حتّى نتمكّن من تعليم أبنائنا الأخلاق الكريمة فيجب علينا التروّي والصبر، كما أنّه يجب علينا أن نريهم أمثلة حقيقية؛ لكي يستوعبونها جيّداً، سنحكي في قصة اليوم عن موقف تعرّض له والد آدم من ابنه عن سؤاله عن التفاحة التي نشأت بداخل العلبة الزجاجية عن طريق الصدفة، وانتهز والد آدم هذه الفرصة ليعلّم ابنه أهميّة زرع الصفات الحميدة بداخلنا منذ الصغر.
قصة التفاحة والعلبة الزجاجية
في إحدى القرى يسكن آدم مع عائلته في منزل يحيط به حديقة جميلة، كان آدم من أكثر ما يحب فعله هو اللعب في الحديقة وبين الأشجار، ومن أكثر الأشجار التي يحب آدم قطفها والأكل من ثمارها هي شجرة التفاح؛ حيث كان آدم يحضر سلة كبيرة ويبدأ بقطف ثمار التفاح اللذيذة بمساعدة والده.
كان والد آدم رجل فاضل ويحب أن يربّي أبناؤه على الأخلاق الفضيلة، وفي يوم من الأيّام بينما كان آدم يساعد والده بقطف ثمار التفاح إذ جاء لوالده وهو يحمل بيده علبة زجاجية وقال له: لقد وجدت شيئاً غريباً يا والدي، وجدت تلك التفاحة موجودة بداخل العلبة الزجاجية، نظر والد آدم للعلبة وقال لابنه: نعم يا بني هذه التفاحة يبدو أنّها كبرت بداخل هذه العلبة.
تفاجأ آدم وخطر بذهنه سؤال وهو: كيف دخلت التفاحة الكبيرة من بداخل العلبة الزجاجية، على الرغم من أنّ فوهة العلبة الزجاجية صغيرة جدّاً، قال له والده: يا بني هذه التفّاحة لم تدخل العلبة وهي كذلك، بل إنّ بذرتها الصغيرة هي التي كانت بداخل العلبة، وبقيت كذلك حتّى كبرت التفاحة بداخل العلبة هذه.
تفاجأ آدم وقال لوالده: وكيف استطاعت هذه العلبة الزجاجية المحافظة على التفاحة حتّى كبرت؟ قال له والده: هي تحتفظ بها منذ كانت بذرة صغيرة على الرغم من تعرّضها للبرد والرياح وغيرها من الظروف، وكذلك يا بني الأخلاق الكريمة عندما نقوم بزراعتها في أنفسنا منذ الصغر تبقى بداخلنا حتّى نكبر، ومهما تعرّضت الإنسان لظروف مختلفة تبقى هذه الأخلاق. وبهذه الطريقة قام والد آدم بتعليمه الصفات الحميدة بكل هدوء وصبر وحكمة.