قصة الأميرة روزيت (المزرعة) أو (The Farm, Princess Rosette) هي حكاية فرنسيه خيالية، من كتاب الأميرة روزيت، يحتوي هذا الكتاب على خمس حكايات شعبية فرنسية طويلة، كل قصة لها عدة فصول، للمؤلف (Comtesse de Ségur) للناشر، شركة (Penn Publishing Company).
الشخصيّات:
- الأميرة روزيت.
- الملك والملكة.
- أورانجين وروسيت.
- العرّابة.
- الممرضة.
قصة الأميرة روزيت (المزرعة):
كان هنا ملكًا وملكة لهما ثلاث بنات، كان أكبرهما توأمان اسمهما أورانجين وروسيت، وأحبهما والديهما كثيرًا، كانت الفتاتين جميلتين وذكيتين، وكانتا جيدتين جدًا في تصرفاتهما، وكانتا تشبهان الملك والملكة، الأميرة الثالثة كانت تدعى روزيت وكانت أصغر بثلاث سنوات من أخواتها التوأم، كانت لطيفة بقدر ما كانت جميلة، كما كانت طيبة القلب.
كانت الجنيّة بيوسانتي هي عرّابة روزيت مما جعل شقيقتها أورانجين وروسيت تشعران بغيرة شديدة منها، كانتا غاضبتين لأنّهما أيضًا لم يكن لديهما جنيّة وعرّابه، بعد بضعة أيام من ولادة روزيت، أرسلها الملك والملكة إلى الريف إلى مزرعة، لتتم رعايتها وتربيتها فيها، عاشت روزيت في سعادة هنا لمدة خمسة عشر عامًا دون أن يأتي والديها مرة واحدة لرؤيتها.
وكانوا في كل عام يرسلان مبلغًا صغيرًا من المال إلى المزارع لدفع نفقات روزيت ويكتفيان بطرح بعض الأسئلة حول صحتها والاطمئنان عليها، لكنّهما لم يأتيا لرؤيتها ولم يزعجا نفسهما بشأن تعليمها، كانت روزيت في الواقع ستكون ضحية الجهل والتربية السيئة لو لم ترسل أمها الخيالية وعرّابتها بويسانتي معلمين لتعليمها وكل ما كان ضروريًا لتهذيبها وجعلها تتصرف كالأميرات.
بهذه الطريقة، تعلمت روزيت القراءة والكتابة وحفظ الحسابات والتصرف بشكل جميل، وأصبحت موسيقية بارعة، وتعلّمت كيف ترسم وتتحدث عدة لغات، كانت روزيت أجمل أميرة شاهدها من حولها، لم تكن قد عصت ممرضتها أو عرابتها أبدًا، وبالتالي لم يتم توبيخها أبدًا، ولم تندم على والدها ووالدتها، لأنّها لم تكن تعرفهما ولم ترغب في أي منزل آخر لتعيش فيه غير المزرعة التي كانت سعيدة للغاية فيها.
وذات يوم عندما كانت روزيت جالسة على مقعد أمام الباب، رأت رجلاً يصل بقبعة ومعطف مزين بأربطة، اقترب منها وسألها عما إذا كان يمكنه التحدث إلى الأميرة روزيت، أجابت الأميرة: نعم بلا شك، أنا الأميرة روزيت، قال الرجل وهو يخلع قبعته باحترام: إذاً، يا أميرة يسعدني أن اعطيك هذه الرسالة التي كلفني الملك والدك بتسليمها إليك.
أخذت روزيت الرسالة وفتحتها وقرأت ما يلي: روزيت يبلغ عمر أخواتك الآن ثمانية عشر عامًا وقد حان وقت الزواج، لقد دعوت أمراء وأميرات جميع ممالك الأرض للحضور والمساعدة في مهرجان أعتزم تقديمه لاختيار أزواج لهما، عمرك الآن خمسة عشر عامًا ويمكنك الظهور بشكل صحيح في هذا المهرجان، قد تأتي وتمضي ثلاثة أيام معي، سأرسل لك خلال ثمانية أيام بعض الرجال لأخذك.
لا يمكنني أن أرسل لك أي أموال مقابل تجهيز نفسك كما أنا الآن عليّ مسؤولية تجهيز حفل أخواتك والذي سيكون باهظ الثمن إلى جانب ذلك، لن ينظر إليك أحد لأنّك غير معنية بهذا الحفل، لذلك تعالي في أي ملابس تفضلينها، ثمّ اختتم رسالته بقوله، والدك الملك، بعدما قرأت روزيت الرسالة، ركضت بسرعة لإظهار هذه الرسالة لممرضتها، فسألتها الممرضة: هل أنت مسرورة يا روزيت للذهاب إلى هذا المهرجان؟
أجابت روزيت: نعم، ممرضتي الجيدة، أنا سعيدة، سأستمتع بوقتي وأتعرف على أبي وأمي وأخواتي ثمّ أعود إليك، قالت الممرضة وهي تهزّ رأسها: أي فستان سترتدين يا طفلتي المسكينة؟ فقالت روزيت: ردائي الجميل من البركال الأبيض الذي أرتديه دائمًا في أيام العطلات، ممرضتي العزيزة، فقالت الممرضة: يا صغيرتي المسكينة، هذا الرداء مناسب جدًا حقًا للبلد ولكنّه سيبدو فقيرًا بشكل بائس في حفلة من حفلات الملوك والأمراء.
ثمّ سألت روزيت: ما هي نتيجة كل هذا، أيتها الممرضة؟ والدي نفسه قال أنّه لن ينظر إليّ أحد، هذا التفكير سيجعلني أكثر راحة حيث سأرى كل شيء ولن يراني أحد، تنهّدت الممرضة ولكنّها لم تقل شيئًا وبدأت على الفور في إصلاح، وتبييض وتنعيم رداء روزيت الأبيض، وقبل يوم من إرسال الملك لها، نادتها الممرضة وقالت: طفلتي العزيزة، ها هو ثوبك لحفل الملك، كوني حذرة جدًا وحافظي على ثوبك، لأننّي لن أكون هناك لتبييضه وتنظيفه من أجلك.
فقالت روزيت: شكرًا، ممرضتي اللطيفة كوني راضية ومطمئنة، سأعتني بنفسي كثيرًا، ثمّ قامت الممرضة بتجهيز روزيت على الفور برداء البركال وتنورة بيضاء، وزوج من الجوارب القطنية وحذاء أسود، ثمّ باقة صغيرة من الزهور لروزيت لتضعها في شعرها، وعندما كانت على وشك الانتهاء من العمل، فتحت النافذة فجأة بعنف ودخلت الجنيّة بيوسانتي، ثمّ قالت الجنيّة: أنت ذاهبة إذاً إلى قصر والدك يا عزيزتي روزيت؟
فقالت روزيت: نعم، أيتها العرابة، ولكن لمدة ثلاثة أيام فقط، فقالت الجنيّة: ولكن ما هو اللباس الذي أعددته لتلك الأيام الثلاثة؟ فقالت روزيت: انظري أيتها العرابة! انظري وأشارت إلى الجذع الذي كانت قد صنغت منه ثوبها والذي كان لا يزال مفتوحًا، ابتسمت الجنيّة، سحبت زجاجة صغيرة من جيبها وقالت: أعتزم أن تثير عزيزتي روزيت ضجة كبيرة من فستانها، هذا لا يليق بها.
فتحت الجنيّة الزجاجة، وألقت بضع قطرات من السائل الذي كانت تحتويه على الرداء الذي أصبح قطعة قماش مطاطية هندية خشنة، ثمّ قطرة على الجوارب القطنية والتي تحولت إلى خيوط زرقاء، وقطرة ثالثة على الباقة التي أصبحت بيضة دجاجة، والرابعة على الحذاء، وعلى الفور تحول إلى حذاء جلدي خشن وبهذه الطريقة انهت عملها وقالت بلطف: هذا ما أتمنى أن تظهر به روزيت عزيزتي.
ثمّ قالت: يجب أن ترتدي كل هذا، ولإكمال زينتك وجمالك، إليك عقد من الخرز، وزينة لشعرك من الورد وأساور الفول المجفف، فرحت روزيت التي كانت مذهولة تمامًا، ثمّ اختفت الجنيّة وانفجرت الممرضة بالبكاء، وقالت: للأسف! لم يكن من المجدي أن أعطي نفسي كل عناء تحضير هذا الرداء المسكين، أوه، يا روزيت المسكينة! لا تذهبي إلى هذا الحفل، تظاهري أنك مريضة، يا طفلتي.
ثمّ قالت الممرضة: عزيزتي هذه الملابس غير مناسبة ابداً، لا يمكن أن تظهري بها بهذا الحفل، كيف لعرّابتك أن تمنحك هذه الملابس، على الرغم من تواضع الثوب الذي صنعته لك ولكنّه أجمل منها، ولكنّ روزيت عبّرت عن رضاها وقبولها لهدية العرّابة، وقالت: لا، لا يمكنني رفض ملابس عرّابتي الطيبة، أول التخلّف عن حضور الحفل هذا من شأنه أن يثير استياء العرّابة الطيّبة.
ثمّ قالت روزيت: أنا متأكدة من أنّها تفعل ما هو أفضل بالنسبة لي، إنّها أكثر حكمة مني، سأذهب وسأرتدي كل ما جلبته لي العرابة، ولم تفكر روزيت الطيبة والمطيعة في فستانها، ثمّ ذهبت إلى الفراش ونامت بهدوء، وكانت قد أفاقت في الصباح الباكر وأسرعت ورتبت شعرها وارتدت ملابسها في الصباح، وعندما جاءت عربة الجنية لها، احتضنت ممرضتها، وأخذت جذعها الصغير وغادرت.