العبرة ليست دائماً بالقوة بل العبرة بالذكاء وحسن التصرّف، سنحكي في قصة اليوم عن أسد كان يبحث عن طعام؛ فدخل كهف الثعلب وكان ينوي أن يأكله، ولكن الثعلب كان أذكى من الأسد واستطاع بذكائه وإحساسه أن يشعر بوجوده، وعندما تأكّد من ذلك فرّ هارباً، وانتصر بقوة ذكائه على قوة الأسد الجسدية.
قصة الأسد الغبي
في إحدى الغابات يعيش الأسد ملك الغابة، مرّت السنين وكبر هذا الأسد وأصبح كبيراً في السن وغير قادر على الحركة والجري كالسابق، وفي يوم من الأيّام كان يشعر بجوع كبير وأراد البحث عن طعام، سار الأسد كثيراً ومر بكهف أراد أن يدخل ويشتم ما بداخله وقال في نفسه: لا بد أن يكون داخل الكهف حيوان ما.
كان هذا الكهف هو منزل الثعلب؛ حيث كان الثعلب يخرج منه نهاراً لاصطياد الحيوانات ويعود إليه في المساء، قرّر الأسد دخول الكهف وانتظار الحيوان الذي يسكنه حتّى يعود، وعندما عاد الثعلب في المساء ودخل الكهف وكان يحمل بين مخالبه فريسته، شعر أن هنالك شيئاً غريبا؛ فجميع الطيور وحتّى الحشرات صامتة والهدوء يسود المكان.
لم يكن الثعلب مطمئنّاً وكان يشعر بأن هنالك خطر ما، كان كلمّا اقترب أشارت له الحشرات أو الطيور بأن هنالك خطر ما وتحاول إخباره بعدم الاقتراب، فكّر الثعلب ماذا سيفعل كي يتجنّب الخطر؛ فخطر بذهنه فكرة وصار يحاور الكهف.
قال الثعلب للكهف: مرحبا يا صديقي كيف حالك اليوم أيّها الكهف لماذا أنت هادئ اليوم هكذا؟ كان صوت صدى الثعلب يملأ المكان، وكان الأسد المختبئ يكاد يموت من جوعه، وعلم أن الهدوء في الكهف سببه؛ لذلك قرّر أن يرد على الثعلب بصوت مستعار فقال: أهلا بك يا صديقي الثعلب.
عندما فعل الأسد ذلك سمعت كل الطيور والحشرات صوته؛ فطارت بعيدة خوفاً منه، وكذلك الثعلب فرّ هارباً لينجو بنفسه، عندما خرج الأسد ورأى الثعلب قد هرب ومعه فريسته قال في نفسه: كم أنا أسد غبي لو أنّي لم أتكلّم لما فرّ الثعلب، وكان سيدخل ويأكل فريسته وينام، ولكنّه خدعني بحيلته تلك، خسر الأسد بسوء تصرّفه كل شيء.