قصة الحمار كركور

اقرأ في هذا المقال


يجب علينا أن نعلّم أطفالنا أن الحب هو الأساس الذي تقوم عليه الحياة؛ فنحن عندما نتعامل مع من حولنا بمودّة واحترام فسوف نحصل على محبة الناس، ومحبة الناس هي كنز من كنوز الحياة، سنحكي في هذه القصة عن حمار كان دائماً ما يتودّد لجميع الحيوانات في الغابة ويرسل لهم الطعام، ولكن ابنه كان يستنكر هذا الشيء، وفي يوم من الأيام تعرّض الحمار وابنه للخطر، وأنقذتهم الغزالة من هذا الخطر؛ فأدرك الحمار الصغير وقتها أهمية محبّة الناس.

قصة الحمار:

كان هنالك حمار صغير يعيش مع والده الحمار واسمه كركور، كانوا يعيشون في أرض خصبة مليئة بالحشائش، حيث الأمطار تهطل بغزارة، وكان الحمار كركور قد اعتاد على توزيع الأعشاب والحشائش الخضراء على من حوله، وفي يوم من الأيام طلب من ابنه أن يأخذ بعض الحشائش ويذهب بها إلى منزل الغزالة.

نظر الابن لأبيه في تعجّب وقال له: ولماذا كل هذه الحشائش يا أبي، ماذا سيتبقّى لنا؟ فرد عليه: لا تقلق سيبقى لنا الكثير، وأضاف قائلاً: خذ هذه الكمية واذهب بها إلى منزل الفيل والأخرى للزرافة، فقال له ابنه: حسناً يا أبي سأفعل ما تطلب مني ولكن أريد أن أسألك سؤال، لماذا لا نحتفظ بهذه الكميات التي اجتهدنا بجمعها لنا وحسب، لماذا نجتهد أيضاً لتوزيعها؛ فهي لا تكفينا إلّا حاجتنا نحن فقط؟

نظر الحمار كركور لابنه وضحك وقال: أنت لا زلت صغيراً يا بني لا تفهم أن الطعام وحده لا يكفيك لكي تعيش حياة سعيدة، وأن كمية كبيرة من الحشاش هي الأساس، فقال له ابنه: إذاً ما هو الأهم يا أبي، قال له: المهم هو أن نكتسب محبة من حولنا، وهذه هي السعادة الحقيقية، قال له ابنه في تعجّب: وهل محبّة الناس ستوفّر لنا الطعام والشراب! قال له والده: عندما تكبر ستفهم يا بني لا عليك الآن، قال له ابنه: حسناً يا أبي سأفعل ما طلبته مني ولكنّني لست مقتنعاً بما تقول وأنا لا أفهم منه شيئاً.

ذهب الابن لتوزيع الحشائش على الحيوانات كما أمره والده الحمار كركور؛ فأعطى للزرافة والغزالة والفيل، وشكره الجميع وكانوا يكنّون المحبّة الكبيرة للحمار كركور على مودّته واهتمامه بهم، وفي مرّة من المرّات استفاقت الغزالة وصرخت بصوت عال؛ فسمعتها جارتها الغزالة وقالت لها: ما بكِ أيّتها الغزالة؟ قالت: لقد رأيت للتو الأسد يمشي بالقرب من هنا، قالت لها: وأين يريد أن يذهب؟ فردّت قائلة: لا بد أنّه ذاهب لمنزل الحمار كركور، يجب علي أن أسرع لإخباره وتحذيره.

أسرعت الغزالة لمنزل الحمار كركور ووصلت قبله لسرعتها، أخبرت الحمار بأن هنالك أسد يقرب من منزله وعليه أن يترك المنزل حالاً؛ فذهب الحمار كركور وابنه ليختبئ في مكان ما، وعندما راقبت الغزالة المكان وتأكّدت من مغادرة الأسد للمكان، ذهبت وأخبرت الحمار فعاد إلى منزله.

شكر الحمار كركور للغزالة وشكرها بشدّة لأنّها أنقذت حياته وحياة ابنه، ونظر لابنه وقال: هل رأيت يا بنيّ ما هي فائدة محبّة الناس؛ فهي كانت السبب في حمايتنا.


شارك المقالة: