قصة الأمير والألعاب

اقرأ في هذا المقال


السعادة بالمال وحده ليست كافية؛ فنسمع عن الكثير من الأشخاص الذين يعيشون حياة مترفة، ولكنّهم لا يشعرون بسعادة كافية، فالسعادة الحقيقية تكمن في الصداقة ومحبّة الناس، هذا ما حدث مع الأمير الذي كان يعيش حياة مترفة، ويمتلك الكثير من الألعاب، ولكنّه لم يعرف طعم الصداقة إلّا عندما قرّر أن يشارك ألعابه مع الأطفال.

قصة الأمير والألعاب

في إحدى الممالك القديمة كان هنالك أمير صغير يعيش حياة مرفهة واسمه مودي، كان قد اعتاد على أن يكون لديه كل شيء يحبه، ومن أكثر ما كان يحب هذا الأمير هو الألعاب والدمى، فلا يمكن أن تكون هنالك دمية أو لعبة قد تم صناعتها حديثاً، ويستطيع أي طفل أن يشتريها قبل الأمير مودي؛ حتّى إن الأطفال في زمنه كانوا عند شرائهم لأي لعبة يقومون بشراء واحدة لهم والأخرى للأمير؛ وهذا بسبب علمهم بحبّه الشديد للألعاب.

كان أهالي الأطفال في عهد هذا الأمير يعلمون أن الأمير سيشعر بالغضب إن قاموا بشراء لعبة لأطفالهم وليست موجودة لدى هذا الأمير، وفي يوم من الأيام قدم إلى المملكة شخص يقوم بصناعة الألعاب، وعندما سمع عن هذا الأمير وعن حبّه للألعاب؛ قرّر أن يذهب ويتعرّف إليه، جلس معه وصار هو و الأمير شبه أصدقاء، أحب الأمير كثيراً وأحبّه الأمير أكثر.

وفي يوم من الأيّام استدعى الأمير مودي  صانع الألعاب لديه في القصر، لقضاء يوم معه وقال له: أريد أن أخبرك بشيء، أنا أحب أن أمتلك في كل يوم لعبة جديدة، هل تستطيع أن تفعل ذلك لي؟ قال له صانع الألعاب: وما هو المقابل لذلك؟ قال له الأمير: أنا أعدك إن قمت بصناعة لعبة جديدة لي كل يوم؛ فسوف أوهبك ثروة مالية كبيرة لم تحلم بها من قبل.

قال له صانع الألعاب: أنا أستطيع أن أصنع لك ألعاب جديدة ومميّزة كل يوم؛ فتلك هي مهنتي، ولكن لدي شرط واحد وهو أنّه يجب عليك أن تخصّص وقتاً لكي تلعب مع تلك الألعاب كل يوم؛ فالألعاب التي أصنعها تملّ بسرعة ولا تحب الإهمال، وافق الأمير مودي على هذا الشرط، وصار صانع الألعاب يصنع كل يوم لعبة جميلة ومميّزة لهذا الأمير.

كان الأمير سعيد جدّاً بتلك الألعاب، وكان يخصّص كل يوم وقتاً كافياً للعب بها، وكان الصانع مبدعاً بصناعة الألعاب، فكان كل يوم يصنع لعبة أجمل من سابقتها، بعد عدّة أيّام ولأن صانع الألعاب يعطي هذا الأمير لعبة كل يوم، تراكمت تلك الألعاب في غرفته الكبيرة، ولم يكن يعلم الأمير أين سيذهب بكل تلك الألعاب؛ فقرّر أن يضع البعض منها في جانباً حتّى يفسح المجال للألعاب الجديدة.

ولكن الألعاب التي وضعها جانباً صارت تشتكي من قلّة اهتمام الأمير لها، لأنّه لم يعد يخصّص لها وقتاً كافياً للعب، وصار هو يحاول أن يخصّص وقتاً لكل لعبة، وبسبب ذلك لم يعد لديه وقت للراحة، بل كان وقته كلّه لتلك الألعاب ليستطيع أن يعطي كل لعبة حقّها في اللعب، وكان ينام الأمير بوقت متأخر بالليل، ولا يكاد يمتلك الوقت لشيء آخر إلّا لتلك الألعاب.

صار الوضع يزداد سوءاً يوماً بعد يوم؛ حيث صار الوقت الذي يخصّصه الأمير لتلك الألعاب قصيراً ولم يعد يكفي بسبب كثرتها، فكان مضطرّاً في بعض الأحيان أن يلاعب تلك الألعاب أثناء طعامه أو حتّى استحمامه، وبسبب ذلك أصبح الأمير ضعيفاً ومنهكاً ولا يكاد يقوى على فعل شيء، لم يكن يعلم هذا الأمير ماذا سيفعل بحالته تلك؛ فهي أصبحت أشبه بالكابوس.

وفي يوم من الأيام كان الأمير يجلس بجانب نافذته، وبينما هو كذلك إذ رأى مجموعة من الأطفال يلعبون بالحجارة؛ خطر بذهن الأمير فكرة فقام باستدعاء الأطفال عنده في القصر، عندما علم الأطفال بذلك شعروا بالخوف؛ لأنّهم كانوا يظنّون أنّه يريد أن يسلبهم ألعابهم كما كان يفعل من قبل.

عندما حضر الأطفال لدى الأمير تفاجئوا بأنّه يريد أن يشاركهم ألعابه الكثيرة والمميّزة، فرح الأطفال بذلك وصاروا يلعبون مع الأمير، وجد الأمير مودي متعة كبيرة في امتلاك الأصدقاء أكثر من متعة امتلاك الألعاب فقط، بالإضافة إلى أن الأمير قد أعطى البعض من ألعابه للأطفال حتى يلعبوا بها ولا تشعر بالملل، بذلك انتهت مهمّة صانع الألعاب وغادر المملكة، وترك وراءه غرفة الأمير مليئة بأجمل الألعاب، وساعده أن يمتلك الأصدقاء ويعلم أهمية الصداقة أيضاً.


شارك المقالة: