قصة الأم المريضة الفقيرة - الحصاد

اقرأ في هذا المقال


قصة الأم المريضة الفقيرة (الحصاد) (The Poor Sick Mother – the harvest) هي حكاية فرنسيه خيالية، من كتاب جول الصغير هنري، يحتوي هذا الكتاب على خمس حكايات شعبية فرنسية طويلة، كل قصة لها عدة فصول، للمؤلف (Comtesse de Ségur) للناشر، شركة (Penn Publishing Company).

الشخصيّات:

  • هنري.
  • الذئب.
  • العملاق.
  • العجوز.

قصة الأم المريضة الفقيرة (الحصاد):

سار هنري لفترة طويلة، لكنّه سار عبثًا لأنّه رأى أنّه لم يكن بعيدًا عن سفح الجبل ولم يكن أقرب إلى القمة ممّا كان عليه عندما عبر النهر، كان أي طفل آخر سيعيد خطواته لكن هنري الصغير الشجاع لم يسمح لنفسه بالإحباط، على الرغم من إجهاده الشديد، سار على مدى واحد وعشرين يومًا دون أن يبدو أنه يحرز أي تقدم، وفي نهاية هذا الوقت لم يكن محبطًا أكثر مما كان عليه في ختام اليوم الأول.

قال بصوت عال: إذا اضطررت إلى السير مئة عام، فسأواصل حتى أصل إلى القمة، وفجأة ظهر في طريقه رجل عجوز، و قال وهو ينظر إليه بخبث: لديك رغبة كبيرة في الوصول إلى هناك، أيها الصبي الصغير؟ ما الذي تبحث عنه في قمة هذا الجبل؟ أجاب هنري: نبتة الحياة يا سيدي الطيب لإنقاذ حياة والدتي العزيزة التي على وشك الموت.

هزّ الرجل العجوز الصغير رأسه، أراح ذقنه الصغيرة المدببة على رأس عكازته ذات الرأس الذهبي وبعد فترة طويلة نظر إلى هنري، وقال: وجهك الحلو والبرئ يسعدني يا ولدي، أنا واحد من جنيين هذا الجبل، سأسمح لك بالتقدم بشرط أن تجمع كل قمحي، وأن تطحنه وتحوّله إلى دقيق ثم تقوم بالخبز، وعندما تجمع  وتطحن وتخبز وتجهز ما طلبته، نادني.

ستجد كل الأدوات اللازمة في الخندق القريب منك، وحقول القمح أمامك وتغطي الجبل، ثمّ اختفى الرجل العجوز ونظر هنري في رعب في حقول القمح الهائلة التي كانت منتشرة أمامه، لكنّه سرعان ما تخلّص من هذا الشعور بالإحباط وخلع سترته، وأمسك بالمنجل وبدأ في تقطيع القمح بجد، واستمرّ في عمله هذا مائة وخمسة وتسعين يومًا وليلة.

وعندما تمّ قطع القمح بالكامل، بدأ هنري بتنظيف بالغربال الذي وجده في متناول اليد، وأخذ منه تنظيفه ستين يوماً أخرى، وعندما تمّ طحن الحبوب بالكامل، بدأ في طحنها في طاحونة ارتفعت فجأة بالقرب منه، وأخذ طحن القمح منه سبعين يوماً، وعندما أصبح القمح مطحون بالكامل بدأ في عجنه وطهاه، وعجن وطبخ لمدة مائة وعشرين يوماً.

وأثناء طهي الخبز، رتّبه بشكل صحيح على الرفوف، مثل الكتب في المكتبة، عندما انتهى كل شيء، تمّ نقل هنري بفرح ودعا جنيّ الجبل الذي ظهر على الفور وعدّ أرغفة الخبز الجديدة، ثمّ أكل قليلاً منها اثنين أو ثلاثة تقريباً، واقترب من هنري، وطرق على خده وقال: أنت فتى صالح وأود أن أدفع لك مقابل عملك، ثمّ سحب العجوز من جيبه صندوقًا خشبيًا صغيرًا أعطاه لهنري.

وقال: عندما تعود إلى المنزل، افتح هذا الصندوق وستجد فيه ألذ أنواع التبغ التي رأيتها على الإطلاق، لم يكن هنري قد استخدم التبغ أبدًا وبدا له أنّ هدية الجنيّ العجوز عديمة الجدوى، لكنّه كان مهذبًا للغاية لدرجة أنّه شكر الرجل العجوز كما لو كان راضياً، ثمّ ابتسم العجوز، وانفجر ضاحكاً واختفى.

بدأ هنري يمشي بسرعة وأدرك بسعادة كبيرة أن كل خطوة تقربه من قمة الجبل، وفي غضون ثلاث ساعات قطع ثلثي الطريق، لكنّه فجأة وجد نفسه مُلقى القبض عليه بجدار عالٍ للغاية لم يكن قد أدركه من قبل، دار حوله، ووجد بعد ثلاثة أيام من التقدم الحثيث، أنّ هذا السور أحاط بالجبل بأكمله، ولم يكن هناك باب، وليس أصغر فتحة يمكن أن يخرج منها.

جلس هنري على الأرض للتفكير في وضعه، وعقد العزم على الانتظار بصبر، جلس هناك خمسة وأربعين يومًا، وفي نهاية هذا الوقت قال: لن أعود إذا كان علي الانتظار هنا مائة عام، وعندما نطق بهذه الكلمات فجأة انهار جزء من الجدار مع ضوضاء مروعة ورأى خلفه عملاقًا يلوح بعصا هائلة، فقال العملاق بغضب: لديك إذاً رغبة كبيرة في المرور إلى هنا، يا ولدي؟ ما الذي تبحث عنه وراء جداري؟

قال هنري: إنّني أسعى إلى نبات الحياة، أيها السيد العملاق، لعلاج أمي المسكينة التي تحتضر، إذا كان في وسعك وستسمح لي بالمرور من هذا الجدار، فسأفعل أي شيء من أجلك قد تأمر به، فقال العملاق: هل هذا صحيح؟ حسنًا، اسمع! وجهك يسعدني، أنا واحد من جنيين هذا الجبل، سأسمح لك بالمرور من هذا الجدار إذا كنت ستملأ قبو النبيذ الخاص بي، ها هي كل الكروم عندي.

اجمع العنب، واسحقه، وضع العصير في البراميل ورتبهم جيدًا في القبو الخاص بي، ستجد كل شيء والأدوات اللازمة عند سفح هذا الجدار، وعندما يتم ذلك، ناديني وسآتي، واختفى العملاق، وأغلق الجدار خلفه، نظر هنري حوله وبقدر ما يمكن أن يراه، كانت كروم العملاق تنمو بشكل كبير، قال هنري لنفسه:  حسنًا، لقد قطعت كل قمح الرجل العجوز ، يمكنني بالتأكيد أيضًا جمع عنب العملاق الكبير.

لن يستغرق الأمر وقتًا طويلاً ولن يكون من الصعب صنع من هذا العنب خمرًا، فنزع هنري معطفه، والتقط سكين تقليم رآه عند قدميه وبدأ في قطع العنب ورميها في الأواني، واستغرق جمع هذا المحصول ثلاثين يومًا، وعندما انتهى كل شيء، سحق العنب، وصبّ العصير في البراميل ووضعها في القبو الذي ملأها بالكامل، وعندما كان النبيذ جاهزًا وكل شيء في القبو بترتيب كامل.

نادى هنري العملاق الذي ظهر على الفور، وفحص البراميل، وتذوق النبيذ، ثم التفت نحو هنري وقال: أنت رجل صغير شجاع، وأريد أن أدفع لك ثمن تعبك حتّى لا يقال أنك عملت مجانًا لعملاق الجبل، ثمّ سحب شوكًا من جيبه، وأعطاها لهنري وقال: بعد عودتك إلى المنزل، كلما أردت أي شيء، شمّ رائحة هذا الشوك، لم يفكر هنري في أنّ العملاق كريم جداً لكنّه استقبل الشوك بابتسامة لطيفة.

ثم صفّر العملاق بصوت عالٍ حتى ارتجف الجبل واختفى الجدار والعملاق تمامًا وتمكن هنري من مواصلة رحلته، كان هنري على بعد نصف ساعة سيرًا على الأقدام من قمة الجبل عندما وصل إلى حفرة واسعة جدًا لدرجة أنه لم يستطع القفز إلى الجانب الآخر، وعميقة لدرجة أنها بدت بلا قاع، ومع ذلك، لم يفقد هنري الشجاعة، وتبع حدود الحفرة حتى وجد نفسه من حيث بدأ وعرف أنّ هذه الحفرة  تحيط بالجبل.

