قصة التاجر وابنه

اقرأ في هذا المقال


سنحكي في قصة اليوم عن ولد كان يرافق السيئين ولا يستمع لنصائح والده، وعندما طلب منه حكيم القرية أن ينظر للزهرة ويصبح مثلها ينثر العطر على من حوله، ولا يتأثّر بأي شيء، أدرك الولد مغزى الحكيم وأصبح لا يرافق إلّا الصالحين.

قصة التاجر وابنه

كان هنالك تاجر غني وطيب القلب، وكان الجميع يحبّونه لأنّه تاجر معطاء ويقوم بأعمال الخير العديدة، كان لدى هذا التاجر ولد لا يستمع إلى كلام أبيه؛ حيث كان دائماً يمشي مع رفاق سيئين، وكان والده ينصحه بالابتعاد عنهم لأنّهم سيضرّونه، ولكن هذا الولد لم يكن يأبه بكلام أبيه التاجر.

كان التاجر يشعر بالحزن تجاه ابنه العاق، وكان لا يتوقّف عن نصحه كل يوم ولكن ابنه يردّ عليه دائماً: أرجوك يا أبي لا تنصحني فأنا أعلم ما هو المناسب لي وما هو السيء، وفي مرّة من المرّات قدم إلى القرية التي يسكن بها ذلك التاجر رجل حكيم؛ فقرّر التاجر أن يذهب له ويستشيره بشأن ابنه الذي لا يستمع لكلامه، فذهب له وقال: أرجوك أيّها الحكيم ساعدني فأنا لدي ابن مدلّل أريد منك أن تدعو له بصلاح الحال.

طلب الحكيم من التاجر أن يحضر له ابنه لمنزله، وافق التاجر وأرسل ابنه في صباح اليوم التالي، وعندما وصل لمنزل الحكيم طلب منه قطف وردة من الحديقة، فذهب الولد وقطف زهرة كما طلب الحكيم، بعد ذلك قال له الحكيم: أريد منك أن تشتمّ رائحتها جيّداً وتستمع بها.

بعد ذلك قال الحكيم للولد: أريد منك إحضار البعض من حبّات القمح وأن تضعها بجانب تلك الزهرة، فعل الولد ما طلبه الحكيم، وبعد عدّة ساعات طلب منه أن يذهب ويشتمّ رائحة القمح، وعنما اشتمّها الولد سأله الحكيم: ماذا وجدت؟ قال الولد: لقد أصبحت رائحة القمح كرائحة الزهرة التي قطفتها، وسأله: وماذا حدث للزهرة؟ قال له الولد: لقد بقيت كما هي.

جلس الحكيم مع الولد وقال له: يا بني يجب عليك أن تكون مثل هذه الزهرة تؤثّر إيجاباً على من حولك، ولكن لا تسمح لأي شخص يؤثّر بك سلباً، فأنت عندما ترافق السيئين لا بد أن يؤثرّوا بك ويجعلونك لا تستمع الكلام، فهم الولد كلام هذا الحكيم، وشكره أنّه قد جعله يدرك الحقيقة التي كان لا يراها.

ومنذ ذلك الوقت عاش الولد باستقامة، وابتعد عن جميع أصدقاء السوء، كما أنّه صار ولداً مطيعاً بفضل الرجل الحكيم.


شارك المقالة: