المغفّل شخص لا يستغّل الفرص بل يقوم بإضاعتها، هذا ما حدث مع التمساح الذي طلبت منه زوجته أن يحضر لها بطّة كي تجرّب طعمها، ولكن التمساح المغفّل أخبر البطة بخطّته، فهربت منه كي تنجو بنفسها وأولادها من فتك التمساح، وعندما علمت زوجته بذلك أخبرته بأنّه تمساح مغفّل وقد أضاع الفرصة عليها وعلى نفسه عندما أتت له.
قصة التمساح والبطة
كان هنالك تمساح مغفّل وزوجته يعيشان بإحدى البحيرات، وكان طعام التمساح معروف وهو الطعام البحري مثل السمك أو القواقع البحرية، وفي يوم من الأيّام جاءت زوجة التمساح وقالت لزوجها: يا زوجي لقد أشعر بالملل من هذا الطعام الذي تتناوله كل يوم وأريد أن أجرّب طعام آخر، قال لها: وماذا تريدين؟ قالت له: لقد رأيت البارحة بطة تمشي باتجّاه البحر، ولقد كانت سمينة وأنا أشتهي أن أجرّب طعمها.
قال التمساح لزوجته: حسناً سأجرّب أن أحضر لكِ بطة، ذهب التمساح وبدأ يسبح باتجّاه الشاطئ فوجد البطة الأم تقف عليه وقالت له: أيّها التمساح أنا أقف هنا أنا وأولادي منذ مدّة، وفي كلّ مرّة أتمنّى رؤية الأسماك الغريبة الموجودة تحت أعماق البحر، هل تساعدني بذلك؟ قال لها: حسناً سأساعدك.
ركبت البطّة على ظهر التمساح وسار بها إلى وسط البحر، كانت هذه البطّة ذكيّة وسمعت التمساح وهو يوقل: كيف سأصطاد البطة وأعطيها لزوجتي، فسألته البطة: أخبرني أيّها التمساح ماذا طلبت منك زوجتك؟ قال لها: لقد طلبت مني إحضار واحدة من البط الصغير السمين الموجود على شاطئ البحر.
قالت البطة للتمساح: إذاً أعدني للشاطئ وأنا سأعطيك واحدة مكافأة لك على مساعدتك لي، صدقّ التمساح المغفّل كلام البطّة وعاد للشاطئ، وعندما نزلت البطّة فرّت منه هاربة وبقي هو بانتظارها، صعدت زوجة التمساح وقالت له: ماذا تنتظر؟ قال لها: إننّي أنتظر البطة لقد وعدتني أن تحضر لي بطّة مكافأة لي.
قالت له زوجته: وهل أخبرتها بأنّك تري اصطياد بطّة، قال لها زوجها التمساح: نعم لقد سألتني وأنا جاوبتها، قالت له زوجته: أيّها التمساح المغفّل هل لا زلت تنتظر أن تعود، لقد فرّت هاربة لتنجو بنفسها وأولادها منك.