لكل حيوان من الحيوانات مهمّة تميّزه عن غيره، يجب تعليمها للأطفال وسنحكي في قصة اليوم عن جولة قام بها الحمار بين جميع الحيوانات، تعرّف من خلالها المهام الأساسية التي يقومون بها، واكتشف حكمة أنّ لكل منهم مهمة تناسبه حسب قدراته وميزاته.
قصة الحمار الذكي
كان هناك مجموعة حيوانات تعيش في الغابة، وكان من بين هذه الحيوانات الحمار، قرّر الحمار بيوم من الأيّام أن يقوم بعمل جولة في الغابة كي يتعرّف على جميع الحيوانات عن قرب، وكان أول من قابل هي البومة، عندما تعرّف عليها أدرك أنّها تعرف الكثير عن الأسرار التي تخص النجوم، وأنّها تنظر إلى جميع الجهات وهي تطير ببراعة.
بعد ذلك تعرّف الحمار على عصفور البلبل؛ فأدرك أنّه يتقن الغناء ويصدر الأصوات الجميلة المبهجة، ذهب بعدها إلى الصرصور، وعندما تعرّف عليه علم أنّه يتقن عزف الموسيقى وأنّه يقوم بإصدار أصوات مختلفة خاصةً في وقت المساء.
عندما ذهب إلى العنكبوت علم أن أكثر ما يتقنه هذا العنكبوت هو نسج المنازل ببراعة وبفن عالي، ذهب بعدها إلى النملة وعندما تعرّف على أهم ما تفعله، وجد أنّها حشرة نشيطة وهي ماهرة في حفر الأنفاق، وتعلّم منها تقسيم العمل بنظام رائع، بالإضافة إلى التعاون فيما بينها.
ذهب بعد ذلك إلى الدودة؛ فوجدها تقوم بغزل الحرير بإتقان رهيب، وعندما ذهب إلى البقرة أدرك أن حليبها مشروب مهم ومفيد للأطفال، ثم ذهب إلى الديك فاكتشف أنّه حيوان يعتمد عليه في تنظيم الأوقات؛ فهو يوقظ الجميع لصلاة الفجر، ويساعد الفلاحين على الاستيقاظ باكراً لأداء مهامهم والذهاب إلى حقولهم وبساتينهم لزراعتها.
وعندما وصل للكلب تعلّم من حديثه أنّه من أخلص الحيوانات وأكثرها وفاءً لصاحبه، وهو مفيد في أعمال الحراسة، وعندما قابل النحلة وجدها حشرة لطيفة تنتج العسل اللذيذ الذي يعتبر العلاج والدواء لجميع الأسقام، وهي صديقة مقربّة للورود والأزهار، تحب أن تشتم رائحتها دائماً.
عندما أكمل الحمار جولته نوى أن يتعلّم أن يقوم بمهن أصدقائه الحيوانات، فبدأ بعملها ولكنّه لم ينجح في ذلك، واكتشف أنّه كان مخطئاً ويجب أن يختار لنفسه مهنة تناسبه هو فقط، جلس الحمار مع الحيوانات فاتفق هو وأصدقائه أن أنسب مهمّة له هو أن يقوم بنقل أغراضهم وبضائعهم إلى السوق.
وعند المساء قام بنقل البضائع لأصدقائه، واكتشف أنّه بارع في ذلك، وكانوا سعداء به لإتقانه هذه المهمّة التي لا يستطيع أحد غيره القيام بها، وأدرك الحمار أنّه يجب أن لا ينشغل بمهام غيره، ويركّز على ما يناسبه فقط، ويبحث عن ما يميّزه عن غيره ويبدع بمجاله ويبتكر.