يجب على الإنسان دائماً أن يقدّم الخير للآخرين، ولا يتردّد في صنع المعروف مع المسكين والمحتاج؛ فهو لا يعلم متى سيكون بحاجة هؤلاء الآخرين، هذا ما حدث في قصة اليوم مع الخادم الهارب الذي قابل أسداً يحتاج المساعدة، وعلى الرغم من أنّ الأسد حيوان مفترس ولكن الخادم لم يتردّد في بذل الجهد لمساعدته، وكان هذا المعروف الذي صنعه سبباً في إنقاذ حياته فيما بعد.
قصة الأسد وصنع المعروف
في أحد الأزمان كان هنالك خادم يعاني من مشكلة كبيرة وهي المعاملة غير اللائقة من قبل سيّده؛ حيث كان سيّده يعامله بقسوة وظلم، ولكن هذا الخادم كان يتحمّل منه الكثير، وفي يوم من الأيّام شعر الخادم أنّه لم يعد يتحمّل هذه المعاملة السيئة؛ وقرّر أن يهرب من سيده إلى أي مكان، فسار بعيداً حتّى وجد نفسه في الغابة.
بينما كان الخادم يسير في الغابة إذ قابل أسداً كان يجلس في الطريق ويصرخ من شدّة الألم، وعندما اقترب منه الخادم سأله عن سبب ألمه، فأخبره الأسد أن هنالك شوكة صغيرة غرست في قدمه، وطلب منه أن يساعده في خلعها، كان الخادم طيّب القلب وقرّر أن يساعد الأسد وبدأ يحاول جاهداً في خلع الشوكة.
استجمع الخادم شجاعته وقواه حتّى استطاع بنهاية الأمر أن يخلع هذه الشوكة، شعر الأسد بالارتياح وشكر الخادم ومضى ولم يفكّر في أذيّته؛ على الرغم من قدرته على ذلك، بعد مرور القليل من الوقت جاء سيد الخادم المتجبّر صدفةً إلى الغابة، ونوى اصطياد بعض الحيوانات منها، وكان من بين هذه الحيوانات الأسد الذي قام الخادم بإنقاذه.
وضع السيد الحيوانات في القفص ومضى، وبينما هو كذلك إذ قابل خادمه في الغابة، وعلم أنّه فرّ هارباً منه وقرّر معاقبته بقسوة، فأمر رجاله أن يضعوه في قفص الأسد عقاباً له، وعندما تم زجّه في قفص الأسد تفاجأ الخادم أنّه كان الأسد ذاته الذي قام بإنقاذه؛ وكان هذا من حسن حظ هذا الخادم الطيب.
أنقذ الخادم الأسد من القفص وأخرجه، وبالتعاون مع بعضهما أنقذوا بقيّة الحيوانات أيضاً، وكان هذا جزاء المعروف الذي صنعه الخادم الطيب مع الأسد.