من يريد أن يسلك طريق النجاح يجب عليه أن يمتلك قوّة المقاومة والتحمّل، سنحكي في قصة اليوم عن مجموعة من البذور التي كانت تعيش مع بعضها البعض، وكانت تتعرّض لهجوم القردة بالموز، فقرّرت الهروب ما عدا بذرة واحدة قرّرت أن تواجه هذا الهجوم، حتّى استطاعت بنهاية الأمر أن تنمو وتكبر وتصبح من أقوى الأشجار.
قصة البذور
كان هنالك مجموعة بذور تعيش مع بعضهم البعض وعددهم أربعة؛ حيث كانت تجمع بينهم رابطة قوية وهي الصداقة، وفي يوم من الأيام هبّت رياح قويّة فاضطرّت البذور أن تختبئ تحت الأرض من الرياح؛ حتّى تنمو وتصبح هذه البذور في يوم من الأيام أشجار كبيرة وقوية تتحدّى الرياح والعواصف.
بعد مدّة من الوقت بدأت البذرة الأولى بالنمو والإنبات، ولكن كان هنالك ما يمنعها؛ حيث كانت القرود التي تعيش في الغابة تسعى إلى القضاء على الغطاء النباتي، وذلك من خلال رمي قشر الموز تجاه أي بذرة يلاحظون أنّها قد بدأت في النمو، وهذه تعتبر مهارة تقوم القرود بتسليح أنفسها بها.
حزنت هذه البذرة لما حدث لها؛ فقد قامت قشور الموز بتقسيم بذرتها إلى نصفين، أسرعت لكي تخبر صديقاتها البذور بما حدث لها، عندما علمت البذور بما حدث لأختهم البذرة الأولى قرّروا عدم النوم خوفاً من أن ترميهم القردة بالقشر، وانتظروا لحين مغادرة القرود المكان.
وافق الجميع على هذا الرأي ما عدا البذرة الصغيرة؛ فقد كانت تسعى بتصميم قوي لأن تصبح شجرة كبيرة، فقامت بالمحاولة الأولى ولكنّها لم تنجح؛ فقامت القرود برميها بالقشر وانقسمت إلى نصفين، قرّر الجميع بعد ذلك أن يغادروا المكان، وطلبوا من البذرة الصغيرة أن تغادر معهم وتتوقّف عن محاولاتها، ولكنّها لم تلق لكلامهم أي اهتمام وأصرّت على البقاء والنمو حتّى تصبح شجرة كبيرة.
ظلّت هذه البذور في مكانها على الرغم من أن صديقاتها غادرن المكان، وكانت القردة تستمرّ برمي قشر الموز ولكن في كل مرّة يصل بها القشر بشكل أفضل للهدف؛ لذلك انقسمت البذرة على عدة بذور صغيرة، ولكن قوّة تصميمها منعتها من الاستسلام أو التوقّف رغم إلحاح صديقاتها الأخريات لمغادرة المكان.
كبرت هذه النبتة بشكل بسيط وكانت قد أصيبت بالعديد من الندوب والضربات؛ حيث كانت تنحني في مرّة لتحمي نفسها وفي مرّات أخرى لا تنجح في الانحناء، حتى جاء وقت وكبرت بطريقة أقوى من البذور الأخرى؛ وذلك لتحملّها الكثير من الضربات، وأصبحت شجرة كبيرة تمتلك ساقاً سميكاً ولديه المقاومة لصد أي ضربة من ضربات الموز، وعجزت القردة عن اقتلاعها، فقد أصبحت أكثر الأشجار جمالاً وهيبة في الغابة.
تحوّلت هذه البذرة الصغيرة إلى شجرة كبيرة، أمّا صديقاتها الأخريات لا زلن يختبئن تحت الأرض بانتظار مغادرة القرود، ولم تعلم هذه البذور أنّها بحاجة إلى تلك الضربات حتّى تستطيع سيقانها النمو ومواجهة كل الصعوبات التي ستمرّ بها.