قصة الحيوان الغريب

اقرأ في هذا المقال


القوّة ليست دائماً بالجسد؛ فأحياناً الحكمة والحيلة تتفوّق بشكل كبير على قوّة الجسد، هذا ما حدث مع الحصان الذي كان يرعى العشب في الغابة، وكان الذئب يخطّط لافتراسه، ولكنّه كان يجهل طبعه واسمه، وعندما حاول أن يقترب منه كي يمكر به ويفترسه، استطاع الحصان بحكمته أن يقوم بعمل حيلة ورفس الذئب حتّى أغشي عليه، وصار الحصان من الحيوانات المألوفة في الغابة منذ ذلك الوقت.

قصة الحيوان الغريب

كان هنالك ذئب مفترس يسكن الغابة، وكان يمضي وقته في النهار في التجوال في الغابة؛ وذلك من أجل البحث عن حيوان ضعيف يفترسه ويسدّ به رمق جوعه المتواصل، وفي يوم من الأيّام بينما كان الذئب يتجوّل الغابة كي يبحث عن فريسته كالعادة إذ وجد حيوان يأكل العشب الأخضر، نظر الذئب لهذا الحيوان نظرة استغراب وقال في نفسه: من هذا الحيوان الغريب يا ترى؟ يبدو أنّه كبيراً ولا يمكنني افتراسه، يجب علي أوّلاً أن أتعرّف على طبعه واسمه ونوعه.

بينما كان الذئب يحدّق بهذا الحيوان إذ مرّ من أمامه الثعلب؛ فشعر أنّ هذا الثعلب قد أوحى له بفكرة ما، وقرّر أن ينادي عليه، وعندما ناداه قال له: أيّها الثعلب ما رأيك أن تذهب معي لهذا الحيوان الذي يأكل العشب لنتعرّف عليه؟ قال له الثعلب: ومن هذا الحيوان يا ترى؟ قال له الذئب: أنا لا أعرفه ولكن سوف نذهب لنتعرّف عليه، قال له الثعلب: هو يأكل العشب فلا بدّ أن يكون حيواناً أليفاً.

ظلّ الذئب يحاول إقناع الثعلب أن يذهب ويتعرّف إلى هذا الحيوان بنفسه أوّلاً، حتّى أن الثعلب وافق على ذلك بنهاية الأمر، وعندما اقترب منه بينما هو يرعى العشب سأله: مرحباً بك يا أيّها الغريب في غابتنا، هل تسمح لي بأن أتعرّف عليك وعلى اسمك؟ نظر له الحيوان الغريب وقال له: شكراً لك أيّها الثعلب، نعم بالتأكيد يمكنك أن تعرف اسمي، عليك فقط أن تنظر إلى أسفل حافري؛ فاسمي مكتوب عليه.

عندما قال له الحيوان ذلك شعر الثعلب بأنّ هذا الحيوان ليس غبيّاً كما كان يظن، والثعلب يمتاز بدهاء ودقّة ملاحظة؛ لذلك رفض أن ينظر لحافره وقرّر أن يعود للذئب ويخبره بما رأى، عاد الثعلب إلى الذئب وقال له: يبدو أن هذا الحيوان هو حيوان ودود لأنّه رحّب بي، ولكنّه يحمل البعض من صفات الغباء هذا ما شعرته عندما تحدّثت معه، قال الذئب للثعلب: ولكن ما هو اسمه، ألم تسأله عنه؟ قال له الثعلب مرتبكاً: كلّا لم لقد نسيت ذلك وعدت ولم أسأل عن اسمه، يمكنك أنت أن تسأل عن اسمه، إنّه حيوان ودود ولن ينزعج من سؤالك.

تحمّس الذئب لكي يذهب ويسأل عن اسم هذا الحيوان الغريب، وعندما ذهب الذئب إلى الحيوان الغريب رحّب به وقال له: أهلاً بك في غابتنا أيّها الحيوان الغريب، يبدو أنّك حيوان أليف ولطيف، هل يمكنك أن تخبرني ما هو اسمك؟ قال له الحيوان الغريب: أهلاً بك أيّها الذئب، نعم أنا حيوان أليف، قال له الذئب: أريد أن أتعرّف على اسمك، ردّ الحيوان الغريب بنفس الرد الذي قاله للثعلب وقال: اسمي مكتوب على حافري فقط انظر للأسفل.

فكّر الذئب قليلاً ولكن إصراره على معرفة اسم هذا الحيوان الغريب جعله يوافق على أن ينزل للأسفل ليقرأ اسمه على حافره، ولكن عندما نزل الذئب ليقرأ اسم الحيوان سرعان ما قام هذا الحيوان برفسه بقوّة حتّى مات الذئب، لقد كان هذا الحيوان هو الحصان الذي كان يعلم بأن الثعلب والذئب من الحيوانات المفترسة.

وبذلك نال الذئب الجزاء لأنّه كان ينوي افتراس الحصان، بالإضافة إلى أنّه كان ينوي المكر بالثعلب، وجعله يذهب ليسأل عن اسم الحيوان الغريب تحسبّاً من أن يكون حيواناً مفترساً؛ فكان ينوي أن يضع الثعلب موضع التجربة.

وبالرغم من أن الحصان هو حيوان أليف إلّا أن الثعلب عندما شاهد حسن تصرّفه وكيف استطاع أن ينتصر على الذئب بحكمته؛ قرّر أن يصبح صديقاً مقرّباً له، ومنذ ذلك اليوم صار الحصان من حيوانات الغابة الأليفة والمألوفة، ولم يعد أي حيوان مفترس يجرؤ على الاقتراب منه؛ وذلك لأنّ الثعلب كان دائماً برفقته.


شارك المقالة: