قصة البطل الشهير بوفا كوروليفيتش والأميرة دروشنفنا- الجزء الرابع

اقرأ في هذا المقال


قصة البطل الشهير بوفا كوروليفيتش والأميرة دروشنفنا- الجزء الرابع أو ( The Renowned Hero, Bova Korolevich and the Princess Drushnevna) هي حكاية فولكلورية روسية، تم جمعها من كتيبات روسية مختلفة، حررها روبرت ستيل، ونشرت عام 1916، للناشر ( A. M. Philpo Limite London) روبرت إم ماكبرايد.

الشخصيّات:

  • القيصر سلطانوفيتش.
  • بوفا.
  • الأميرة ميليهيريا.
  • القيصر ماركوبرون.
  • الملك سنسيبري.
  • النبيل تشامبرلين.

قصة البطل الشهير بوفا كوروليفيتش والأميرة دروشنفنا- الجزء الرابع:

عندما رأى بوفا معسكر القيصر لوكوبر حيث كانت الخيام كثيفة مثل الأشجار في الغابة، سحب سيفه وصولجانه، وهاجم مباشرة ضد القيصر العظيم، قاتل بوفا خمسة أيام دون راحة، وأطاح بالجيش كله وهرب عدد قليل فقط الذين ذهبوا إلى القيصر سلطانوفيتش، وقالوا له: سيدنا القيصر، بعد أن أخذنا القيصر سينسيبري وماركوبرون كأسرى لنا، وأطحنا بكل أعدائنا، هرع شاب وسيم من مدينة سينسيبري، وقتل ابنك الشجاع القيصر لوكوبر في معركة واحدة.

وهزم جيشنا بالكامل، إنّه الآن يلاحقنا ويقتل كل من يستطيع تجاوزه ، وسيهاجمك الآن، وعند سماع ذلك، شعر سلطانوفيتش بالرعب، وسارع بقواته على متن سفنه، تاركًا وراءه كل خيامه وكنوزه، وأبحر على الفور من المملكة الأرمنية، ولكن لم يكن قد غادر الشاطئ عندما دخل بوفا إلى المعسكر، ولم يجد أي جندي للعدو باستثناء الملكين ماركوبرون وسنسيبري اللذين وضعوا أيديهم وأرجلهم المقيدة بجانب خيمة سلطانوفيتش.

حررهم بوفا وركب معهم عائداً إلى المملكة الأرمنية، وفي الطريق قال سينسيبري لبوفا: خادمي الأمين أنهاسي، أرى إخلاصك وبسالتك، أنا مدين لك بالحرية، ولا أعرف كيف أكافئك: اسألني ما تشاء، كنوزي تحت إمرتك، ثمّ أجاب بوفا: يا سيدي الملك، لقد كافأتني بفضلك الملكي، ولا أطلب أكثر، لكنّني سأخدمك بأمانة بأفضل ما لدي من قوة، وأثناء حديثهم وصلوا إلى المدينة الأرمنية، حيث احتفلوا بالولائم وفرحوا.

ثم استلقى بوفا للنوم، ونام تسعة أيام وتسع ليال، وفي تلك الأثناء، حدث أن تشامبرلين وهو أحد النبلاء في المملكة الذي يشعر بالغيرة من المكانة التي حققها بوفا عند الملك، جمع ثلاثين شابًا وقال: أصدقائي، ترون أن هذا الوغد قد خدع ملكنا والأميرة، واستحوذ على اهتمامهم أكثر منّا، تعالوا  معي إلى الإسطبل حيث ينام، فلنقتله، وسأمنحكم الذهب والفضة والجواهر كمكافأة.

أجاب أحدهم: نحن لسنا أقوياء بما يكفي لقتله، لو استيقظ سيقتلنا جميعاً، الخطة الأفضل هي أن يستلقي أحدنا على سرير الملك، بينما هو خارجًا للصيد، ونقوم باستدعاء أنهاسي، وإعطائه رسالة إلى القيصر سلطانوفيتش نكتب له فيها أن يقتل أنهاسي، عندما سمع تشامبرلي هذا قفز فرحًا، واحتضن الشخص الذي قدم هذه النصيحة الشريرة، وكافأه أكثر من البقية، وعندما تمّ إعداد الرسالة، ذهب تشامبرلي واستلقى على سرير الملك.

وطلب استدعاء بوفا، وأخفى نفسه تحت الغطاء وتحدّث إليه بأسم الملك سنسيبري، وقال: سأطلب منك خدمة يا أنهاسي، خذ هذه الرسالة وأعطها إلى القيصر سلطانافوفتش، وعند عودتك سأكافئك بأي طريقة ترغب فيها، ولم يكتشف بوفا أنّه تمّ خداعه، لكنّه أخذ الرسالة، وخرج على حصان جيد، وسافر إلى مملكة القيصر سلطانوفيتش، ركب بوفا لمدّة شهرين حتّى وصل إلى الصحراء، حيث لم يكن هناك نهر ولا جدول ولا ينبوع، وشعر بالعطش.

ثمّ التقى بعجوز كان معه قنينة من الجلد مليئة بالماء، وتوسّل إليه أن يروي عطشه، وضع العجوز سراً مسحوقًا للنوم في الماء وأعطاه لبوفا، وعندما شربه، سقط من على الفور عن حصانه ونام مثل ميت، ثمّ أخذ الرجل العجوز سيفه، وامتطى حصانه وغادر تاركًا بوفا بمفرده غير مسلح في وسط الصحراء، نام بوفا لمدّة عشرة أيام، وعندما استيقظ ورأى أن جواده وسيفه قد ذهبوا، بكى بمرارة.

وقال في نفسه: يبدو أنّني محكوم علي أن أفقد حياتي، وأنّ الملك سينسيبري أرسلني إلى القيصر سلطانوفيتش فقط لملاقاة الموت مقابل وفائي، ثمّ ذهب مشياً على الأقدام، وعندما وصل بوفا أمام القيصر سلطانوفيتش انحنى على الأرض، وسلّمه الرسالة وقال: أيّها السيد الكريم! أرسلني الملك سينسيبري إلى جلالتك لإحضار أخبار عن صحته، والاستفسار عن حالتك، ثمّ أخذ سلطانوفيتش الرسالة وقرأها، وبعد قراءتها صرخ بصوت عالٍ: أين فرساننا البواسل، عبادي المخلصون ومحاربيّ الأقوياء؟

خذوا هذا الرسول من الملك سينسيبري، وقودوه إلى المشنقة، فقد قتل ابني العزيز ودمر جيشنا الجبار، عندئذ انطلق ستون من فرسان سلطانوفيتش للخارج، وحاصروا بوفا وقادوه إلى الحقول المفتوحة لشنقه، وفي الطريق، فكّر بوفا كيف كان يمكن أن يستحق مثل هذا الموت المخزي، وأن يفقد حياته في زهرة أيامه، وقال: كان من الأفضل لو قتلتني أمي في مدينة أنطون، أو إذا قتلت على يد نبلاء ماركوبرون أو لوكوبر في الميدان.

ثمّ بقوّته الجبّارة، قام بدحر الستين فارسا وهرب من المملكة، وعندما سمع سلطانوفيتش هذا، أمر على الفور بإطلاق الأبواق بصوت مسموع، وجمع فرسانه ومطاردة بوفا، ومحاصرته من جميع الجهات، لم يكن لدى بوفا سيف حاد ولا رمح فولاذي، ولم يكن لديه ما يدافع به عن نفسه، ثمّ هاجمه أحد محاربي سلطان وشرع في القتال معه.

لكنّه رأى أنّه لا يقدر أن يقتلهم جميعًا، فاسلم نفسه أسيرًا، فقبضوا عليه وأوثقوا يديه واقتادوه أمام سلطانوفيتش، وبمجرد أن رأى القيصر بوفا، أمر بإحضار الجلاد وشنقه، في تلك الأثناء، سقطت ابنة القيصر ، الأميرة الجميلة ميليهيريا على ركبتيها أمام والدها وقالت: سيدي وأبي الكريم، اسمح لي بالتحدث معه، موته لن يعيد الحياة لأخي أو جيشك، بل امنحه حياته، واجعله زوجاً لي، واجعله خليفة عرشك، عندها سيكون مدافعًا في الحرب عن شيخوختك.

أجاب القيصر:ابنتي العزيزة، ميليهيريا، تعزيني بكلماتك الرقيقة ونصائحك الحكيمة، وإذا وافق بوفا فسيكون خليفي وزوجك، وسأسسلم له جميع مدني ومملكتي، وكنوزي الذهبية والجواهر، وبذلك أجبرت ابنة القيصر والدها على طاعتها، وغادرت القاعة، وأمرت بإحضار بوفا أمامها، ثمّ حاولت بكلام رقيق إقناعه بتنفيذ أوامرها، ولكن أجاب بوفا أنّه لو قدّم المملكة بأكمتلها، وكلّ الكنوز من الذهب والمجوهرات، لن يوافق على ذلك.

ثمّ أمرت مليهيريا بأن يُنقل بوفا إلى السجن، وأنّ يسد مدخل السجن بالرمل، وأن لا يأكل ولا يشرب لمدة خمسة أيام، وبعد مضي الخمسة أيام، ذهبت الأميرة إلى السجن، ثمّ أمرت بإزالة الرمل وفتح الباب، ودخلت وقالت لبوفا: الآن، أيّها الشاب هل فكرت في الأمر؟ هل ستغير رأيك، وتحكم على مملكة أبي، أم أنّك لم تتغلب بعد على عنادك وستنهي حياتك على حبل المشنقة؟

أجاب بوفا: لن أغير رأيي أبدًا ما دمت على قيد الحياة، ولن أتخلى عنه من أجلك، لا تغريني بالكلام والوعود، أفضل أن أعاني الموت على أن أكون رجلاً حقيرًا، كانت الأميرة ميليهيريا غاضبة جداً من رد بوفا، وتوجّهت فورًا إلى والدها وقالت: يا سيدي، أعترف لك بخطأي في التوسط في حياة هذا الأسير على أمل كسبه إلى جانبنا، لكنّي الآن أرى عناده وقلبه القاسي، لم أعد أتوسل إليه، بل أعيده إلى يديك، افعل معه ما شئت.


شارك المقالة: