يحب الأطفال مشاهدة التلفاز، ولكن المرح مع العائلة وتبادل الحديث معهم يعتبر شيء ممتع بشكل أكثر، وهنالك الكثير من الأهالي الذي يعاني أبناؤهم من عدم التفاعل معهم، وهم يكتفون بمشاهدة التلفاز فقط، هذا ما كان يفعله أهل تهاني، فعندما تعطّل جهاز التلفاز لديهم في يوم من الأيام وبدأت تلعب وتتحدّث مع عائلتها، وجدت السعادة وتمنّت أن يبقى جهاز التلفاز معطّلاً للأبد.
قصة التلفاز معطل
في مساء كل يوم تجلس تهاني مع عائلتها وهم والدها ووالدتها أمام التلفاز، يشاهد والداها التلفاز وتشاهد هي أفلام الكرتون المضحكة، ولكن الكرتون الممتع الذي تشاهده يفصله الإعلانات المتكرّرة لمساحيق الغسيل وغيرها، بالإضافة إلى أنّها أغلب الأوقات لا تشاهد ما ترغب مشاهدته، ويظلّ والداها طوال الوقت يطلبون منها الهدوء وعدم التحدّث أثناء مشاهدة التلفاز.
شعرت تهاني بالملل من هذا التكرار الذي يحدث كل يوم، وفجأة بينما كانت تهاني تشاهد التلفاز إذ جاء إعلان للشوكولاتة، وكان يحكي عن طعمها الشهي وفائدتها الكبيرة، غضبت تهاني وكانت تتمتم في نفسها وتقول: هذا الرجل يكذب؛ فأنا أكلت من هذه الشوكولاتة ولم أستفد سوى وجع الأسنان.
وفجأة بينما كانت تهاني تشاهد التلفاز مع والدها إذ اختفت الصورة تماماً، قام والدها وبدأ بفحص شاشة التلفاز من الأمام والخلف، ولكن دون جدوى، قالت الأم: ماذا سنفعل الآن لقد تعطّل جهاز التلفاز، شعرت تهاني أنّها فرحت بذلك وقالت لأمّها: أنا لدي فكرة جميلة يا أمي، دعونا نتحدّث ونلعب، ولكن قال والدها: هذه فكرة سخيفة، لقد حان الآن وقت النوم، ولا داعي للعب.
لكن تهاني ظلّت مصرّة على ذلك وتتوسّل لوالديها قضاء بعض الوقت في اللعب والكلام، وذهبت وأحضرت منديلاً وضعته على عينيها، ولعبت مع والديها الغميضة، سادت أجواء المرح والسعادة في المنزل ذلك اليوم، ولكن في اليوم التالي جاء المصلّح وقام بتصليح شاشة التلفاز وعادت أجواء الملل التي لا تحبّها تهاني، وعاد والديها لمشاهدة التلفاز وتكرار كلمة: (اهدئي يا تهاني)، شعرت تهاني بالغضب الشديد وقتها وقالت: يا إلهي لو أنّ هذا الجهاز يبقى معطّلاً للأبد.