يقال بأنّ الطمع قل ما جمع؛ فدائماً لا يجني الطمّاع إلّا الخيبة بسبب حبّة الكبير لنفسه، هذا ما حدث مع الشاب الذي كان أول من صنع حذاء للحاكم، وقرّر الحاكم أن يكافئه بمبلغ كبير، وطلب منه أن يمشي في أرض جرداء، وبسبب طمع هذا الشاب مشى كثيراً حتى مات، ولم يحصل من الحاكم على درهم واحد.
قصة الحذاء والشاب الطماع
في قديم الزمان كان هنالك أحد الحكّام الذي يحكم بلاداً كبيرة، وكان هذا الحاكم يحكم بعدل ويحب أن يخرج كل يوم ليلاً ويمشي ليتفقّد أحوال شعبه وأوضاع بلاده، ولكن لم يكن الحاكم يلبس حذاء في قدمه لأنّه لم يكن في ذلك الزمن أي نوع من الأحذية، وكان يشعر بألم في قدميه بعد كل جولة تفقديّة؛ لذلك الملك قرّر إرسال رسول ليعلن عن مكافأة كبيرة لمن يستطع أن يجلب للحاكم الحذاء المناسب الذي سوف يلبسه في قدمه.
سمع أحد الشبّان بهذا العرض المغري وقرّر أن يقوم بصناعة حذاء للملك بنفسه، وعندما انتهى الشاب من صنع الحذاء وكان مصنوع من الجلد السميك، ذهب وأهداه للحاكم، فرح به الحاكم كثيراً عندما قام بلبسه؛ وقرّر أن يكافئ الشاب مكافأة كبيرة وقال له: أمامك خيارين إمّا أن أعطيك مبلغاً كبيراً من المال أو أن تختار أنت المبلغ الذي تريد.
كان هذا الشاب يتصّف بالطمع؛ فقال للحاكم: أنا أختار أن تعطيني طريقة أختار بها المبلغ الكبير، قال له الحاكم: إذاً سوف أرسلك لأرض جرداء، وأطلب منك أن تمشي كما تشاء، وسوف تأخذ المبلغ الذي يكون بقدر ما مشيت في هذه الأرض، فرح الشاب كثيراً بهذا العرض، وقرّر في اليوم التالي أن يجهّز الطعام والعدّة للسفر.
ظلّ هذا الشاب يمشي لكي يحصل على مال كبير، لكن لشدّة طمعه ظلّ يمشي حتّى نفذ معه الطعام والماء، في ذلك الوقت لم يستسلم بل ظلّ يمشي حبّاً بالمال، حتّى أنّه في نهاية الأمر وقع أرضاً ومات من شدّة جوعه، وعندما أرسل الحاكم جنوده ليتحرّى الأمر، وجد الجنود جثّة هذا الشاب ملقاة على الأرض.