قصة الثعلب الجائع

اقرأ في هذا المقال


أحياناً نمرّ ببعض الظروف التي تجبرنا على فعل ما لا نرغبه، سنحكي في قصة اليوم عن ثعلب جائع، ظلّ يبحث عن طعام حتّى وجد بستان مليء بالفاكهة، ولكن عندما حضر المزارعين وأراد الهروب اضطرّ أن يجوع مرّةً أخرى؛ لكي يستطيع الهروب من الفتحة الضيّقة، فدخله جائع وخرج منه وهو جائع.

قصة الثعلب الجائع

كان هنالك ثعلب جائع جدّاً لم يتذوّق الطعام لمدّة طويلة؛ فعندما كان يقوم بمطاردة الأرانب تركض بسرعة إلى الجحور، وكانت هي أسرع منه ولا يستطيع إمساكها، وعندما فكّر أن يصطاد بعض الطيور، تنبّه لوجوده أصحاب الحقول وقاموا بضربه بالعصي حتّى تألّم وتراجع، لم يكن يعرف هذا الثعلب ماذا سيفعل.

كاد الثعلب يموت من جوعه وأصبح هزيلاً، فجأةً وجد الثعلب بستان له سور مرتفع وعالي، حاول أن يتسلّقه ولكن دون جدوى، ثم حاول أن يكسره فتألم جسده؛ لذلك صار يتجوّل ويبحث عن باب لهذا البستان لعلّه يدخل منه، ولكن وجد الباب مقفل وظلّ يبحث حتّى استطاع بنهاية الأمر أن يجد فتحة صغيرة.

حاول الثعلب أن يدخل جسمه من خلال هذه الفتحة الصغيرة؛ فبدأ بإدخاله شيئاً فشيئاً حتّى استطاع بالنهاية أن يدخل، تفاجأ الثعلب بوجود أنواع كثيرة من الفاكهة الناضجة بدأ بتذوّق التفاح فوجده لذيذاً ثم أكل العنب، وقام بالتقاط حبّات التمر التي سقطت على الأرض من شجر النخيل، عندما شعر بالشبع صار يبحث عن بركة ماء ليرتوي منها.

بعدما أكل الثعلب وشرب شعر بالنعاس الشديد، نام تحت شجرة وفي صباح اليوم التالي استيقظ على أصوات الفلاحين؛ وكانوا قد أحضروا عدّة الحصاد لقطف الثمار الناضجة، اتجّه مسرعاً نحو الفتحة الصغيرة، ولكن لم يستطع هذه المرّة أن يخرج منها؛ فبطنه مليئة بالطعام.

شعر الثعلب بالخوف ولم يكن يعلم ماذا سيفعل، ظلّ مكانه لا يتحرّك كي لا يراه أحد، ولم يجد طريقة إلّا أن يجوّع نفسه لكي يعود هزيلاً ويستطيع الخروج من نفس الفتحة، وكان ينظر إلى الفاكهة اللذيذة كل يوم وهو شديد الحزن لعدم قدرته على الأكل منها، عندما مرّ ثلاثة أيام دون طعام، استطاع الثعلب أن يمرّ من خلال هذه الفتحة ويخرج من البستان.

نظر الثعلب إلى البستان بحزن وقال: يا لك من بستان جميل، وفاكهتك لذيذة، ولكنّني دخلتك وأنا جائع، وها أنا قد خرجت منك وأنا جائع أيضاً.

المصدر: مدخل إلى قصص وحكايات الاطفال/كمال الدين حسين/1996قصص الاطفال ما قبل النوم/ياسر سلامة/2018قصص وحكايات/مجموعة مؤلفين/2021قصص أطفال عالمية مترجمة/توفيق عبدالله/2010


شارك المقالة: