قصة الإوزة الحزينة

اقرأ في هذا المقال


من أكثر ما يعرّض الشخص لوقوعه في المشاكل هو الإهمال المتكرّر وعدم الاستماع لنصائح الكبار، سنحكي في قصة اليوم عن إوزة حزينة، كانت قد فقدت شقيقتها الصغيرة بسبب إهمالها، وعندما رآها حسان شعر بالحزن لحالها، وقرّر أن يساعدها بالبحث عن شقيقتها الصغيرة، واستطاع بسؤال حيوانات الغابة أن يستدلّ على مكانها وأن ينقذها؛ فشكرته الإوزة الكبيرة ووعدته أن لا تعود لإهمالها مرّةً أخرى.

قصة الإوزة الحزينة

كان هنالك ولد اسمه حسان يحب القراءة كثيراً، ومن أكثر الأوقات التي يحب القراءة فيها هي وقت شروق الشمس، ويحب كذلك التجوال في الغابات؛ وذلك لكي يتأمّل المناظر الطبيعية فيها، وفي مرّة من المرّات بينما كان حسان يمسك بكتابه ويتجوّل بإحدى الغابات إذ وجد إوزة تمشي في الغابة.

كان حسان يحتسي القهوة، ويستمتع بنسمات الهواء الربيعية التي تداعب وجهه، اقترب حسان من  تلك الإوزة لأنّه شعر بأنّها حزينة، فسألها: ما بك أيّتها الإوزة؟ قالت له: لا شيء أنا فقط أمشي في الغابة وحيدة، قال لها حسان: وكم عمرك أيّتها البطة؟ قالت له: أنا متوسطّة في العمر؛ فلست إوزة صغيرة ولا كبيرة.

فجأةً بينما كانت الإوزة تتحدّث إذ بدأت بالبكاء الشديد، تفاجأ حسان من بكاء الإوزة فنظر لها وسألها: ما بك أيّتها الإوزة؟ لماذا تبكين هكذا؟ قالت له الإوّزة: أنا حزينة جدّاً على شقيقتي الصغيرة؛ فلقد طلبت من أمّي أن تسمح لي باللعب خارجاً مع شقيقتي الصغيرة، ولكنّها  رفضت في بداية الأمر، وعندما استطعت إقناعها بنهاية الأمر سمحت لي باللعب، وطلب مني أن أعتني بشقيقتي الصغيرة كما يجب.

قال لها حسان: حسناً ولماذا أنتِ تبكين الآن إذاً؟ قالت له الإوّزة: لقد حذّرتني أمّي من الحيوانات المفترسة، وقالت لي: هنالك الكثير من الحيوانات المفترسة في الغابة، وأنا وعدتها أن أعتني بشقيقتي الصغيرة، ولكنّني عندما بدأت ألعب وانشغلت باللعب نظرت من حولي فلم أجد شقيقتي الصغيرة، قال لها حسان: وإلى أين ذهبت يا ترى؟ قالت له الإوزة: أنا بحثت عنها ولم أجدها، لا بد أنّها الآن بين يدي حيوان مفترس وشرير، وهو يلتهم بها الآن.

قال لها حسان: هذا هو سبب عدم الاستماع جيداً لكلام الأم، وهذه هي عاقبة الإهمال، كان يجب عليكِ أن تكوني أكثر حرصاً على شقيقتك الصغيرة؛ فهنالك الكثير من الحيوانات المفترسة التي تبحث عن اصطياد المخلوقات الضعيفة، ولكن لا وقت الآن للكلام، دعينا نبدأ بالبحث عن شقيقتك الصغيرة.

فرحت الإوزة كثيراً بكلام حسان وقالت له: هل حقاً تريد البحث عن شقيقتي الصغيرة؟ قال لها: نعم دعينا نبحث في أرجاء الغابة عنها، انطلق حسان والإوزة للبحث عن أختهما الإوزة الصغيرة، وكانوا قد قابلوا في طريقهم السلحفاة، فسألها حسان: هل رأيت إوزة صغيرة تمشي في الغابة؟ قالت له السلحفاة: نعم لقد وجدت إوزة جائعة تطلب الطعام؛ فأعطيتها بعض الطعام وأخذته ومشيت.

قامت السلحفاة بدلّهم على الطريق الذي ذهبت منه الإوزة الصغيرة، وعندما سار حسان والإوزة بهذا الطريق نظر حسان للإوزة وقال لها: للأسف هذا الطريق يؤدي إلى منزل الثعلب، وأنا أخاف أن تكون قد ذهبت إلى هناك، قالت له الإوزة: إذاً هيا بنا لنسرع قبل أن تقع فريسة بين فكيه.

وبينما كان حسان والإوزة في طريق البحث عنها إذ قابلا الضفدع الذي كان يجلس على حافة النهر، اقترب حسان من الضفدع وسأله عن الإوزة الصغيرة؛ فقالت له الضفدعة: لقد رأيتها تجلس بالقرب من شجرة الصفصاف الموجودة بجانب النهر، ولكنّها مشيت بعد قليل وغادرت المكان، شعر حسان والإوزة بالخوف أكثر عليها.

سار حسان والإوزة نحو شجرة الصفصاف ولم يجدوا الإوزة الصغيرة، وبعد قليل من سيرهما وجدا الإوزة الصغيرة تمشي لوحدها وحزينة، والتفت حسان فرأى الثعلب يهم بالخروج من منزله، أسرع حسان وأمسك بالإوزة قبل أن يراها الثعلب، فأمسك بها وحمد الله أنّه قد استطاع إنقاذها من أنياب الثعلب المفترس.

أمسك حسان الإوزتين كل واحدة بيد، واحتضنهما وسار بهما إلى منزل الأم، شكرت الإوزة الكبيرة حسان على المعروف الذي صنعه معها، وقالت له: أنا أعدك بأن أكون حذرة أكثر في المرات القادمة، وأن أستمع دائماً لكلام والدتي، ولن أكرّر إهمالي هذا مرّةً أخرى.


شارك المقالة: