قصة الفتاة والأفعى الأليفة

اقرأ في هذا المقال


نجد الكثير من الأشخاص من يقوم بترويض الحيوانات الأليفة، سنحكي في قصة اليوم عن فتاة صغيرة قامت بترويض حيوان خطير وهو الأفعى، كبرت هذه الأفعى وعلى الرغم من كبر حجمها إلّا أنّها احتفظت بمعروف هذه الفتاة وبسببها أصبحت الفتاة وعائلتها من الأغنياء، وبعد رد المعروف عادت الأفعى إلى عائلتها التي كانت تسكن في المحيط.

قصة الفتاة والأفعى الأليفة

كان هناك عائلة مكوّنه من خمسة أخوة وأخت واحدة صغيرة اسمها ساندي، يعيشون في منزل واحد مع أبيهم فقط، لدى ساندي الصغيرة عادة غريبة؛ حيث كانت تحب الاستحمام طوال اليوم وفي أي وقت وفي أي مكان، في المنزل وغالباً في مياه النهر، ففي الصباح تستحم وفي المساء كذلك.

وفي يوم من الأيام ذهبت ساندي كي تستحم كعادتها في مياه النهر، كانت المكان الذي تسبح به عميقاً، وكان في الأسفل يوجد أفعى صغيرة تكاد لا ترى؛ وكانت جميلة الشكل ظلّت تسبح وتسبح إلى أن وصلت عند هذه الفتاة الصغيرة، عندما رأتها أمسكت بها ووضعتها على راحة يديها، وبدأت تنظر لها بإعجاب، أكملت استحمامها بالمياه وقالت للأفعى: سأضعك بين الطحالب ريثما أعود.

عندما خرجت من المياه وقامت بتبديل ثيابها عادت إلى الأفعى التي وضعتها بين الطحالب الخضراء، وعادت معها إلى المنزل وقرّرت أن تأخذ بعض الطحلب معها، عندما دخلت غرفتها ومعها الأفعى الصغيرة بدأت تفكّر أين ستضعها وماذا ستفعل بها، فجمعت الطحلب ووضعتها على نافذة شباك غرفتها، ولم يكن أحد يعلم بوجودها في المنزل.

شعرت ساندي برغبة عارمة بالاحتفاظ بتلك الأفعى؛ حيث كانت تذهب كل يوم لمياه النهر تستحم بداخله ثم تعود إلى المنزل وتسرع نحو غرفتها كي تتفقّد تلك الأفعى، وفي يوم من الأيام فرحت ساندي الصغيرة كثيراً؛ فقد تحوّلت الأفعى التي تعتني بها من أفعى صغيرة بحجم الشعرة إلى أفعى كبيرة.

كان هذا بسبب اعتنائها بها؛ حيث كانت تأتي بالطحالب الخضراء لها كل يوم، وفي يوم من الأيام لاحظت ساندي في هذه الأفعى شيئاً غريباً، عندما اقتربت منها وجدت أن هنالك نتوء في رأسها، في هذا الوقت شعرت ببعض الخوف؛ فاتجهت مسرعة كي تخبر والدها وإخوتها عن وجودها، وعندما اقتربوا منها وشاهدوه أخبروا أختهم الصغيرة أنّ الأفعى هذه سينمو لها قرون في رأسها.

نظرت ساندي لها وقالت: أنتِ ستقومين بالاعتناء بي وحمايتي أيتها الأفعى أليس كذلك؟ شعر إخوتها بالاندهاش من أختهم الصغيرة وسألوها: ماذا تنوي أن تفعلي معها؟ هل ستحتفظين بها؟ قالت: نعم سأربيها، ظلّت الأفعى تكبر وتكبر حتى وصلت قرونها وامتدت لسقف الغرفة.

بدأت ساندي تشعر أن الألواح في السقف تزعج هذه الأفعى؛ فطلبت من إخوتها أن يقوموا بنزعها، وخرجت قرونها من المنزل، بدا شكل هذه الأفعى غريباً وكأنّها تحتل البيت، وكان من عادتها أن تلتف حول نفسها من وقت لآخر، كان منظرها جميلاً خاصّة في نظر ساندي؛ حيث كان رأس الأفعى يحتلّ وسط غرفتها.

في يوم من الأيام دخلت ساندي غرفتها كي تتفقّد الأفعى فلم تجدها، خرجت من غرفتها وأخبرت أبيها وإخوتها عن اختفاء الأفعى، واندهشت أين يمكن أن تكون قد ذهبت، أسرعت إلى الغابة كي تبحث عنها، وفجأةً وجدتها قادمة من بعيد، فرحت عندما رأت الأفعى قادمة باتجّاهها، وعندما اقتربت اكتشفت ساندي أن الأفعى تحمل بفمها ظبي صغير.

أخذته وعادت إلى حيث المكان الذي ترقد به في منزل ساندي، فرح الجميع بها وأصبحت الأفعى تذهب إلى الغابة باستمرار، مرّةً تصطاد غزالاً ومرة تصطاد ظبي صغير، أصبحت ساندي وأهلها من الأغنياء؛ حيث يأتي لهم طعامهم كل يوم إلى المنزل بسبب هذه الأفعى، ساندي بدأت تشعر بالرهبة تجاه هذه الأفعى؛ حيث لاحظت أن قرون الأفعى لا زالت تنمو وتكبر وبدا منظرها مرعباً.

صارت ساندي تنزعج من خروج الأفعى المتكرّر من المنزل، وتتساءل كل يوم إلى أين تذهب هذه الأفعى وتغيب وماذا تفعل؟ وفي يوم من الأيام ذهبت ساندي لكي تستحم بالماء وفجأةً شعرت بريحاً قوية فوق الماء تتجّه نحوها، شعرت بالخوف وقالت ماذا يمكن أن يكون سبب هذه الريح؛ فرأت الأفعى قادمة وتحمل بفمها حوتاً كبيراً، وعندما وصلت إلى الشط بدأت بتقطيعه.

صارت الأفعى تجلب للمنزل اللحوم كل يوم، وصارت ساندي وعائلتها يبيعون اللحوم بكثرة، وفي يوم من الأيام خرجت هذه الأفعى من المنزل ولكنّها لم تعود، بعد مدّة اكتشفت ساندي أن الأفعى لديها عائلة كبيرة تسكن بالمحيط وكانت تذهب كل يوم إليها، وعادت لتسكن معها إلى الأبد.

المصدر: مدخل إلى قصص وحكايات الاطفال/كمال الدين حسين/1996قصص اطفال عالمية مترجمة/توفيق عبدالله/2010قصص الاطفال ما قبل النوم/ياسر سلامة/2018قصص وحكايات/مجموعة مؤلفين/2021


شارك المقالة: