قصة الضفدع وزوجاته

اقرأ في هذا المقال


تحكي القصص الكثير من الأحداث الخيالية على لسان الحيوانات، ولكن كل حكاية وقصة ترمز إلى شيء ما، سنحكي في قصة اليوم عن ضفدع تزوج ضفدعتين، وكان يفكّر بالزواج من الثالثة ولكنّه عندما رأى أنّ الزواج بأكثر من واحدة أمر صعب قرّر عدم التفكير بذلك، وهذه القصة تذكر أحد أهم المشاكل الاجتماعية التي تحدث في المجتمع وهي تعدّد الزوجات.

قصة الضفدع وزوجاته

كان هناك ضفدع ذكر يعيش في الماء واسمه دودي، كان يلعب ويمرح بسعادة ويصعد فوق زنابق الماء في بحيرة جميلة تلمع مع انعكاس أشعة الشمس، في يوم من الأيّام كان الضفدع يلعب؛ لمح من بعيد ضفدعتين جميلتين، فرح بهما الضفدع وأعجب بجمالهما، وقرّر أن يبدي لهم هذا الإعجاب، وعندما اقترب منهما تفاجأ بأن هاتين الضفدعتين يبادلنه الإعجاب ذاته.

فرح الضفدع بذلك وقرّر أن يذهب ويتقدّم لخطبتهما معاً، ولكنّه عندما ذهب لخطبتهما تفاجأ برفض الوالدين؛ وذلك لأنّه من غير المنطقي أن يخطب ضفدعتين بنفس الآن، وحاولوا إبعاده عن فعله الذي اعتبروا بأنّه فعل مجنون، حزن الضفدع لذلك ولكنّه اكتشف أن الضفدعتين غير مهتمتان بهذا الرأي وهما مصممّتان على الموافقة على هذه الخطبة.

عندما وجد الضفدع أن هاتين الضفدعتين توافقان قام بخطبتهما، وتمّت بذلك الخطبة، كان الضفدع دودي يأتي في كل يوم لزيارة الضفدعتين الجميلتين معاً، ممّا اعتبره البعض فعل غير مقبول، ولكن كانت الضفدعتين تحبّانه كثيراً، ومع مضي الوقت بدأت المشاكل والمناوشات تحدث بينهما.

من شدّة حب الضفدعتان له بدأت تشتعل بنهما نار الغيرة؛ فقرّر الضفدع أن يقوم بتفريقهما عن بعضهما البعض، وخصوصاً بوجوده هو، فذهب للوالدين وأخبرهما أنّه يريد أن يرى كل ضفدعة لوحدها، فطلبوا منه أن يقوم بتأمين مسكن لكل ضفدعة على حدا.

وافق الضفدع على ذلك، وعاشت كل ضفدعة منهما في مكان منفصل؛ فعاشت الأولى في غابة زومبي والأخرى كان مسكنها في غابة دالا، وأمّا الضفدع دودي عاش بينهما، وكان في مرّة يذهب إلى زوجته في غابة دالا، ومرّةً يذهب للضفدعة التي تسكن في غابة زومبي.

استمرّت الأمور هكذا فترة طويلة، ولم يعد بينهما أي شجار أو نزاع، ولكن في يوم من الأيام وصلت فكرة لهاتين الضفدعتين أنّ زوجهما الضفدع يريد الزواج من الضفدعة الثالثة، فقرّرت كل منهما أن يشغلا هذا الضفدع حتّى يتراجع عن هذه الفكرة.

كان هذا الضفدع قد أنجب الأولاد من زوجاته، وفي يوم من الأيّام جاء ابن الضفدعة التي تسكن غابة زومبي وقال لأبيه: هيا يا أبي تعال فأمّي قد أعدّت لك الحلوى المفضّلة لديك، وهي لا زالت ساخنة، فرح الضفدع بذلك؛ فهو يعشق أكل الحلوى وأسرع لزوجته.

عندما ذهب إلى منزله في زومبي وكان صديقه معه، جاء إليه ابنه من الضفدعة الأخرى وقال له: يا أبي لقد أعدّت لك أمّي الحلوى المفضّلة لديك، هيا تعال معي إلى دالا؛ فأمّي بانتظارك وتطلب منك الإسراع كي لا تبرد وتأكلها وهي ساخنة ولذيذة، جلس الضفدع تحت شجرة بين دالا وزومبي وهو في حيرة من أمره.

بدأ يقول في نفسه: إن ذهبت لزوجتي الأولى لأكل الحلوى فستغضب الثانية، وإن ذهبت للثانية فسوف تغضب الأولى ماذا يجب علي أن أفعل يا ترى! كان صديقه الضفدع يراقبه وهو يتحدّث إلى نفسه فقال له: ما رأيك بعدم الذهاب إلى أي منهما، وعليك إخبارهما أنّك قد انشغلت بأمر ما.

نظر له الضفدع دودي وقال له: ولكن سوف تغضب مني كلتاهما يجب علي أن أقرّر، ظل الضفدع جالساً لا يعرف ماذا سيفعل، عندها قرّر أن يذهب للضفدعة الأولى يأكل الحلوى ثم يذهب للأخرى سريعاً ويأكل الحلوى التي صنعتها.

بعد مدّة من الزمن قرّرت الضفدعتين القيام بنفس الحيلة؛ فأرسلت كل منهما ابنها ليخبر أبيه أن أمّه تريده في أمر هام، وكان هو يظلّ في حيرة من أمره، وفي مرّة من المرّات بينما كان يسير في الغابة سمعه أحد الضفادع وهو يقول: غاو غاو، وكأنّه يحدّث نفسه.

في اليوم التالي دعاه صديقه وقال له: لقد سمعت البارحة عنك أمر غريب يتناقل بين الضفادع في الغابة، قال له الضفدع دودي: وما هو؟ قال له: لقد قال إحدى الضفادع أنّه رآك وأنت تكلّم نفسك في الطريق، شعر الضفدع دودي بالحرج الشديد وقرّر أن لا يفكّر في الزواج مرةً أخرى، فهو في حيرة من أمره لاجتماع اثنتين عليه، فكيف له أن يتزوّج من الثالثة. وبذلك نجحت خطة الضفدعتين بإشغال الضفدع عن الزواج بالثالثة.


شارك المقالة: