قصة التلميذ الأمين

اقرأ في هذا المقال


يحب الأهل أن يغرسوا في نفوس أطفالهم كل ما هو جميل من الأخلاق، مثل حب الخير والأمانة، وسنحكي في قصة اليوم عن طالب أمين وجد مبلغ من المال وتصرّف بحسن خلقه فشكره الجميع لحسن الأمانة.

التلميذ الأمين:

كان هنالك فتى يلعب دائماً مع أصدقائه واسمه خالد، وكان طالب في المدرسة، وفي يوم من الأيام بينما كان خالد يلعب ويجري مع أصدقائه إذ وقعت عيناه على مبلغ من المال كان على الأرض، فاقترب وأخذ هذا المبلغ، ونظر بعجها لصديقه فارس الذي كان يقف خلفه.

نظر خالد لصديقه فارس وقال له: هيا لنذهب للمدير كي نعطيه هذا المبلغ؛ فهو بالتأكيد كان لأحد الأشخاص ووقع منه على الأرض، نظر فارس لزميله وردّ قائلاً: لماذا يا صديقي ستذهب بهذا المبلغ للمدير، لماذا لا تأخذ هذا المال لك فأنت من وجدته وأصبح هذا المال من حقّك.

غضب خالد لمقولة فارس وقال له بصوت يمتلئ بالأسى: هل هذا الذي تعلّمناه في المدرسة يا فارس أولا تذكر درس الأمانة الذي شرحه لنا المعلم؛ فهو أخبرنا عن أهمية الأمانة وأن الأمانة لا تختلف باختلاف المكان أو الزمان بل الأمانة هي الأمانة، هي خلق لا يرتبط بأي شيء ونحن يجب علينا أن نطبّق ما قاله لنا، فلا بد أن المعلّم يحثّنا على فعل كل ما هو أفضل.

أكمل خالد قوله: لا يجب عليك يا صديقي أن تقول إن هذا المال من حقّي فلربمّا كان له صاحب ومن المرجّح كذلك أن يكون بحاجة له؛ فنحن يجب أن نذهب لمدير المدرسة كي يستطيع العثور على صاحبه، نظر فارس لزميله خالد وكان خجلاً فأخفض رأسه واعتذر منه وقال: سامحني يا صديقي فأنا لم اقصد أن أخبرك بأخذ المال، ولم أقصد كذلك أنّ المال من حقك أنت ولكن ظننت أن هذا المال ربّما ليس ملك لأحد.

فردّ عليه خالد وقال: لا يوجد مال ليس له صاحب يا صديقي وإن كان الأمر كذلك فأنا أكون قد فعلت ما يتوجّب علي فعله، سأذهب وأعطي المال للمدير وهو سيتصرّف بما يراه مناسباً وربما استطاع العثور على صاحبه.

ذهب خالد للمدير وأخبره بأمر المال؛ فشكره المدير وأثنى على حسن خلقه وأمانته، ومن ثم قام بالإعلان في إذاعة المدرسة عن صاحب المال، وأخبر الجميع أن يحافظوا على ممتلكاتهم، وقال: من يفقد هذا المبلغ من المال فليخبرني بمواصفاته حتى أستطيع التعرّف عليه.

وبالفعل كان لهذا المبلغ من المال صاحب، فقد كان أحد التلاميذ يحمله ثمناً للكتب، فجاء وأخذ ماله وتأكّد المدير منه عندما أخبره بمواصفاته، فقام المدير وطلب من جميع طلّاب المدرسة أن يشكروا الطالب خالد على أمانته، فرح بذلك كثيراً وشعر أنّه قد فعل الصواب.


شارك المقالة: