قصة الأصدقاء والغول

اقرأ في هذا المقال


يحب الأطفال القصص الخيالية، ومن أكثر الأساطير الخيالية التي انتشرت بين الأطفال هي حكاية الغول، سنحكي في قصة اليوم عن مغامرة حكاية الغول مع أحمد وأصدقائه، وكيف استطاع أن يمازح أصدقائه، ويخيّل لهم أن الغول قد كان في غرفته، بأسلوب ظريف وجميل ومضحك، ويحكي لهم أيضاً قصة اكتشاف مادة الفسفور.

قصة الأصدقاء والغول

كان هنالك ولد اسمه أحمد في الصف الخامس، كان أحمد يحب القصص كثيراً ويطلب من أمّه أن تحكي له كل يوم قصة، وكان يستمتع بسماع القصص الجميلة من أمّه، كانت تحكي له أنواع مختلفة من القصص مثل: الحكايات الخيالية والممتعة والحكايات المرعبة أحياناً، ومن أكثر القصص التي سمعها أحمد وأثّرت به هي قصة الغول.

وفي يوم من الأيام بينما كان أحمد يلعب مع أصدقائه في منزله بسعادة، انقطع تيار الكهرباء فجأةً، رأى أحمد وأصدقائه ضوء يشع من الأسفل؛ فتفاجأ الجميع من هذا الضوء وخاصّةً أحمد، صرخ وقال: لا بد أنّ هذا الضوء هو الغول الذي كانت أمّي تحكي لي عنه في حكاياتها، عندما سمع أصدقاء أحمد بذلك خافوا وهرب كل منهم إلى المنزل مسرعين.

في اليوم التالي عندما قابل أحمد أصدقائه في الخارج، وسألوه فوراً عمّا حدث له مع الغول الذي ظهر بمنزله بالأمس، قال لهم: لقد حدثت معي أشياء مثيرة، ولكنّني لا أستطيع أن أخبرها بكم هنا، ما رأيكم أن تأتوا لمنزلي كي أحكي لكم ما حدث معي؟ وافق أصدقاء أحمد على المجيء لمنزله، وعندما دخلوا كان أحمد مصمّماً أن يدخلوا غرفته أوّلاً.

بدأ أحمد يحكي لأصدقائه عمّا حدث معه في ذلك اليوم، وبينما هو يتحدّث إذ ذهب أحمد وقام بإطفاء كل الأنوار، وظهر الضوء المشع من تحت الأرض، قال أحمد لأصدقائه: ها هو الغول، لقد أحضرته إلى هنا كي تقابلونه وتتعرّفون عليه بأنفسكم، قال واحد من أصدقاء أحمد: ها هو الضوء ذاته الذي ظهر بمنزل أحمد في المرّة الماضية، كيف استطاع أحمد أن يحضر الغول إلى هنا! فسأله أحد الأصدقاء: أخبرنا كيف استطعت أن تحضر الغول إلى هنا؟ قال لهم أحمد: سأريكم الآن.

فجأةً صار أحمد يمشي بخطواته إلى الخلف، وأمسك الضوء بيديه وقال لأصدقائه: ها هو الغول الذي أحضرته لكم، كان أصدقاء أحمد خائفين جدّاً منه، وكانوا يتراجعون للخلف أما أحمد فكان يقترب منهم وهو يحمل الضوء بين يديه، وفجأةً أشعل أحمد الأنوار كلّها وظهر الغول على حقيقته.

وعندما نظر الأصدقاء للضوء الذي كان بين يدي أحمد وإذ به مسبحة، انبهر الجميع بما رأى وقال لأصدقائه: هل رأيتم أيّها الجبناء إنّها مجرّد مسبحة وليست الغول كما كنتم تظنّون، تفاجأ أصدقاء أحمد وقالوا له: ولكن كيف استطعت فعل ذلك، أنت حقّاً ولد شجاع يا أحمد، ونحن لسنا مثلك أنت.

بدأ أحمد بعد ذلك يفسّر لهم ما هو سبب الضوء الذي يشع من المسبحة عندما تنطفئ الأنوار، قال لهم: إن هذا الضوء الذي يسطع من تلك المسبحة هو بسبب مادة الفسفور الموجودة بداخل المسبحة، وهي تظهر عند انطفاء الأنوار فقط، قال له أحد أصدقائه: أخبرنا ما هي قصة اكتشف تلك المادة؟ قال لهم أحمد: إنّها تشبه كثيراً قصة اليوم سأخبركم بها.

قال لهم أحمد: إنّ الحكاية هي أنّه كان هنالك مجموعة من الفلّاحين يعملون بمكان بالقرب من المقبرة، وفجأةً وبينما هم كذلك إذ ظهر ضوء من وسط المقابر، فزع الجميع وبدأوا يهربون من هذا الضوء ظنّاً منهم أنّها العفاريت، وعندما حاولوا معرفة مصدر انبعاث هذا الضوء، قاموا باستخراج المادّة من بين المقابر وكانت هي مادة الفسفور المضيئة، أمّا عن الرجل الذي فعل ذلك؛ فقد كان رجل شجاع من أهل القرية، أصرّ على معرفة السبب وراء هذا الضوء.

في ذلك الوقت علم أصدقاء أحمد بأنّه لا وجود لما يقال عنه الغول أو العفاريت، ولكن أحمد قال لهم: كلّا يا أصدقائي إن الغول والعفاريت هي كائنات موجودة، تفاجأ أصدقاء أحمد من قوله وقالوا له: أين هي تلك الكائنات؟ قال لهم أحمد وهو يضحك: إنّها موجودة في الحكايات فقط، ضحك الجميع مع أحمد، ومنذ ذلك اليوم لم يعد أي أحد يخاف من أسطورة الغول أبداً.


شارك المقالة: