يجب أن تكون صفات الحاكم الشجاعة والذكاء، سنحكي في قصة اليوم عن أمير خاض تحدّي الحصول على اللؤلؤة من فم التنين، وبسبب شجاعته وذكائه وحكمته استطاع الحصول عليها، وأصبح الحاكم البطل للبلدة.
قصة الأمير والتنين:
كان هنالك تنين يعيش على جزيرة بعيدة عن الساحل، وكان هذا التنين ضخم الحجم، كانت هذه الجزيرة في منتصف البحر ومليئة باللآلئ والأحجار الثمينة، في يوم من الأيام وجد هذا التنين بين رمال الجزيرة لؤلؤة ثمينة، وكان هذا التنين قد اعتاد على الاحتفاظ بتلك الأشياء الثمينة على الرغم من عدم حاجته أو استخدامه لها بشيء.
فكّر التنين ماذا سيفعل بهذه اللؤلؤة؛ فذهب إلى أعلى الجبل ليخبئّها هناك، وبدأ يلعب بها يدحرجها على ذيله تارة، ويضعها بين مخالبه تارةً أخرى وهي تلمع وكأنّها مصباح مضيء، أحب التنين هذه اللؤلؤة كثيراً واصبح لا ينام إلّا عندما يضعها في فمه ويغلق عليها.
بعد مدّة من الوقت علم حاكم هذه المدينة القريبة من الساحل بهذه اللؤلؤة، فطلب من ابنه إحضارها من فم التنين، ووعده في حال أحضرها فسوف يصنع له تاجاً ويزيّنه بهذه اللؤلؤة، وأنّه سيصبح حاكم المدينة وهو يريد أن يتقاعد ويجلس في قصره الخاص، وبعد موته سيصبح هذا التاج ملكه هو.
سمع ابنه الأمير بذلك وتحمّس كثيراً لهذه الفكرة؛ فأمر على الفور بإعداد زورق وتجهيز عدد من الرجال لمرافقته في رحلته إلى تلك الجزيرة التي يسكن بها التنين، فكّر كيف سيأخذ اللؤلؤة من فم التنين؛ فخطرت له فكرة وأمر رجاله بصنع طائرة ورقية حتى يستطيع الوصول بها إلى قمة الجبل الذي يسكنه هذا التنين.
صمّم جنود الأمير طائرة ورقية ضخمة لهذا الأمير، ركبها الأمير وعندما وصل لقمّة الجبل، وجد التنين غارقاً في سباته فاقترب منه واستطاع نزع اللؤلؤة من فمه، ووضع مكانها فانوس صغير وعاد إلى مملكته.
كان هذا الأمير يتصّف بالذكاء والحكمة؛ فعندما استيقظ التنين علم أن أحداً ما سرق لؤلؤته؛ فأسرع يلاحق السفينة التي كان بها الأمير ورجاله، شعروا بالخوف ولكن الأمير حافظ على الهدوء وامر رجاله أن يقوموا بإطلاق الرصاص عليه، عندما رأى التنين الرصاص وهو يلمع في الهواء اعتقد أنّها اللؤلؤة؛ فعندما اقترب من الرصاص مات ووقع في البحر.
عاد الأمير باللؤلؤة وتتم تتويجه كملك البلدة، وساد العدل في ظل حكم هذا الأمير الذكي الشجاع، وظل الناس يتداولون قصة بطولته على المدى البعيد.