فقال هنري: للأسف! ماذا أفعل؟ ما إن أتغلب على عقبة واحدة بينما يبدو أنّ هناك واحدة أخرى أكثر صعوبة تظهر أمامي، كيف يمكنني تجاوز هذه الحفرة؟ ونظر حوله بحثًا عن بعض وسائل المرور لكنّه لم ير أي فرصة ممكنة وجلس حزينًا على حافة الهاوية، فجأة سمع هدير رهيب، فاستدار ورأى على بعد عشر درجات منه ذئبًا ضخمًا يحدق فيه بعيون ملتهبة.

قال الذئب بصوت مهدد: ما الذي تبحث عنه في مملكتي؟ فقال هنري: يا سيدي، أنا أبحث عن نبات الحياة الذي يمكنه وحده إنقاذ أمي العزيزة التي على وشك الموت، إذا ساعدتني في عبور هذه الحفرة، فسأكون خادمك المخلص وسأطيع أي أمر قد تعطيني إياه، فقال الذئب: حسنًا، يا بني، إذا التقطت كل الطرائد الموجودة في غاباتي والطيور والوحوش، وقمت بتحويلها إلى فطائر وشويتها بشكل جميل، سأمررك إلى الجانب الآخر.

ستجد بالقرب من هذه الشجرة جميع الأدوات اللازمة للقبض على الطرائد وطهيها، وعندما تنتهي من عملك، نادني، وبعد قوله هذه الكلمات اختفى، فقال هنري لنفسه: تحلّى هنري بالشجاعة، ثمّ رفع القوس والسهم اللذان رآهما على الأرض، وبدأ في إطلاق النار على الحجل والطيور بجميع أنواعها التي كانت منتشرة هناك، لكن، للأسف! لم يقتل شيئًا.

ومرّت ثمانية أيام كان يطلق النار يمينًا ويسارًا دون جدوى، وكان أخيرًا مرهقًا ويائسًا، عندما رأى بالقرب منه الغراب الذي أنقذ حياته في بداية رحلته، قال الغراب: لقد أنقذتني من خطر مميت، وقلت لك إنني يجب أن أراك مرة أخرى، لقد جئت لأفي بوعدي، إذا لم تفي بوعدك للذئب، فسوف يغيرك إلى شيء رهيب أو وحش بري، لذلك اتبعني، وأنا ذاهب للصيد وعليك فقط جمع صيدي وطهيه للذئب.

وبقول هذه الكلمات، طار الغراب فوق أشجار الغابة وقتل بمنقاره ومخالبه كل الطيور التي يمكن العثور عليها، ثمّ اصطاد الكثير من الحيوانات، والطيور، والسناجب والسمان، وعندما قتلهم الغراب، كان هنري يقطف الريش ويسلخهم ويقطعهم ويطبخهم، وعندما تم طهي كل شيء رتبهم بدقة ثم قال له الغراب: هنري، لا تزال هناك عقبة واحدة يجب التغلب عليها ولكن في هذه العقبة لا يمكنني مساعدتك.

لكن لا تثبط عزيمتك، الجنيّات الطيبة تحمي حب الأبناء، وقبل أن يتاح لهنري الوقت لشكر الغراب، كان قد اختفى، ثم دعا الذئب وقال له: سيدي الذئب، هذه هي كل حيوانات غابتك، لقد أعددتها كما طلبت والآن هل ستساعدني في اجتياز هذه الهاوية؟ قال الذئب: أنت فتى شجاع وصالح، سأدفع لك ثمن تعبك حتّى لا يقال إنّك عملت من أجل ذئب الجبل دون الحصول على مكافأتك.

وبهذه الكلمات، أعطى هنري عصا قطعها في الغابة، وقال له: عندما تجمع نبات الحياة وتتمنى أن تنتقل إلى أي جزء من العالم، اركب العصا وستكون حصانك، كان هنري على وشك إلقاء هذه العصا غير المجدية في الغابة، لكنّه كان مهذبًا، وتلقّاىها مبتسمًا، وشكر الذئب بحرارة، فقال الذئب: اصعد على ظهري، هنري، قفز هنري على ظهر الذئب وركض مسرعاً لدرجة أنّهم هبطوا فورًا على الجانب الآخر ، فترجل هنري، وشكر الذئب ومشى بقوة.

المصدر: https://www.worldoftales.com/European_folktales/French_folktale_11.html#gsc.tab=0,The Poor Sick Mother the harvesthttp://laetitiasbookworld.blogspot.com/2013/10/the-poor-sick-mother.html,,The Poor Sick Mother the harvesthttps://www.globaltimes.cn/content/989191.shtml,The Poor Sick Mother the harvest


شارك المقالة: