قصة البومة والأصدقاء

اقرأ في هذا المقال


يجب عدم الحكم على المظهر الخارجي؛ سنحكي في قصة اليوم عن بومة كانت جميع الطيور تنفر من شكلها وصوتها، ولكن عندما تعرضّت الطيور للخطر قامت بتحذيرهم، وعندما ذهبت الطيور لتشكرها وأدركوا طيبة قلبها ومساعدتها لهم اعتذروا منها، وأصبحوا جميعاً أصدقاءً لها.

قصة البومة والأصدقاء

في إحدى الغابات وفوق إحدى غصون الشجر تعيش بومة وحيدة وحزينة؛ وذلك لأنّها لا تملك الأصدقاء، بالإضافة إلى أنّها تختلف عن باقي الطيور التي تملك صوتاً جميلاً؛ حيث تزقزق وتغرّد بصوت شجي طوال اليوم، كانت هذه البومة دائماً تقول في نفسها: أنا بومة قبيحة الشكل جميع الطيور تكرهني.

كانت تشعر البومة أن لا ذنب لها بما يحدث؛ فجميع الطيور عندما تراها تهرب منها بسبب حجمها الكبير وصوتها الكثيف خاصّةً عند مقارنته بصوت العصافير الأخرى، وفي ليلة من الليالي كانت البومة تجلس فوق أحد غصون الأشجار وتراقب السماء كعادتها، وتنظر إلى النجوم والقمر وتسرح بحالها وحزنها، فجأةً لاحظت البومة شيء غريب في السماء، وهي كانت معتادة على شكل النجوم في كل سنة.

لاحظت شيئاً موجوداً في السماء لا يكون موجوداً في هذا الوقت من السنة عادةً، ظلّت البومة تراقب حتى بدأت تشعر وكأن نسمة هواء شديدة البرودة قد مرّت بجانبها، أدركت وقتها البومة أن هنالك موجة رياح شديدة وباردة قادمة باتجاه الطيور؛ أسرعت البومة وصار تصيح بصوت عالي وتقول: هيا أسرعوا واختبأوا، هنالك رياح قوية وباردة قادمة باتجاهكم، اركضوا إلى المغارات والكهوف واحتموا بها.

ظلّت البومة تصيح وتقول: قوموا من سباتكم حتّى استيقظت جميع الطيور وغادرت من مكانها؛ لتبحث عن مكان تحتمي به، ذهبت البومة خلف أحد الجبال لتختبئ، وبالفعل بعد وقت قصير هبّت عاصفة قوية ومن شدّة هبوبها دمرّت أعشاش العصافير وكسّرت غصون الأشجار.

في اليوم التالي ركدت هذه الرياح وكانت قد دمرّت كل شيء، أدركت الطيور وقتها أنّه لولا تحذير البومة لهم لكانوا الآن في عداد الأموات، قرّروا الذهاب لها وتقديم الشكر والامتنان، وقالوا لها: نحن نخجل بسبب معاملتنا القاسية لكِ، أطلبي أي شيء وسوف نلبّيه من أجلكِ.

قالت لهم البومة: أنا قمت بواجبي فقط، ولكن أنا أتمنّى أن تعلموا أن صوتي وشكلي هما لا يمثّلان قلبي؛ فأنا أحبكم جميعاً، هل تقبلون صداقتي لكم؟ فرحت الطيور بهذه البومة الطيبة وقاموا جميعاً بتقبيل رأسها، وعاشوا سويةً كباقي الأصدقاء، وصارت البومة دائماً تراقب الجو لتنبّه الجميع من أي خطر قادم.


شارك المقالة: