الرياضة والأكل الصحي من الأساسيات التي يجب تعويد الطفل عليها، سنحكي في قصة اليوم عن أحداث خيالية، يتمكّن الطفل من خلالها اكتشاف سر السعادة وأهمية الأكل الصحي، وما هي أضرار الحلوى والوجبات السريعة والحلوى بأسلوب شيق وطريقة يستوعبها الطفل.
قصة الجرعة التي تسلب السعادة
في الزمن القديم عاش الناس بصحّة جيّدة؛ حيث كانوا لا يتناولون إلّا الطعام الصحي مثل الفاكهة والخضروات بأنواعها المختلفة، واللحوم المفيدة ومختلف أنواع الأسماك، بالإضافة لممارسة الرياضة والتمرينات مثل: القفز والجري والمشي بشكل يومي، جميعهم كانوا سعداء بذلك، سواء كان الأطفال أو الكبار؛ فقد كانت الأرض من أكثر الأماكن الصحية للسكن.
هذا المكان الذي يجعل الجميع يعيش في مزاج جيّد وسعادة دائمة كان يغضب السحرة؛ فهم لا يحبّون رؤية الناس بهذه السعادة، ولكن يحبّون التسبّب في الضرر البالغ للناس وافتعال المشاكل فيما بينهم، هذه هي أمنية جميع السحرة، وكان من بين أكثر السحرة حبّاً لإيذاء الناس هي ساحرة شريرة ومعروفة اسمها ساركو، وهي ساحرة لديها قدرة خارقة ومهارة عالية على إرسال الأفكار الشريرة للناس.
استاءت ساركو من رؤية الناس يعيشون بصحة جيّدة ومن دون أيّة مشاكل؛ فقرّرت أن تجتمع بالسحرة جميعاً لكي تستشيرهم في كيفية تحقيق أمانيهم في أذيّة الأخرين، وبعد هذا الاجتماع توصلّت ساركو لفكرة شريرة، وهي أن تقوم بعمل تعويذة تبتكر من خلالها جرعة، وتقوم هذه الجرعة بسلب الناس الرغبة بالعيش بسعادة.
في اليوم التالي ذهب السحرة إلى إحدى المستنقعات الموجودة في الغابة والتي تحتوي على مياه قذرة، وبدأوا بقراءة تعويذتهم من أجل أخذ الجرعة منها، كانت هذه التعويذة بحاجة كبيرة إلى طاقة من هؤلاء السحرة، بالإضافة إلى رغبة كبيرة في تنفيذ أمنيتهم بجعل هذه الجرعة ذات فاعلية كبيرة.
قالت الساحرة ساركو للسحرة: يجب عليكم أن تكونوا حذرين عند نطقكم للتعويذة فأنا أريد الاستحواذ على هذه الجرعة، وعندما بدأ السحرة بنطق التعويذة قال أحد السحرة بعض الكلمات بشكل خطأ ممّا أدّى إلى كارثة كبيرة؛ فقد حدث انفجار كبير في تلك الغابة واحترق جميع السحرة.
حوّل هذا الانفجار هؤلاء السحرة جميعاً إلى جراثيم صغيرة الحجم، واجتمعت تلك الجراثيم في سائل لونه أخضر داخل قنينّة زجاجية، ظلّت الجراثيم محصورة داخل هذه الزجاجة في غابة المستنقعات لمدّة طويلة استمرّت لقرون، حتّى جاء يوم من الأيّام أحد الأطفال الصغار الذي مرّ بجانب هذه الزجاجة، ظنّ الصغير أنّها تحتوي على الماء النظيف أو العصير بداخلها فقام بشربها دون تردّد.
على الرغم من أنّ السحرة كانوا في هذه اللحظة مجرّد جراثيم صغيرة، إلّا أنّهم لم يتردّدوا بفكرة إيذاء هذا الطفل وسلب رغبته في أن يعيش بسعادة، فهذه كانت أمنيتهم قبل أن يتم محاصرتهم داخل هذه الزجاجة، بذلوا الجهد الكبير واستطاعوا بنهاية الأمر أن ينجحوا بضرر هذا الطفل؛ حيث أصبح لا يحب أكل الفاكهة أو الخضروات.
ابتعد هذا الطفل عن الأكل الصحي واللحوم والأسماك، وأصبح لا يحب إلّا أكل الآيس كريم والحلوى بشكل كبير، بالإضافة إلى أكل الوجبات السريعة مثل البرجر، وبعد فترة من الوقت صار جسمه ضعيفاً وصار يتكاسل عن الحركة؛ فلم يعد يلعب ويمرح مع أصدقائه لأنّه لم يمارس الرياضة منذ وقت طويل.
لم يعد هذا الطفل يفعل شيئاً سوى الجلوس في المنزل أو النوم أو الاستلقاء، تحوّلت حياته من حياة مليئة بالحيوية والسعادة إلى حياة مليئة بالملل والركود، مع مرور الوقت ازداد الوضع سوءاً حتّى بدأ يشعر بالمرض الشديد، وصار هذا المرض من أكثر الأمراض انتشاراً؛ فهو مرض معدي للآخرين ويُسَمِّة مرض (إهدار حياتك).
أحد الأطباء لاحظ انتشار هذا المرض بشكل واسع؛ فقرّر أن يدرسه ويقوم بتحليله حتّى توصّل إلى أنّ سبب هذا المرض هو جرثومة بسبب السحر، فكّر الطبيب ما هو اللقاح الذي يمكن أن يصبح المضاد لهذا المرض؛ فتوصّل إلى أن السحر الذي بداخل هذا الطفل يمكن أن يبطل في حال تحوّل هذا الطفل إلى شخص سعيد ويلعب الرياضة؛ فالسحرة لا يستطيعون الصمود في هذه الظروف.
قال الطبيب للطفل: عليك أن تأكل الطعام الصحي وتقوم بممارسة الرياضة، وبعد ذلك لن يستطيع السحرة البقاء في جسدك لمدّة أطول وسيخرجون من جسمك بعد العطاس، وبالفعل بعد ما طبّق الطفل ما نصحه به الطبيب تخلّص من سحر السحرة، وعاد إلى حياته الأفضل، أصبح هذا الطبيب معروفاً، وكان يعطي نصيحة لأي مريض يعاني من أي ألم بممارسة الرياضة والأكل الصحي؛ فهو من أفضل العلاجات وليس الأقراص أو الحقن.