قصة الببغاء الحكيم

اقرأ في هذا المقال


من أصعب ما يواجهه الشخص في حياته هو التحلّي بالصبر، ولكن دائماً ما يتبع الصبر السعادة، سنحكي في قصة اليوم عن ببغاء حكيم كان يعيش هو وأخيه حياة ملكية في قصر الملك، ولكن جاء قرد في يوم وسرق منهما الأنظار، حزن الأخ الأصغر ولكن نصحه أخيه الببغاء الأكبر بالتحلّي بالصبر ووعده أنّ أيامهم الجميلة ستعود، وفعلاً حدث كما أخبر هذا الببغاء الحكيم.

قصة الببغاء الحكيم

كان هناك ببغاء يعيش مع أخيه الأصغر في الغابة، كان كلاهما لديه ريش ملوّن جميل، وفي يوم جاء أحد الصيادين إلى الغابة وعندما رآهما قال في نفسه: سأقوم باصطيادهما وأعطيهما هدية للملك؛ فهما جميلا المنظر، وقام باصطيادهما وأعطاهما للملك كهدية.

عندما رآهما الملك أعجب بهما كثيراً، وشكر الصياد على هديّته الرائعة وأعطاه ألف عملة كمكافأة له وقال له: يا لهما من ببغاوين جميلين؛ فهما سيزيدان قصري بهجةً وجمالاً بألوانهما الرائعة، طلب الملك من خدمه وضع الببغاوات في قفص ذهبي، وكان يتم معاملتهما معاملة ملكية ولطيفة؛ حيث كان يُقدّم لهما أشهى الطعام وأطيبه.

كان جميع من في القصر ينجذب لهما خصوصاً الأمير الصغير؛ فقد كان يحب اللعب معهما كثيراً، بعد مدّة من الزمن أحضر الصياد لهذا الملك هدية أخرى، وعندما نظر الملك وجد معه قرد يقوم بالقفز واللعب والتصفيق وعمل حركات مضحكة، فرح به الملك كثيراً وأعطى الصياد ألف عملة أخرى كمكافأة له.

عاش القرد بالقصر وأصبح كل من به من خدم وأمراء يلعبون معه ويحبّونه، حتّى تحوّل محور اهتمام الجميع، ويقدمّون له الطعام اللذيذ، شعر الببغاء الصغير بالحزن له ولأخيه؛ فلم يعد أحد يهتم لأمرهما، حتّى أنّه أحياناً كان الخدم ينسون تقديم الطعام لهما.

نظر له الببغاء الأكبر وقال له: لا تحزن يا أخي الصغير؛ فهذه الحياة لا تدوم على حال واحد، نجدها في مرة حلوة الأيام وممتعة، وفي بعض الأيام نجد الحزن والأيام الصعبة، ولكن يجب أن لا نيأس وعلينا أن نتحلّى ببعض الصبر فقط.

كان الببغاء الأكبر يمتلك حكمة كبيرة، وهو إيمانه بأن الأيام الجميلة ستعود يوماً، وفي يوم من الأيام بينما كان الأمير يلعب مع القرد وهو يقفز ويصفق أصابه في وجهه، غضب الملك منه كثيراً وأمر الخدم بإعادته إلى الغابة، فأخرجوه من القصر وعاد إلى مكانه.

صار الأمير لا يلعب إلّا مع الببغاوات، وعادا محور الاهتمام من الجميع كما كانا من قبل، فرح الببغاء الأصغر وقال له أخيه: ألم أقل لك علينا ببعض الصبر والتفاؤل فقط.


شارك المقالة: