إنّ الإنسان بخلقه الحسن يستطيع أن يحمل الأمانة، سنحكي في قصة اليوم عن تاجر أمين، اشترى منزلاً من رجل، كان التاجر وصاحب المنزل يتصّفان بالأمانة، وبسبب ذلك حصل كل منهما على مكسب كبير.
قصة التاجر الأمين
كان هنالك تاجر ثري ويمتاز بأمانته، عمل هذا التاجر في حياته كثيراً وكان كثير السفر والترحال من بلد لآخر، وكان بسبب عمله وسفره المتكرّر قد جمع ثروة مالية كبيرة، ولكن عندما كبر هذا التاجر في السن شعر بأنّه لم يعد يقوى على السفر والترحال من بلد لآخر كما كان من قبل؛ لذلك قرّر أن يتوقّف عن السفر والعمل، وبدأ يبحث عن منزل كي يستقّر به هو وعائلته.
شعر هذا التاجر أنّه قد جمع ثروة مالية لا بأس بها وأنّه قادر على الاستقرار، وعندما بحث في أكثر من مكان وجد منزلاً مناسباً، وعندما طلب من صاحبه أن يدخل ويراه من الداخل أعجبه، واتفق مع الرجل على أن يشتريه منه، رحّب به صاحب المنزل وتمنّى له أن يسكنه في سلام.
كان التاجر فرحاً بهذا المنزل، ويتجوّل به كل يوم من مكان إلى مكان، وفي يوم من الأيّام خطر بذهن التاجر أن يفعل شيئاً، فقد قرّر أن يقوم بتوسيع إحدى الغرف وقرّر أن يهدم الحائط علّه بتلك يحظى براحة أكبر، اتخّذ التاجر قراره وبدأ بهدم الحائط، وعندما انتهى التاجر من هدم الحائط تفاجأ بوجود جرّة مليئة بالذهب أسفله.
عندما رأى التاجر تلك الجرّة قال في نفسه: لا بدّ أن تلك الجرّة هي ملك لصاحب المنزل وليست لي، فأنا إن أخذتها فستكون مالاً حراماً، قرّر التاجر أن يبحث عن صاحب المنزل ليعيد له الجرّة، وعندما وجده أخيراً وأخبره عن الجرّة قال له صاحب المنزل: تلك الجرّة هي من نصيبك، فأنا قد بعت المنزل لك، وكل ما في المنزل الآن هو ملك لك.
من شدّة أمانة هذا التاجر رفض أن يأخذ الجرّة، وكان مصممّاً أن يعيدها لصاحبها، لذلك قرّر أن يذهب كليهما إلى القاضي ليحكم بينهما، عندما أخبرا القاضي بقصّتهما، تفاجأ القاضي من أمانتهما، وشكرهما على حسن الأخلاق، سأل القاضي كل منهما إن كان لديه أبناء، قال صاحب المنزل أن لديه شاب، أمّا التاجر فلديه ابنة واحدة، اقترح القاضي أن يتزوّج الشاب من البنت ويصبح الذهب من نصيب كليهما، وافق التاجر وصاحب المنزل على هذا الاقتراح، وكان هذا الحل هو الجزاء الأمثل لأمانتهما.
