قصة الخادمة ذات الشعر الذهبي (The maid with hair of gold) حكاية خرافية سلافية عن الشعب السلافي، نُشرت في الأصل باللغة الفرنسية، للمؤلف، الكسندر تشودسكو، وترجمتها إميلي جيه هاردينج، نُشرت عام 1896، نشرها (George Allen، London)
الشخصيات:
- الملك الشرير.
- الخادم جورج.
- الخادمة ذات الشعر الذهبي.
قصة الخادمة ذات الشعر الذهبي:
كان هناك ملك حكيم وذكي لدرجة أنه فهم لغة جميع الحيوانات، وقد حصل على هذه القوة لأنه ذات يوم جاءت امرأة عجوز إلى القصر وقالت: أود أن أتحدث إلى جلالة الملك لأن لدي شيئًا مهمًا لأخبره به، وعندما حضر قدمت له سمكة غريبة، قائلة: أطبخها لنفسك، وعندما تأكلها ستفهم كل ما تقوله طيور السماء، والحيوانات التي تمشي على الأرض، والأسماك التي تعيش تحت الماء.
كان الملك مسرورًا بمعرفة ما يجهله الجميع، لذلك كافئ المرأة العجوز بسخاء، وطلب من الخادم أن يطبخ السمكة بعناية شديدة، ثمّ قال الملك: لكن احذر أن تتذوق شيء منها، لأنك إذا فعلت ذلك فسوف تقتل، كان جورج الخادم مندهشًا من مثل هذا التهديد، وتساءل عن سبب قلق سيده لدرجة أنه لا ينبغي أن يأكل من السمكة، ثم قام بفحصها بفضول، فقال: لم أر في حياتي مثل هذه السمكة الغريبة! تبدو مثل الزواحف.
ثمّ تساءل: أين سيكون الضرر إذا أخذت البعض منه ؟ الطباخ معتاداً أن يتذوق جميع الأطباق التي يعدها، وعندما تم قليها تذوق قطعة صغيرة، وبينما كان يأخذ بعض منها سمع أزيزًا في الهواء وصوتًا يتحدث في أذنه ويقول: دعونا نتذوق الفتات، دعونا نتذوق قليلاً، فنظر حوله ليرى من أين جاءت الكلمات، لكن لم يكن هناك سوى عدد قليل من الذباب يطن في المطبخ.
في نفس اللحظة قال شخص ما في الفناء بصوت متشنج قاسي: أين سنستقر؟ وأجاب آخر: في حقل الشعير للطاحونة، وعندما نظر جورج إلى حيث جاء هذا الحديث الغريب، رأى طائرًا يطير على رأس قطيع من الإوز، فقال الخادم: كم هو محظوظ، الآن أعرف لماذا وضع سيدي الكثير من القيمة لهذه السمكة وتمنى أن يأكلها بنفسه، لم يكن لدى جورج الآن أي شك في أنه عندما تذوق السمكة تعلم لغة الحيوانات، لذلك بعد أن تناول المزيد، قدم للملك الباقي كما لو لم يحدث شيء.
عندما تناول جلالته العشاء، أمر جورج بسرج حصانين ومرافقته في جولة وسرعان ما ذهبوا، وأثناء عبور حصان المرج، بدأ حصان جورج في الوقوف والتحدث بهذه الكلمات: أقول، يا أخي، أشعر بخفة شديدة في مثل هذه الروح المعنوية الجيدة اليوم بحيث يمكنني القفز فوق تلك الجبال هناك، أجاب فرس الملك: يمكنني أن أفعل الشيء نفسه، لكني أحمل شيخًا ضعيفًا على ظهري، كان سيسقط مثل جذوع الأشجار ويكسر جمجمته.
فرد الحصان الآخر: ما الذي يهمك هذا؟ من الأفضل كثيرًا أن يكسر رأسه، لأنه بدلاً من أن يركبك رجل عجوز، من المحتمل أن يركبك شاب، ضحك الخادم كثيرًا عند سماعه هذا الحديث بين الخيول لكنه حرص على ذلك في هدوء لئلا يسمعه الملك، وفي تلك اللحظة استدار جلالته ورأى ابتسامة على وجه الرجل، وسأله عن سبب ذلك فرد الخادم: لا شيء يا جلالتك، فقط بعض الهراء الذي خطر ببالي.
لم يقل الملك شيئًا ولم يطرح المزيد من الأسئلة لكنه كان مرتابًا، ولا يثق في كل من العبد والخيول، فأسرع عائدا الى القصر، وعندما وصل قال هناك لجورج: أعطني بعض من الشراب، ولكن ضع في اعتبارك أنك تسكب فقط ما يكفي لملء الكأس، لأنه إذا وضعت قطرة واحدة أكثر من اللازم، بحيث تفيض سأطلب بالتأكيد من جلادي أن يقطع رأسك.
وبينما كان يتحدث طار عصفوران بالقرب من النافذة، أحدهما يطارد الآخر وكان يحمل ثلاث شعرات ذهبية في منقاره، قال أحدهم: أعطني إياهم، أنت تعلم أنهم لي فرد الآخر: لا على الإطلاق، لقد التقطتهم بنفسي، فرد العصفور الآخر: لا يهم، لقد رأيتهم يسقطون بينما كانت الخادمة ذات الشعر الذهبي تمشط شعرها، على الأقل أعطني اثنين ثم يمكنك الاحتفاظ بالثالث لنفسك.
ثمّ نجح أحد الطيور في إمساك الشعر من منقار الطائر الآخر، ولكن في الصراع ترك أحداهما تسقط، وأصدر صوتًا كما لو أنّ قطعة معدنية قد اصطدمت بالأرض، أما بالنسبة لجورج فقد نسي أمر المشروب تماماً، وفاض الشراب في الكأس، فكان الملك غاضبًا، واقتنع بأن خادمه قد عصاه وتعلم لغة الحيوانات، فقال: أيها الوغد، تستحق الموت لأنك فشلت في تنفيذ ما أطلبه، ومع ذلك سأريك الرحمة بشرط واحد أن تحضر لي الخادمة ذات الأقفال الشعرالذهبي، لأنني أنوي الزواج منها.
كان الخادم على استعداد لفعل أي شيء لإنقاذ حياته، لذلك وعد بالبحث عن الخادمة ذات الشعر الذهبي لكنه لم يعرف أين أو كيف يجدها، وعندما امتطى حصانه، قام بأخذه في طريقه وحمله إلى ضواحي غابة مظلمة، وهناك اكتشف أن بعض الرعاة ترك شجيرة مشتعلة حيث هددت شرارات النار المنبعثة من الأدغال حياة عدد كبير من النمل الذين أقاموا أعشاشهم بالقرب منها، وكانت أسراب النمل الصغيرة المسكينة تندفع بسرعة في كل الاتجاهات حاملين بيضها الأبيض الصغير معهم.
صرخوا بصوت حزين: ساعدنا في محنتنا يا جورج، لا تتركنا نهلك مع أطفالنا الذين نحملهم في هذه البيضات، فترجل جورج على الفور وقطع الأدغال وأطفأ النار، فقالت أسراب النمل: شكرًا لك أيها الرجل الشجاع، وتذكر عندما تكون في مشكلة ما عليك سوى الإشارة لنا وسنساعدك بدورنا.
ذهب الشاب في طريقه بعيدًا إلى الغابة حتى وصل إلى شجرة تنوب طويلة جدًا، وفي الجزء العلوي من الشجرة كان هناك عش غراب، وكان على الأرض طفلان يناديان على والديهما ويقولان: للأسف، أبي وأمي، أين ذهبتما؟ لقد طرتما بعيدًا، وعلينا أن نبحث عن طعامنا، وأجنحتنا لا تزال خالية من الريش، فكيف يمكننا إذاً الحصول على أي شيء نأكله؟ فقالوا يا جورج الطيب، وهم يتجهون إلى الشاب: لا تتركنا نتضور جوعاً.
ترجل الشاب، وبسيفه قتل حصانه لتوفير الطعام للطيور الصغيرة، شكروه بحرارة، وقالوا: إذا كنت في محنة، فقط نادي بصوتك لنا وسنساعدك على الفور، بعد ذلك اضطر جورج إلى السفر سيرًا على الأقدام، وسار لفترة طويلة متقدمًا أكثر فأكثر في الغابة، وعند وصوله إلى نهايتها، رأى بحرًا هائلاً ممتدًا أمامه، وعلى مقربة منه وقف رجلان يتنازعان على امتلاك سمكة كبيرة ذات حراشف ذهبية سقطت في شبكتهما.
قال أحدهم: الشبكة ملك لي، لذلك يجب أن تكون السمكة ملكي وقال الآخر: لو لم أحضر مع قاربي في الوقت المناسب لما حصلت عليها، قال جورج مخاطبًا إياهم: سأضع حداً لشجاركما، أريد شراء السمكة وسأدفع لكما جيداً، ويمكنكما أن تقسما المال بينكما، ثم وضع في أيديهم كل الأموال التي أعطاها الملك إياه للرحلة دون الاحتفاظ بعملة واحدة لنفسه، ابتهج الصيادون بالحظ السعيد الذي حل بهم، لكن جورج أعاد السمكة إلى الماء، فشكرته لمنحها الحرية غير المتوقعة، وقالت: كلما احتجت إلى مساعدتي لن أفشل في إظهار امتناني.
وعندما سأل الرجلان الخادم أين يذهب: فقال لهما: أنا أبحث عن زوجة لسيدي، تُعرف باسم الخادمة ذات الشعر الذهبي، لكنني في حيرة من أمري، أين سأجدها؟ فقال الصيادان: إذا كان هذا هو كل شيء، فيمكننا أن نقدم لك المعلومات بسهولة، إنها الخادمة زلاتو فلاسكا، وخادمة الملك الذي تم بناء قصره البلوري على تلك الجزيرة هناك، ينعكس الضوء الذهبي من شعر الخادمة على البحر والسماء كل صباح عندما تمشطه.
إذا كنت ترغب في الذهاب إلى الجزيرة، فسوف نأخذك إلى هناك مقابل لا شيء، لكن احذر شيئًا واحدًا وهو أنّه عندما تكون في القصر لا تخطئ بشأن من هي الخادمة المقصودة، فهناك اثني عشر منهم، لكن زلاتو فلاسكا فقط لديها شعر من الذهب، وعندما وصل جورج إلى الجزيرة، لم يضيع الوقت في شق طريقه إلى القصر، وطلب من الملك يد ابنته زلاتو فلاسكا للزواج من الملك سيده.
قال جلالته: سأوافق على الطلب بكل سرور ولكن بشرط واحد فقط ، أن تقوم بمهام معينة سأحددها لك، ستكون ثلاثة ويجب أن يتم ذلك في ثلاثة أيام، تمامًا كما طلبت منك وبعد أن ارتاح اليوم الأول، وفي اليوم التالي قال الملك: خادمتي ذات الشعر الذهبي، لديها خيط من اللآلئ الجميلة، وانكسر الخيط، وتناثرت اللآلئ على نطاق واسع بين العشب الطويل لهذا الحقل، اذهب واعثر عليها جميعًا.
ذهب جورج إلى المرج الذي كان طويلًا وممتدًا بعيدًا عن الأنظار، نزل على ركبتيه من الصباح حتى الظهر، لكن لم يجد لؤلؤة واحدة ثمّ فكر قائلاً: إذا كان لدي فقط النمل هنا، فسيكونون قادرين على مساعدتي، فأجاب النمل فجأة: ها نحن في خدمتك، ثم أحضروا له كومة من اللآلئ، وعندما أخذ جورج اللؤلؤ إلى الملك فقال له: لقد أبليت بلاءً حسناً في هذا الاختبار وسأعطيك واحداً آخر.
في وقت مبكر من صباح اليوم التالي، استدعاه الملك وقال له: الخادمة ذات الشعر الذهبي، أسقطت خاتمها الذهبي في البحر أثناء الاستحمام، يجب أن تجده وتحضره لي اليوم، مشى الشاب بعناية على الشاطئ، لكنه لم يستطع تحديد مكان الخاتم تحت الماء، فتمنى وجود السمكة الذهبية، التي أجابت الأمنية وظهرت من البحر وقالت: ماذا يمكنني أن أفعل لك؟ فقال: يجب أن أجد خاتمًا ذهبيًا تم إسقاطه في البحر، وفي وقت قصير ظهرت مرة أخرى وأحضرت الخاتم له.
شكر الملك جورج على ذكائه ثم أخبره بالمهمة الثالثة وقال: يجب أن تحضر لي شيئين أريدهما فوق كل شيء، ماء الموت وماء الحياة، لم يكن لدى جورج أدنى فكرة عن مكان العثور على هذه المياه، لذلك ذهب أولاً في اتجاه ثم في اتجاه آخر، حتى وصل إلى الغابة المظلمة، وقال بصوت عالي: لو كانت الغربان الصغيرة موجودة هنا، فربما تساعدني، وفجأة هبطت الغربان تنادي: ها نحن مستعدون لمساعدتك، عما تبحث؟
قال: أريد بعضاً من ماء الموت وماء الحياة، ومن المستحيل أن أجدهما، فقالت الغربان: نحن نعرف جيدًا أين نجد البعض، انتظر لحظة، وسرعان ما عادوا، ومع كل منهم يقطينة صغيرة في منقاره، تحتوي إحدى اليقطينان على ماء الحياة والأخرى ماء الموت، كان جورج مسرورًا بنجاحه، وعاد في طريقه إلى القصر، وعندما اكتشف الملك أن جورج قد أنجز المهمة الثالثة، وافق على منحه زلاتو فلاسكا، إلا أنه أضاف أنه سيتعين عليه العثور عليها بنفسه.
ثم قاده إلى غرفة كبيرة وأمره بالاختيار من بين الاثنتي عشرة فتاة الفاتنة اللواتي جلسن على طاولة مستديرة، شعر جورج بالحرج الشديد، وفجأة، تذكر كلام الصيادين حول الخادمة وأشار إليها، فأجاب الملك: حقًا لقد خمنت بالصواب، ثمّ قدم الملك لخادمته هدايا تليق بملكة، وغادرت قصر أبيها بطريقة تليق بالعروس الملكية، وتمت رحلة العودة دون أي مشاكل.
عند وصولهم، كان الملك العجوز مسرورًا لرؤية زلاتو فلاسكا، وتم إجراء استعدادات رائعة ومكلفة لحفل الزفاف، ثم قال جلالته لجورج: لقد سلبتني سر لغة الحيوانات، لهذا كنت أنوي قطع رأسك وإلقاء جسدك على الطيور الجارحة. ولكن بما أنك خدمتني بأمانة وفزت بالفتاة، فسوف أعطيك عقوبة بدفنك حياً.
ثمّ قال الملك لحراسه: أقطعوا رأسي من أجل تجريب ماء الحياة إذا كان سيفيدني ويعيدني للحياة، وبعد قطع رأسه قام الحراس برش الماء عليه لكن دون جدوى، فأخبرتهم زولاتا أن هذا الماء لا يفيد الأشرار، فمات الملك وأنقذت زولاتا الخادم الذي أحبته وتزوجت منه، وأصبح ملكاً بدلاً من العجوز الشرير.