قصة الباب السحري

اقرأ في هذا المقال


من أكثر القصص الجميلة هي التي تحتوي على عنصر الخيال، سنحكي في قصة اليوم عن باب سحري يأخذ الأشخاص إلى ذكريات الماضي الجميل، واكتشفته فتاة اسمها سارة في منزل جدّتها، وهذا الباب يرمز إلى جمال الحنين إلى الماضي.

قصة الباب السحري

كان هناك فتاة اسمها سارة، كانت تحب زيارة جدّتها باستمرار، ولكن كان في منزلها سر غريب يثير فضول سارة لمعرفته؛ وهو الباب الفضّي الذي يصل طوله إلى ثلاثة أقدام، كانت دائماً تفكّر في نفسها وتقول: لماذا توبخّني جدتي دائماً وتحذّرني من فتح هذا الباب؟ أنا أريد معرفة سرّه.

كان هذا الباب يوجد بجانب مكتبة منزل جدّتها، وكلمّا تذهب لزيارتها يثير هذا الباب فضول سارة لمعرفة ما وراءه، وعندما تعود للمنزل تذهب لأمّها لكي تسألها عن الباب، ولكن كان جواب أمّها دائماً: هل تقصدين الباب الفضّي؟ فترد ابنتها: نعم، بعد ذلك تبدأ الأم بالتظاهر بأنّها ترد على مكالمة ما أو تنشغل بأمر آخر أو تصمت.

كان يظهر دائماً على والدة سارة أنّها لا تريد أن تتذكّر حتّى وجود هذا الباب، بلغت سارة من العمر إحدى عشر عاماً، لا زال سر الباب مجهولاً ولا أحد في العائلة يعلم ماذا يخفي هذا الباب السري خلفه، ظل الأمر كذلك حتى جاء عيد ميلاد سارة الثاني عشر.

استيقظت سارة في هذا اليوم بحماس شديد، وكانت في منزل جدتها، وكأن دب ما يستيقظ من سبات عميق، وكانت الشمس تشرق من نوافذ غرفتها في ذاك الصباح وكأنّه خيوط ذهبية، سمعت سارة كلمة (ثومب) فلم تفهم معناها، بعد ذلك سمعت كلمة أخرى وهي (كريك)، ظنّت للوهلة الأولى أن ذلك الصوت من غرفة والدها.

بعد ذلك ظنّت أن والدتها في المطبخ، ولكنّها عندما نظرت للساعة وجدتها لا زالت السادسة والنصف، والجميع لا يزال نائماً، إذاً ما هذا الصوت ومن أين مصدره؟ ذهبت سارة يومها إلى الحمام، وشاهدت في طريقها شيء عجيب؛ فقد كان الباب الفضي مفتوحاً، اندهشت فمنذ اثنتي عشر سنة كان هذا الباب مغلق فلماذا فتح في ذلك اليوم؟

شعرت سارة بالخوف وبدأ العرق يتصبّب منها، ولكن فضولها الدائم حول هذا الباب جعلها تقترب أكثر فأكثر، وعندما اقتربت وجدت الباب لا يزال مرئياً، قامت بمد يدها من أجل أن تلمس الباب، وعندما لمسته شعرت وكأنّها تلمس جسماً صلباً مصنوعاً من الخشب.

فتح الباب أكثر عندما لمسته؛ فصرخت سارة بصوت عالي: يا إلهي هل فتح الباب الفضي لوحده؟ بعد ذلك ذهبت لكي تتأكّد أنه لم يستيقظ أحد بعد سماع صوتها، وعندما ذهبت وتأكّدت بأنّ الجميع نائمون، تحمّست أكثر لكي تبدأ برحلة الكشف عما وراء ذلك الباب المجهول لسنوات طويلة.

بدأت تدفع الباب وفي ذلك الحين سمعت صوت موسيقى جميل، ذكرّها الصوت برحلاتها مع عائلتها إلى باريس، لقد كان مصدر الصوت من رف المكتبة الموجود بجانب الباب، عندما فتح الباب وجدت أمامها برج إيفل؛ تفاجأت وقالت: هل أنا في فرنسا الآن؟ عادت إلى مصدر البطاقة فوجدت بطاقة مكتوب عليها سيدني، أستراليا، فقالت في نفسها: أنا أريد السفر إلى أستراليا.

عندما قالت كلمة: أرني أستراليا إذ وجدت أمامها منظر جميل لدار الأوبرا الغنائية الموجودة هناك، بعد ذلك عرفت سارة سر هذا الباب، وذهبت مسرعة إلى غرفتها، بعد ذلك استيقظت سارة على صوت أمها؛ فأسرعت إلى الباب كي تتأكّد من أنّه حقيقي ولم يكن حلماً.

عندما لمسته وجدته من الخشب الفضي وأنّه لا يزال مفتوحاً، عندما وقفت عنده تذكّرت منزل صديقتها روزالي التي لم ترها منذ وقت طويل، فقالت للباب: خذني إلى روزالي، ظهر أمامها منزل ملوّن جميل، أسرعت لكي تدخل إليه، وبدأ الباب يغلق خلفها بهدوء.

عندما دخلت المنزل وجدت صديقتها روزالي أمامها، فرحت كثيراً بها وقالت لها: روزالي ماذا تفعلين هنا؟ وكيف سأعود أنا إلى المدرسة؟ قالت لها صديقتها: لا تقلقي سوف أكتب لكِ رسالة، وعندما كتبت بها رسالة عادت إلى الباب الفضي وذهبت إلى المدرسة.

عندها أدركت سارة ما سر هذا الباب، إنّه يأخذها حيث ذكريات الماضي الجميلة والأشخاص الذين لم ترهم منذ وقت طويل، فرحت به كثيراً وأصبحت حياتها أكثر سعادة.


شارك المقالة: