قصة البطة مع البيض الذهبي

اقرأ في هذا المقال


قصة البطة مع البيض الذهبي أو (Story of the Duck with Golden Eggs) هي حكاية شعبية روسية، تمّ جمعها من كتيبات روسية مختلفة، حررها روبرت ستيل، نشرت عام 1916، للناشر (A. M. Philpot، Limited London) روبرت إم ماكبرايد.

الشخصيات:

  • أبروسوم.
  • أيفانوشكا.
  • التاجر الشاب.
  • فيتينيا.

قصة البطة مع البيض الذهبي:

كان هناك رجل عجوز اسمه أبروسيم يعيش مع زوجته العجوز فيتينيا، وكانوا يعيشون في فقر مدقع وعوز، ولديهم ابن اسمه إيفانوشكا يبلغ من العمر خمسة عشر عامًا، وذات يوم أحضر الرجل العجوز أبروسيم إلى المنزل قطعة خبز لزوجته وابنه ليأكلوها، لكنّه لم يكن قد بدأ بقطع الخبز حتّى قفزت عجوز تُدعى كروتشينا من خلف الموقد، وانتزعت القشرة من يديه وركض عائداً، في ذلك الوقت انحنى الرجل العجوز لكروتشينا، وتوسّل إليها أن تعيد له الخبز، لأنّه لم يكن لديه هو وزوجته ما يأكلانه.

أجابت كروتشينا العجوز: لن أعيد لك الخبز، لكنّني سأعطيك بدلاً من ذلك بطة تضع بيضة ذهبية كل يوم، قال أبروسيم: حسنًا، يبدو أنّه في جميع الأحوال سأذهب إلى الفراش دون عشاء حتّى الصباح، فقط لا تخدعيني، وأخبريني أين سأجد البطة، أجابت كروتشينا، في الصباح الباكر، وبمجرد استيقاظك اذهب إلى المدينة وهناك سترى بطة في بركة، أمسكها وأحضرها معك إلى المنزل، فلمّا سمع أبروسيم ذلك، ذهب ونام.

وفي صباح اليوم التالي، نهض الرجل العجوز مبكرًا، وذهب إلى المدينة، وكان سعيدًا جدًا عندما رأى حقًا بطة في البركة، لذلك بدأ في اللحاق بها، وسرعان ما أمسك بها، وأخذها معه إلى المنزل، وأعطاها لزوجته، فأمسكت الزوجة العجوز البطة وقالت إنّها ستضع بيضة، لقد كانوا الآن في سعادة كبيرة، ووضعوا البطة في وعاء، وقاموا بتغطيتها بمنخل.

وبعد الانتظار لمدة ساعة، اختلسوا النظر برفق تحت المصفاة ورأوا في فرحتهم أنّ البطة قد وضعت بيضة ذهبية، ثمّ تركوها تركض قليلاً على الأرض، وأخذ الرجل العجوز البيضة إلى المدينة ليبيعها، وباع البيضة بمئة روبل، وأخذ النقود، وذهب إلى السوق، واشترى جميع أنواع الخضار، وعاد إلى المنزل، وفي اليوم التالي وضعت البطة بيضة أخرى وباعها أبروسيم أيضًا.

وبهذه الطريقة استمرت البطّة في وضع بيضة ذهبية كل يوم، وأصبح الرجل العجوز ثريًا جدًا في وقت قصير، ثمّ بنى لنفسه بيتاً كبيراً، وعددًا كبيرًا من المحلات، واشترى أصنافًا مختلفة، وأقام تجارة جيدة، في تلك الأثناء أقامت زوجة الرجل العجوز صداقة سريّة مع تاجر شاب، ولكنّه لم يكن يهتم بالمرأة العجوز، فقط أقنعها بأنّه يهتم لها ليجعلها تمنحه المال.

وذات يوم، عندما خرج أبروسيم لشراء بعض السلع الجديدة، وذهب التاجر الشاب ليثرثر مع زوجة العجوز فيتينيا، وعندما كان يراقب البطة بالصدفة، وأخذها ورأى مكتوبًا تحت جناحها بأحرف ذهبية: من يأكل هذه البطّة سيصبح قيصرًا، ولكن لم يقل الرجل شيئًا من هذا لفيتينيا، لكنّه توسل إليها وحثّها على طبخ البطّة من أجل أن ياكلها، فأخبرته فتينيا أنها لا تستطيع قتل البطّة، لأنّ كل حياتهم تتوقف عليها.

ولا يزال التاجر الشاب يطلب من المرأة العجوز أن تقتل البطة وتطبخها، حتّى تغلبت عليها كلماته الناعمة وتوسلاته، ووافقت فتينيا، وقتلت البطّة ودفعتها إلى الموقد، ثمّ أخذ الشاب إذنها وغادر، ووعدها بالعودة قريبًا وذهبت فيتينيا أيضًا إلى المدينة، في ذلك الوقت، عاد إيفانوشكا إلى المنزل، وكان جائعًا جدًا، وبحث في كل مكان عن شيء يأكله، و حالفه الحظ عندما رأى في الموقد البطّة المشويّة، فأخذها وأكلها حتّى العظام، ثمّ عاد إلى عمله.

وبعد ذلك، جاء التاجر الشاب، ودعا فيتينيا وطلب إليها أن تحضر البطة المشوية، فركضت فيتينيا إلى الفرن، وعندما رأت أنّ البطة لم تعد موجودة، كانت في خوف شديد، وأخبرت الشاب أنّ البطة قد اختفت، وهناك كان الرجل غاضبًا منها، وقال: يبدو أنّك أكلت البطة بنفسك! و غادر المنزل بغضب شديد، وفي الليل، عاد أبروسيم وابنه إيفانوشكا إلى المنزل، وبحثا عبثًا عن البطة، سأل أبروسيم زوجته عما حلّ بها.

ردت فيتينيا أنّها لا تعرف شيئا عن البطة، لكنّ إيفانوشكا قال: والدي عندما عدت إلى المنزل لتناول العشاء، لم تكن أمي موجودة، لذا  نظرت إلى الفرن ورأيت بطّة مشوية أخرجتها وأكلتها، لكن في الواقع، لا أعرف ما إذا كانت بطّتنا أم بطّة غريبة، ثمّ بدأ أبروسيم يصرخ بغضب على زوجته وضربها، وطارد ابنه خارج المنزل، فانطلق إيفانوشكا الصغير إلى الطريق، وسار على قدميه، متبعًا الطريق الذي قادته إليه عيناه.

وسافر عشرة أيام وعشر ليال حتى أتى مطولا إلى مدينة عظيمة، وبينما كان يدخل البوّابات، رأى حشدًا من الناس مجتمعين، يحملون المشاعل المضيئة، لأنّ قيصرهم مات ولم يعرفوا من يحكمهم، ثمّ اتفقوا على أنّه يجب انتخاب القيصر لمن يمر أولاً عبر بوابات المدينة، وعندما جاء إيفان الصغير عبر بوابات المدينة، وعندها صاح جميع الناس بصوت واحد: ها هو القيصر!

وأخذ حكماء الشعب إيفانوشكا من ذراعيه، وأدخلوه إلى القصر الملكي، وألبسوه ثياب القيصر، وأجلسوه على عرش القيصر، وجعلوا طاعتهم له كطاعتهم لقيصرهم الراحل، وانتظروا تلقي أوامره، تخيل إيفانوشكا أنّ الأمر كله كان حلماً، ولكن عندما أستجمع نفسه، رأى أنه في الواقع قيصر، ثمّ ابتهج من كل قلبه، وعيّن عدة ضباط، واختار شخصًا اسمه لوجا.

وأخبره التالي: عبدي الأمين والفارس الشجاع لوجا، قدم لي خدمة واحدة، سافر إلى بلدي الأصلي، واذهب مباشرة إلى الملك، وسلّم عليه من أجلي، واطلب منه أن يسلم لي التاجر أبروسيم وزوجته، وإن سلمّهم فأتي بهم الى هنا، ولكن إن ابى فتهدده بأنّي سأبيد مملكته بالنار والسيف واجعله اسيراً، وعندما وصل الخادم لوجا إلى موطن إيفانوشكا الأصلي، ذهب إلى القيصر، وطلب منه التخلي عن أبروسيم وفتينيا.

عرف القيصر أنّ أبروسيم كان تاجرًا ثريًا يعيش في مدينته، ولم يكن مستعدًا لتركه، ومع ذلك، وعندما فكّر في أنّ مملكة إيفانوشكا كانت مملكة كبيرة وقوية، وخوفًا من الإساءة إليه، فقد سلّم أبروسيم وفتينيا، وأخذهم لوجا من القيصر وعاد معهم إلى مملكته، وعندما أحضرهم أمام إيفانوشكا، قال القيصر: صحيح يا أبي، لقد طردتني من منزلك، لذلك أنا الآن استقبلكم، عِش معي بسعادة، أنت وأمي حتّى نهاية أيامك.

شعر أبروسيم وفيتينيا بسعادة غامرة لأنّ ابنهما أصبح قيصرًا عظيمًا ، وعاشوا معه سنوات عديدة، ثمّ ماتوا، وجلس إيفانوشكا على العرش لمدة ثلاثين عامًا في صحة وسعادة، وكان رعاياه يحبونه حقًا حتى آخر ساعة من حياته.


شارك المقالة: