من أعظم الأخلاق الكريمة هي الصدق والأمانة، فهما صفتان متلازمتان، سنحكي في قصة اليوم عن حطاب فقير كان قد أضاع فأسه، فجاء رجل عجوز وكان يريد مساعدته، فأعطاه فأساً ذهبياً، ولكن الحطاب على الرغم من فقره رفض أن يأخذه، فنال من هذا العجوز مكافأة كبيرة بسبب صدقه وأمانته، بالإضافة إلى أنّه استطاع استرجاع فأسه كذلك.
قصة الحطاب الأمين
في إحدى القرى كان هناك حطاب فقير الحال واسمه محمد، وبسبب عمله يذهب كل يوم إلى الغابة من أجل تقطيع الخشب وبيعه، وعلى الرغم من فقر هذا الحطاب وقلة حيلته، إلّا أنّه كان لديه بعض الصفات المميّزة مثل: الطيب والأمانة والأخلاق الكريمة.
وفي يوم من الأيام باع هذا الحطاب مجموعة من الأخشاب لتاجر ثري، وكسب مالا كثيراً، وكان سعيداً بذلك اليوم، ولكن في اليوم التالي حدث شيء مؤسف لهذا الحطاب؛ فبينما كان يستخدم فأسه لقطع الأخشاب، انزلق الفأس من بين يديه ووقع في النهر، شعر الحطاب بالحزن الشديد لضياع فأسه؛ فهو مصدر رزقه الوحيد، ولم يكن يعلم ماذا سيفعل بتلك المصيبة التي وقعت على رأسه.
لم يكن أمام الحطاب إلّا أن يدعو الله ليساعده بإيجاد فأسه، وفجأةً وبينما كان محمد يدعو إذ ظهر أمامه رجل كبير في السن، وسأله عن سبب حزنه فقال له: لقد أضعت فأسي ووقع في النهر، ولا أعرف كيف سأجده، قال له العجوز: لا تقلق فأنا سوف أساعدك، شعر الحطاب كأن الله قد استجاب دعوته وأرسل له هذا العجوز كي يساعده.
أخرج العجوز الفأس من النهر وأعطاه للحطاب فقال له: إنّه فأس ذهبي وهو ليس لي، وكيف آخذ شيئاً ليس ملكي، أنا فأسي مصنوع من الحديد، نظر له العجوز وقال: إنّه فأس ذهبي وستحصل على المال الكثير إن قمت ببيعه، ولكن لشدّة أمانة هذا الحطاب رفض أن يأخذه، فأعطاه العجوز فأسه الحديدي وقال له: لقد كنت أختبر أمانتك، ولأنّك حطاب أمين فأنا سأهبك هذا الفأس الذهبي لك، فرح الحطاب بتلك المكافأة القيمة، وكان هذا هو جزاء أخلاقه الكريمة وأمانته.