هنالك الكثير ممّن يعملون في قصر الملك والملكة، وينظرون للملكة بعين الحسد والطمع، سنحكي في قصة اليوم عن ملكة كان لديها طفل وحيد، وخطّط الطباخ الذي يعمل لديها بخطفه ليحقّق أهدافه الشريرة، ولكن استطاع الابن بعدما كبر أن يكتشف أمره ونال جزائه.
قصة الأمير والطباخ:
كان هنالك ملكة تعيش في مملكتها بسعادة، ولكن كان لديها مشكلة واحدة وهي أنّها كانت لا تنجب أطفالاً، ومرّ على هذا الأمر سنين طويلة؛ وكانت الملكة تدعو ربّها دائماً أن يرزقها بطفل، وفي يوم من الأيام وعندما كانت الملكة تسير إذ نظرت إلى السماء ودعت الله من كل قلبها أن يفرّحها بأمير صغير، وبعد عدّة أشهر استجاب لها ربها ورزقت بمولود صغير أسعد كل من في المملكة.
كان لدى هذه الملكة طبّاخ شرّير، وكان يترصّد لخطف هذا الولد؛ ففي يوم من الأيام ذهبت الملكة للنهر هي وابنها في النهر، وعندما نامت واستيقظت لم تجد طفلها؛ فشعرت بالذعر وبدأت تبحث عن ابنها، وكان هذا الطباخ يراقبها من بعيد، عندما سأل الملك عن هذا الولد قال له الطبّاخ: يا سيدي لقد رأيت الملكة وهي تجلس بجانب النهر وفجأة اقتربت الوحوش وفتكت به وأكلته وسال دمه على الأرض.
عندما سمع الملك بذلك شعر بالغضب والحزن الشديدين، وقال للملكة: إنكِ أهملتِ ابننا وسوف أعاقبك على فعلتكِ هذه، أرادت الملكة التكلّم ولكنّه لم يسمح لها بذلك، وقام بنفيها إلى برج بعيد وحيدة بلا طعام ولا شراب حتّى تموت من الجوع، ولكن كان هنالك جنية طيبة كانت تحضر لها الطعام والشراب كل يوم.
لكن الطباخ الشرير لم يعلم بأن السنين سوف تمر ويكبر هذا الأمير، وفي يوم من الأيام قال للأمير وهو يعلم أن أمانيه سوف تتحقّق: عليك أن تتمنّى أن تمتلك قصراً كبيراً لكي تصبح أنت الملك وأنا الوزير لديك، وعليك أيضاً أن تتمنّى الزواج بأميرة جميلة.
تمنّى الأمير ذلك وبدأ يبحث عن توأم روحه التي سيتزوجها، وعندما وجدها وقع في حبها وهي كذلك، تزوج الأمير من الأميرة وعاش ملكاً في القصر وأصبح الطباخ هو الوزير، ولكن الطباخ لم يكتفي بذلك بل فكّر أن هذا الأمير الملك سوف يكشف سرّه في يوم ما، فقرّر التفكير في طريقة ما ليقتله.
وفي يوم جاء لزوجة الأمير وطلب منها قتل الملك ولكنّها رفضت، فقام بتهديدها إن لم تفعل ما طلبه منها فسوف يقتلها، كان الطباخ يهدّد بالأميرة فسمع الأمير كلام هذا الطبّاخ وتمنّى أن يتحوّل إلى كلب أسود لا يأكل إلا الفحم. حدث ما تمنّى هذا الأمير وقرّر البحث عن أبيه وأمّه بعدما عرف الحقيقة التي سمعها من الطباخ، وتمنّى لزوجته أن تتحوّل إلى وردة كي يحملها معه، وفي إحدى الأيام ذهب الأمير ومعه الوردة باحثاً عن أمّه، وعندما سار بالبلدة وسأل عنها استطاع معرفة مكانها ومعرفة ما حصل لها، ظل يسير حتّى وصل إلى البرج الذي كان أبوه قد حبس والدته به.
وعندما وصل تمنّى أن يكون لهذا البرج درج فحدث ما تمنّى واستطاع الوصول لأمّه وعندما وصل أخبرها بما حدث، وقال لها إنّ هذا الطباخ الشرير كان قد خطفه منذ سنوات طويلة، وقام باتهامها هي بفعل ذلك، وقال لها أنّه يريد إنقاذها، ذهب الأمير وقام بجمع كل الغزلان وقرّر تقديمها للملك كهدية، وطلب تناول العشاء معه، وعندما دخل على الملك ومعه قطيع الغزلان جلس معه وتمنّى أن يتحدّث أحد عن أمّه، فحدث ما تمنّى وقال للملك: أريد الاطمئنان على حال الملكة ودعوتها لطعام العشاء.
عندما سمع الملك بذلك غضب من الأمير وقال له: أنا لا أستطيع رؤيتها فهي من تركت ابني للوحوش كي تأكله، نظر له الأمير وقال: كلّا يا سيدي هذا الكلام ليس صحيحاً وأنا لدي الدليل على ذلك، قال له الملك: وما هو دليلك؟ قال: أنا هو ابنك لم تقترب مني الوحوش بل خطفني الطباخ وقام باتهام والدتي بهذا الأمر.
فسأله الملك عن الطباخ فقال له: هذا الطباخ هو نفسه كلبي الأسود وكان قد أحضره معه في رحلته، وتمنّى أن يتحوّل هذا الكلب لصورته الحقيقية وهي الطباخ، فحدث ما تمنّى وظهر الطباخ وأخبر الملك بالحقيقة وتوسّل له أن يعفو عنه، وقال له: أرجوك يا سيدي أعف عني فقد عماني الطمع.
قام الملك بسجن هذا الطباخ لينال جزائه، وعادت المكلة إلى مملكتها وعاشت مع زوجها وابنها وزوجة ابنها في سعادة غامرة.