النظافة من الإيمان، يجب علينا تعليم أطفالنا أهمية النظافة والحفاظ عليها في كل مكان، سنحكي في قصة اليوم عن حكاية البحر الحزين الذي اشتكى أمره لدانا، بسبب النفايات التي يلقيها الأطفال عند زيارتهم له؛ ولهذا السبب قامت دانا بمساعدة البحر ليعود سعيداً، وقامت بحملة تنظيف للشاطئ بمساعدة أخيها.
قصة البحر الحزين
بدأ فصل الصيف وبدأت الإجازة السنوية، استعدّ فارس ودانا لرحلة جميلة وطويلة إلى البحر؛ فهي من أكثر الأشياء التي كانا يحبّانها وهي الذهاب إلى البحر والاستمتاع بنسماته الباردة، بالإضافة للعب بالرمال وعمل أشكالاً جميلة منه، قامت والدة فارس ودانا بإعداد الشطائر اللذيذة لهم، ولم تنس بالتأكيد العصائر المتنوّعة، وقام فارس ودانا بشراء عدّة اللعب بالرمال كذلك.
كانت الرحلة برفقة العائلة كلّها مع الجد العزيز، وفور وصولهم إلى البحر اتجهّت دانا مسرعةً إلى الشاطئ، ولكنّها تفاجأت بأنّ الشاطئ يبدو وكأنّه ابتعد من مكانه الأصلي، وحلّ مكانه البعض من الطين، بالإضافة للصخور المدبّبة، وعندما رأت دانا ذلك شعرت بالخوف، وسألت جدّها وقالت: لماذا ابتعد الشاطئ من هنا يا جدّي؟ ما الذي حلّ بمياه البحر؟ أنا أريد للبحر أن يعود إلى هنا.
كان الجد منشغلاً بتثبيت المظلّة التي سيجلسون تحتها، فنظر لها وقال: يا عزيزتي إن البحر الآن في حالة من الجزر، وبعد مدّة من الوقت سيكون البحر في حالة المد، وحينها ستعود المياه إلى الشاطئ كما كانت، استغربت دانا ممّا سمعته من جدّها، وشعرت بأن هذا مصطلح جديد لم تسمع به من قبل؛ فبدأت تستفسر من جدّها عن معنى المد والجزر.
عندما سمع الجدّ سؤال حفيدته الصغيرة ابتسم لها وقال: يا عزيزتي هذا المصطلح يعني أن هذا البحر لا يكون دائماً بحالة مستقرّة، بل إنّه يمرّ بعدّة حالات، ومن هذه الحالات هي المد والجزر، والمدّ يعني أنّ البحر يمرّ بحالة صعود، فيرتفع مستوى البحر، أمّا الجزر فيعني أنّ البحر يمرّ بحالة هبوط وينخفض مستواه ويعود كما كان، سألت دانا جدّها: وما الذي يجعل البحر يمرّ بهذه المستويات يا جدّي؟ قال لها جدّها: إن البحر يا عزيزتي يتأثّر بجاذبية الشمس والقمر.
شكرت دانا جدّها على هذا التوضيح، ومن ثم استلقت تحت المظلّة بجانب جدّها، وبدأت تستمتع بنسائم الهواء التي تأتي من جهة البحر الكبير، بعد قليل شعرت دانا وكأنّ المياه قد لمست قدميها، نهضت فجأةً من مكانها وصارت تقول: أيّها البحر الجميل هل عدت مجدّداً؟ هذا الكلمات التي نطقت بها دانا حملتها الأمواج إلى البحر فسمعها، بعد قليل بدأت أمواج البحر وكأنّها تريد قول شيء لدانا فقالت: أنا أريد أن أخبركِ يا دانا بأنّني حزين جدّاً، وأشعر بالغضب كذلك.
تفاجأت دانا من كلام البحر هذا وقالت له: لماذا أنت غاضب أيّها البحر؟ هل ترى كم نحن نحبّك ونأتي لزيارتك دائماً، كما أنّنا لطفاء معك ونتعامل معك بكل محبّة، كما أن الجميع يأتي إلى هنا، ويلقي بنفسه في مياهك؛ ليستمتع ببرودة مياهك المنعشة، ونسائم أمواجك الرائعة، ردّ عليها البحر من خلال أمواجه وقال: وأنا كذلك أحبّ هؤلاء الأطفال، وأحبّ ان أغمرهم بمياهي وأجعلهم يستمتعون بزرقة لونها الجميل، كما أنّني أحمل لهم في أحشائي الكثير من المفاجآت كالمرجان واللآلئ والسمك والصدف وغيره.
قالت له دانا باستغراب: إذاً لماذا أنت غاضب؟ قال لها البحر: لأنّكِ لا تعلمين كيف يقومون هؤلاء الأطفال بردّ هذا الجميل لي؛ فهم يقومون بإلقاء القمامة والنفايات على الشاطئ، أنظري من حولكِ يا دانا وسوف تفهمين ما أقصد، وبالفعل ابتعدت دانا عن الشاطئ ونظرت من حوله؛ فوجدت الكثير من أكياس القمامة وزجاجات عصائر فارغة وقطع رثّة من الملابس؛ ففهمت وقتها لماذا يغضب البحر.
أكمل البحر كلامه قائلاً: وليس هذا فقط؛ فهم قاموا بتلويثي من الداخل أيضاً، من زيوت السفن والبواخر التي تساهم في قتل بعض الكائنات الحية، هل عرفتِ لماذا أنا غاضب ولماذا أبتعد بمياهي عن الشاطئ أحياناً؟ شعرت دانا بالحزن لحال البحر، وبدأت على الفور بجمع كل أكياس القمامة والنفايات من حول الشاطئ، ونادت أخاها فارس ليساعدها في هذا الأمر وقالت له: إنّ هذا الأمر سيجعل البحر سعيداً.
كما أنّ دانا دعت كل الأطفال عد الشاطئ لتنظيف الأماكن من حولهم، ونصحتهم بعدم إلقاء القمامة عند الشاطئ، وجعلت البحر يعيش بسعادة في هذا اليوم.