من أكثر الأمور التي ينخدع بها الناس هي المظاهر، والمظهر يعني الشكل الخارجي للشخص، فدائماً ما يغتر الناس بالوجه الجميل ويكرهون الوجه القبيح، ولكن يتجاهلون الجمال الداخلي للشخص بحكمهم على جماله الخارجي فقط.
هنالك الكثير من الأشخاص من يمتلكون الجمال الخارجي ولكن يفتقرون للجمال الداخلي. ومنهم من يمتلك الجمال الداخلي ولكنهم يفتقدون لحسن المظهر. سنحكي في قصة اليوم عن أميرة تقابل ضفدع قبيح الوجه ويقدم لها معروفاً، ولكنّها تقابل معروفه بالغرور والتعالي، وفي نهاية القصة تكتشف أنها غرورها جعلها تنسى المعروف الذي قدّمه لها.
الأميرة والضفدع:
في يوم من الأيام كان هنالك أميرة فاتنة وفائقة الجمال، كان لدى هذه الأميرة كرة وكان لونها ذهبي، وكانت هذه الكرة الغالية هدية من أمّها أهدتها لها قبل وفاتها، وفي مرّة كانت هذه الأميرة الحسناء تلعب بالكرة بجانب بحيرة مجاورة للقصر. وحينما كانت الأميرة تلعب بالكرة إذ وقعت هذه الهدية الغالية في البحيرة، حزنت الأميرة لذلك وبدأت بالبكاء.
بكت الأميرة بصوت عالي وسمعها ضفدع كان موجود في قاع البحيرة، كان هذا الضفدع كريه الرائحة ووجهه قبيح؛ فخرج من البحيرة وسألها ما هو سبب بكائها، فأخبرته عن الكرة التي وقعت. نظر لها الضفدع وقال لها: يا أيتها الأميرة لا تقلقي فهذا أمر سهل، سأحضر لكِ الكرة ولكن لدي شرط واحد قالت له: وما هو شرطك؟ قال لها: أنا أريد مشاركتكِ في كل شيء، أقصد في الطعام وفي الجلوس؛ فنأكل أنا وأنتِ من نفس الطبق وأنام على سريرك.
ظنّت الأميرة أن هذا الضفدع يمازحها فوافقت على شرطه وقالت له: حسناً أحضر لي الكرة وأنا موافقة، فرح الضفدع ونزل مسرعاً لإخراج الكرة، وعندما أخرجها وأعطاها للأميرة فرحت كثيراً فبدأ الضفدع ينفض جسمه من الماء وقال للأميرة هيا بنا يا أميرتي. نظرت له الأميرة وهي غاضبة وقالت له: وهل تظن أيها الضفدع القبيح أنك تستطيع مرافقة الأميرة هذا أمر مستحيل، وركضت الأميرة مسرعة حتى وصلت لمدخل القصر وأغلقت بابه بشدّة، ومضى الضفدع وهو يشعر بالحزن الشديد.
عند حلول المساء كانت الأميرة في القصر تتناول طعام العشاء مع أبيها الملك وإذ سمعت جرس الباب، لما ذهبت لتفتح الباب تفاجأت بالضفدع واقفاً أمامها ويطلب منها أن تأذن له بالدخول، ولكنّها رفضت وطلبت منه المغادرة فوراً. لم يستسلم هذا الضفدع فعاد ودق جرس الباب ورفضت هي أن تفتح الباب له، لاحظ أبوها الملك أن ابنته تتصرّف بشكل مريب فسألها عن الأمر فأخبرته، ولكن عندما علم والدها بما حدث قام بتوبيخها وأمرها بالسماح لهذا الضفدع المسكين أن يدخل، وأخبرها أن الإنسان يجب أن يكون وفي لوعوده.
شعرت الأميرة بالضيق ولكنّها لم تكن تملك من أمرها إلّا أن تفتح الباب لهذا الضفدع، فلما جلس معهم بدأ يأكل من طبق الأميرة ولكن سرعان ما أظهرت الأميرة الانزعاج، فنظر لها والدها وقام بتذكيرها بوعدها له، فاستمر الضفدع بالأكل من طبق الأميرة. وبعد الانتهاء من وجبة العشاء اتّجهت الأميرة لغرفتها كي تنام، وتفاجأت بأن هذا الضفدع قد تبعها وطلب منها النوم على سريرها.
بدأت الأميرة تصيح بصوت عالي وتقول: أيها الضفدع القبيح كيف لك أن تنام على سريري فأنا الأميرة الحسناء وأنت الضفدع القبيح؟. كان والدها بجوار الغرفة فسمع كلامها؛ فقام بتوبيخها وقال لها: يجب عليكِ تنفيذ الشرط والالتزام بالوعد، وافقت الأميرة ونام الضفدع في غرفة الأميرة، في الصباح استيقظت الأميرة وعندما نظرت وجدت في سريرها أمير شاب جميل الوجه فتفاجأت.
نظرت الأميرة لهذا الشاب وقالت له: من أنت؟ فأخبرها الأمير أنّه هو الضفدع القبيح ولكن هناك ساحرة شريرة قامت بتحويله إلى ضفدع قبيح انتقاماً منه، فقد قام والده الملك بطرد هذه الساحرة من البلد الذي يسكن بها، وقالت له الساحرة أن هذا السحر لن تنفك عقدته إلّا عندما يأكل مع الأميرة بنفس الطبق وينام معها في نفس السرير.
شعرت الأميرة بالخجل الشديد من الغرور والتعالي الذي تعاملت به مع هذا الضفدع القبيح وقالت له: أرجوك سامحني فأنا كنت أنظر لوجهك القبيح ولم ألتفت لشيء آخر؛ فلقد كنت طيب القلب وقدمت لي معروفاً كبيراً. نظر لها الأمير وأخبرها أنّه سامحها، وأخبرها أيضاً أنّه معجب بحسنها وجمالها وطلب منها أن توافق عليه كزوج لها، فوافقت وتزوجت هذه الأميرة من الأمير وعاشا بسعادة غامرة.