بالفعل وجهي بالطين، وإذا لم تخرجني مرة واحدة فسوف أقتل كل قبيلتك. كان الأرنب المسكين خائفًا أكثر من ذي قبل، فركض إلى المنزل وأخبر جدته العجوز بما حدث، وكانت جدته أيضًا خائفة جدًا، لأنّها اعتقدت أنه لا خير من ذلك، وطلبت من الأرنب أن يعود على الفور ويفكّ رباط الرجل الموجود في مصيدته، لأنّ الليل قد كاد يقضي، وسيبدأ الفجر قريبًا.
لذلك عاد الأرنب المسكين مرتجفًا من خوفه ثمّ صرخ من مسافة بعيدة: سأفك قيودك إذا لم تقم بسرقة أفخاخي مرة أخرى، وإذا كنت لن تعود إلى الأرض، ووعد الأسير في الفخ وقال: أقسم بنوري الأبيض، ثمّ اقترب الأرنب بحذر شديد، كان عليه أن يغلق عينيه ويتلمس طريقه بسبب الضوء الساطع، وشفته ارتجفت بسبب الحرارة الشديدة.
أخيرًا اندفع إلى الداخل وقطع شرك القوس بأسنانه، وهرع الرجل على القمر في طريقه، لأنّه كان بإمكانه بالفعل رؤية الفجر في الشرق، لكنّ الأرنب كاد أن يصبح أعمى عندما كان حول الضوء، وكانت كتفيه محترقين بشدة، ومنذ ذلك الوقت أصبح يومض الأرنب وجفونه وردية، والماء يجري من عينيه عندما ينظر إلى ضوء ساطع وشفته ترتعش دائماً.
كانت كتفيه صفراء حتى عندما يرتدي معطفه الشتوي الأبيض؛ بسبب شدة الضوء والحرارة في ليلة الشتاء منذ زمن بعيد عندما أزال الرجل في القمر من الفخ، ومنذ تلك الليلة، لم يعد رجل القمر إلى الأرض أبدًا، ويبقى في مهمته في السماء، يضيء الغابة ليلاً، لكنّه لا يزال يحمل على وجهه آثار الطين الأسود الذي ألقاه الأرنب عليه. وأحيانًا يذهب عدة ليالٍ إلى مكان هادئ حيث يحاول غسل الوحل، وبعد ذلك تكون الأرض مظلمة، لكنّه لم ينجح أبدًا في تنظيف نفسه، وعندما يعود إلى عمله، لا تزال آثار كرات طين الأرنب على وجهه اللامع.