أمرنا الله بحسن الظن، لأنّه في أغلب الأوقات لا يعبّر ظاهر الأمر عن باطنه، سنحكي في قصة اليوم عن جار سيء الأخلاق ظنّ بجاره الذي قام بتصرّف غير متعمّد شرّاً، ممّا أدّى لحدوث الصراعات المتتالية بينهما حتى دخلا المستشفى سويّة، ولكن عندما تحدّثا سوياً توضّح لهما أنّهما كانا على خطأ.
قصة الجار السيء
بينما كان رجل يمشي بإحدى الأحياء السكنية مرّ بجانب جاره الذي كان يجلس عند شرفة المنزل، وبينما كان يسير وقعت منه ورقة صغيرة من ضمن أوراقه المهمّة، ظنّ هذا الرجل الذي كان يجلس بجانب شرفة المنزل أن الجار تعمّد رميها أمام باب بيته؛ فصاح بصوت عالي: ما هذه الوقاحة، هل ترمي الورق أمام باب منزلي؟
لم يكتفِي الرجل بذلك؛ بل فكّر أن يردّ تلك الإساءة وينتقم من جاره، وفي ليلة اليوم التالي ذهب الرجل أمام منزل باب جاره الذي وقعت منه الورقة وقام بتفريغ سلة القمامة أمام منزله، كان هذا الجار يراقب جاره وعندما أكمل أسرع ليبحث عن الورقة التي فقدها، عندما بحث بين القمامة وجدها ولكن كانت مقطّعة إلى أجزاء صغيرة.
ظنّ الرجل صاحب الورقة أن هذا الرجل قد سرق منه الورقة، وقام هو بتمزيقها أيضاً؛ ففكّر بطريقة لينتقم منه، انتظر حتّى صباح اليوم التالي وأحضر مجموعة من الخنازير الميّتة ووضعها باب حديقته، عندما استيقظ الرجل من نومه كان يريد التخلّص من تلك الخنازير التي سببت له تلك الرائحة القذرة.
بطريقة ما علم هذا الرجل أن جاره هو من فعل ذلك؛ بدأ يفكّر بحيلة أخرى لينتقم منه بها، ظلّ الجاران على تلك الحال فترة طويلة، هذا يثأر لنفسه، وهذا يردّ الإساءة بالإساءة، وكانت تلك الورقة التي سقطت دون عمد هي سبب كل ذلك الأذى والضرر لهما، حتّى أن ثأرهما انتهى بأن يقومان بتفجير كل منهما منزل الآخر.
دخل الجاران المستشفى وكانا في نفس الغرفة، مضى وقت طويل ولم يتحدّثان، ولكن الجار الأول شعر بالملل وبدأ يتحدّث مع جاره صاحب الورقة، وعندما علم الجار أنّ الورقة سقطت من دون عمد، شعرا بالندم الكبير على الضرر الذي سبباه لبعضهما البعض، وشعرا بالندم لأنه لا أحد منهما نوى أن يتحدّث مع الآخر وإلا لما وصلا لتلك الحالة البائسة.