قصة الثعلب والطبلة

اقرأ في هذا المقال


من أجمل الصفات التي يجب على الجميع أن يتحلّى بها هي الشجاعة، وهذه الصفة نجدها في الكثير من الحيوانات، سنحكي في قصة اليوم عن ثعلب كان يبحث عن طعام في الغابة، وكان هنالك صوت مخيف ظن أنّه لوحش مفترس، ولكن على الرغم من أن الصوت كان لطبلة وليس حيواناً، شعر الثعلب بالفخر لأنّه قرّر أن يواجه هذا الصوت المخيف.

قصة الثعلب والطبلة:

كان هنالك ثعلب يسكن في الغابة، وفي يوم من الأيّام شعر هذا الثعلب بالجوع الشديد؛ لذلك بدأ يتجوّل في الغابة بحثاً عن فريسة ليأكلها، وأثناء سيره سمع هذا الثعلب صوتاً غريباً في الغابة، بدا وكأن هنالك حيوان ضخم الحجم دخل الغابة.

لم يكن الثعلب يعرف ماذا سيفعل، هل يبقى بالغابة يبحث عن طعام ويأكل ثم يمضي، أو يفر هارباً من هذا الصوت الذي قد يكون صوت وحش من الوحوش، شعر أنّه يريد البقاء في الغابة فإن ذهب فربّما سيموت من شدّة جوعه، ذهب يبحث عن شجرة أو مكان ما ليختبئ خلفه ويراقب من هو هذا الحيوان الذي سيدخل الغابة.

قرّر الثعلب أن ينتظر هذا الحيوان الكبير أن يصطاد فريسة ويأكل منها، ثم يأتي هو ويأكل ما تبقّى منها، بدأ يراقب الصوت وعندما سمعه لم يجد أي حيوان يسير في الغابة؛ فقرّر أن يتقدّم قليلاً ليكتشف ما هو مصدر الصوت، عندما اقترب وجد أن هنالك طبلة أسفل الشجرة، وأن نسمات الهواء تقوم بتحريك أفرع الشجرة فترتطم بهذه الطبلة وتصدر صوت ضجيج مزعج، ولكنّه ظن أن  هذه الطبلة هي الحيوان الكبير، وأنّه هو من يصدر هذا الصوت بقدميه.

لكن لم يشعر الثعلب بالاطمئنان لهذا الحيوان؛ فشكله يبدو غريباً بعض الشيء ومخيف وكبير الحجم، ومن الممكن أن يأكله هو، فكّر في نفسه قليلاً ثم قال في نفسه: كيف سأمضي وأترك الغابة فهي منزلي وموطني أنا؟ وأمّي كانت تقول لي وأنا صغير لا بد للشخص أن لا يترك منزله مهما حصل.

قرّر الثعلب أن لا يتسرّع بقرار ترك الغابة، وقرّر أن يستجمع قواه وشجاعته بمواجهة هذا الحيوان الكبير، اقترب أكثر وكان بانتظار خروج الحيوان من مكان ما، وقال في أول فرصة سيظهر هذا الحيوان وهو يحمل العصا بيديه ليضربني بها سأفرّ هارباً، اقترب الثعلب قليلاً ليرى هذا الحيوان ولكن دون جدوى؛ فلم يظهر له أي أثر.

حاول الاقتراب أكثر فأكثر؛ بانتظار أن يرى هذ الحيوان ولكنّه لم ير شيئاً يتحرّك، قال في نفسه: سأحاول أن اقترب كثيراً ليراني هذا الحيوان؛ فاقترب بجانب الطبلة ولكن بقي هذا الحيوان غير معروف أو موجود، تحمّس أكثر فحرّك قدمه إلى الأمام، وعندما ارتطمت قدمه بالطبلة أصدرت صوت ضجيج، شعر الثعلب بالخوف من هذا الصوت فعاد خطوات سريعة إلى الخلف.

شعر الثعلب بعد ذلك أنّه قد أصبح يمتلك شجاعة أكبر للاقتراب؛ فاقترب أكثر وأكثر ولما رأى الطبلة التي ظنّها الحيوان المفترس، نظر لها وقال في نفسه: يا له من حيوان ضخم ويمتلك جلداً سميكاً، لا بد أن بداخل هذا الحيوان الكثير من اللحوم والدهون التي ستشبعني.

قرّر أن يقوم بافتراس هذا الحيوان الراكد الذي لا يتحرّك، أسرع وصعد فوق هذا الطبلة وبدأ يعض الجلد السميك بأسنانه، وكان لعابه يسيل من شدّة الجوع، لم يستطع الثعلب أن يعض هذا الجلد أو يمزّقه على الرغم من امتلاكه لأسنان حادّة، وكان يقول في نفسه: يا له من حيوان ضعيف لا يتحرّك ولا يفكّر حتى في الدفاع عن على الرغم من ضخامة حجمه.

استمرّ الثعلب في محاول تمزيق الجلد، وبدأ يشد بأسنانه الحادة أكثر وأكثر، ولكن دون جدوى بل تكسّرت أسنانه بسبب ذلك، وبدأ يشعر بالغضب الشديد؛ فهو لم يستطع اختراق الجلد أبداً، وعندما عاد وحاول وجد أنّه قد استطاع أن يحصل على قطعة صغيرة جدّاً من الجلد، وشعر بالدهشة وقال في نفسه: يا له من حيوان غريب، مزقّت جلده دون أن يسيل من جسده قطرة من الدماء.

شعر هذا الثعلب بخيبة أمل كبيرة؛ فهو لم يستطع الحصول ولو على لقمة واحدة ليأكلها، وهذا الحيوان الذي أرعبه لا يزال ساكناً ولا يتحرّك، مضى الثعلب وهو يشعر بالخيبة وعاد النسيم وهب مرةً أخرى، وتحركّت الفروع وأصدر ذلك الصوت مرةً أخرى، علم وقتها أنّه ليس حيواناً بل هو عبارة عن قطعة جامدة.

على الرغم من تكسّر أسنان الثعلب، إلّا أنّه لم يكن حزيناً جدّاً؛ فهو فخور بنفسه أنّه كان شجاعاً وقام بطرد مخاوفه وحاول مهاجمة ذلك الحيوان.


شارك المقالة: