يجب علينا أن نعلم أن الحل الصحيح لحلّ أي مشكلة هو عدم الشعور بالحزن أو الاكتئاب أو السلبية، بل مواجهة المشكلة بكل تفاؤل وإيجابية لإيجاد الحل، سنحكي في قصة اليوم عن بوق كان يُشعر أهل إحدى الممالك القديمة بالسعادة لسماع ألحانه، ولكنّه عندما تم فقدانه شعر النّاس بالحزن، ما عدا فتاة صغيرة قرّرت أن تواجه المشكلة بإيجابية، واستطاعت بعزفها لألحان الفرح أن تجده وتعيد السعادة لكل الناس.
قصة البوق وسر السعادة
في أحد الممالك القديمة كان هنالك بوق سحري يصدر أصواتاً جميلة كل يوم، وكانت تلك الأصوات تبثّ السعادة والفرح والسرور في أنفس النّاس؛ حيث كانت تلك الأصوات تعني لهم أن الفرح يسكن ديارهم، ولكن في يوم من الأيّام اختفى صوت البوق السحري ولم يسمع له في ذلك اليوم أي صوت.
شعر الجميع بالحزن وكان هذا الأمر يعني لهم أن الحزن سيزورهم، كان الجميع كذلك ما عدا طفلة واحدة كانت تفكّر في طريقة لإيجاد هذا البوق الذي اختفى فجأةً، ظلّت تبحث عن البوق في كلّ مكان دون يأس؛ حتّى وجدت بالنهاية شخص دلّها على رجل عجوز يسكن الجبل، وأخبرها أنّه يمكن أن يساعدها في إيجاده، وعندما ذهبت للعجوز قال لها: إن البوق يوجد في بئر الظلال.
أعطى الرجل العجوز آلة الكمان للفتاة وقال لها: ربّما سيساعدكِ هذا في إيجاد البوق، فرحت الفتاة وقرّرت أن تذهب لهذا البئر، وعندما وصلت وجدت مجموعة من الأشخاص الذين يعزفون ألحاناً يبدو أنّها حزينة، نظرت لهم الفتاة وعلمت أن هذه الألحان لن تخرج البوق من البئر.
قالت الفتاة في نفسها: البوق لن يخرج بهذه الأجواء، لا بدّ لي أن أعزف لحناً آخر أكثر بهجة وسعادة، بدأت الفتاة تعزف بإثارة وبسعادة حتّى صار العازفون يعزفون مثلها، وفجأةً خرج البوق من البئر وهو يشعر بالسعادة لإحياء تلك اللحظات، عاد البوق إلى الأرض التي تسكن فيها الفتاة وأعاد السعادة لأهلها.
أدركت الفتاة أن بثّ الفرح في نفوس الآخرين هو أفضل علاج للتخلّص من الحزن، صار النّاس منذ ذلك الوقت كلمّا شاهدوا شخصاً يشعر بالحزن يقومون بعزف ألحانٍ توحي بالسعادة له مع ابتسامة بشوشة، وعندها يضع الشخص كلّ أحزانه جانباً.