في بعص الأحيان تحدث معنا أموراً بسيطة، ولكن لا نعطيها أي اهتمام لأنّنا نجهل أنّها ستسبّب لنا الخسائر الكبيرة، هذا ما حدث مع بسام الذي غفل عن جيبه المثقوب، ممّا سبّب له أن يمشي دون ركوب المواصلات بسبب فقدانه لمصروفه، وعندما حدث معه ذلك، قرّر أن يعطي لك شيء حقّه وأن يتنبّه لأخطائه مهما كانت صغيرة.
قصة الجيب المثقوب
بسام هو طفل في الحادية عشر من عمره، كان بسام قد اعتاد على الذهاب إلى المسجد والصلاة فيه في جماعة كل يوم، وعندما يعود للمنزل يبدأ بمراجعة دروسه وحلّ واجباته المنزليّة، وكانت والدته تساعده في ذلك، بالإضافة لذهابه إلى المسجد كل يوم فقد كان أيضاً يرافق أبيه إلى صلاة الفجر كل يوم.
كان بسام يفرح كثيراً بتأديته لتلك الصلاة مع والده، ويحاول قدر الإمكان أن لا يضيع أي يوم من دون مرافقة أبيه، وفي يوم من الأيّام ذهب بسام إلى المدرسة ولكنّه تأخّر في العودة، وبدأت والدته تقلق عليه كثيراً، وعندما عاد أسرعت والدته وبدأت تسأله عن سبب تأخّره فقال لها: لقد تأخّرت يا أمي بسبب ثقب موجود في جيب بنطالي.
أكمل بسام قوله: لقد كان هذا الثقب موجود في بنطالي منذ وقت طويل، وأنا لم أعيره أي انتباه أو اهتمام، وبسبب ذلك فقد وضعت اليوم مصروفي في جيبي، وعندما أردت أن أركب المواصلات لم أجد النقود في جيبي، فقرّرت أن أعود إلى المنزل مشياً على الأقدام، وكان هذا سبب تأخّري.
عندما وجد والد بسام أن ابنه يؤنّب نفسه على ما حدث، ربّت على كتفه وقل: لا تقلق يا بني، فأحياناً تعطينا صغائر الأمور دروساً في الحياة لا ننساها أبداً، فالحياة مليئة بالتجارب والمواقف الصعبة، ولكن علينا فقط أن ننتبه في المرّات القادمة، هذا الثقب الصغير كلّفك أن تمشي لمدّة طويلة، وهذا يعلّمك أن تنتبه لصغائر الأمور.
فكّر بسّام في نفسه، ووجد أن هذا الخطأ البسيط قد أضاع عليه وقته في حلّ واجباته المدرسية، ومن شدّة تعبه في المشي غلبه النعاس ونام، وعندما حان وقت الفجر فكّر بسّام في نفسه وقال: أنا متعب وسوف أنام، ولكنّه عندما تذكّر كلام والده وأن الخطأ البسيط قد يكلّف الشخص الكثير، قرّر أن يستجمع قوّته وأن يقوم لتأدية صلاة الفجر لكي لا يخسر يومه، وأن ينتبه لأخطائه في المرّات القادمة.