قصة الحمَّار وتحقيق حلمه

اقرأ في هذا المقال


يظنّ بعض الأشخاص أنّ أمنياتهم وأحلامهم هي أمر صعب تحقيقه، ولكن الشخص عندما يمتلك الإيمان بربّه وبنفسه ويسعى وراء أحلامه بجد؛ فإنّه حتماً سيصل لأهدافه، هذا ما حدث مع الحمّار مروان الذي كان يسخر أصدقائه من حلمه بأن يصبح خليفة، ولكن كان مروان يؤمن بنفسه؛ فاجتهد وسعى حتى استطاع أن يصل لهدفه بعد ثلاثين عاماً.

قصة الحمّار وتحقيق حلمه

في إحدى القرى القديمة كان هنالك وظيفة يعمل بها بعض الأشخاص وتسمّى (وظيفة الحمّار)، تلك الوظيفة هي عبارة عن عملية نقل البضائع على ظهر الحمار من السوق إلى المنازل أو العكس، كانت تلك الوظيفة شاقّة جدّاً، بالإضافة إلى أنّها لا تجني لصاحبها الكثير من المال، ولكن أحياناً يضطرّ بعض الأشخاص العمل في تلك المهنة لقلّة توفّر الأعمال الأخرى.

وفي يوم من الأيام جلس ثلاثة من الحمّارين مع بعضهم البعض، واحد منهم اسمه مروان والثاني هو الحمّار حسن، أمّا الثالث هو الحمّار ماهر، وبينما هم يجلسون في راحة من عملهم الشاق ويتحدّثون إذ قال لهم الحمار مروان: أريد أن أطرح عليكم سؤال غريب، لو أنا أصبحت خليفة البلاد في يوم من الأيام فماذا سوف تطلبون مني؟ تفاجأ أصدقاؤه من كلامه وقالوا له إنّ هذا الأمر مستحيل، وكيف لشخص يعمل كحمّار أن يصبح خليفة.

ولكن الحمَّار مروان قال لهم: لا عليكم من سهولة حدوث هذا الأمر أو عدمه فقط أخبروني، قال له الحمَّار ماهر: لو سقطت السماء على الأرض، وخرجت الشمس من المغرب فلن يصبح شخص مثلك خليفة، هل أنت جاد فيما تقول! ولكن الحمّار مروان ظلّ مصرّاً على أن يسمع الإجابة لسؤاله، وطال الجدال فيما بينهم حول هذا السؤال، حتّى اضطرّ أصدقائه في نهاية الأمر أن يعطوه الإجابة.

قال له الحمّار حسن: على الرغم من أن مثلك لا يصلح أن يكون خليفة بل يصلح لأن يكون حمّار فقط، ولكن إن أصبحت خليفة في يوم ما؛ فأتمنّى أن يكون لدي إسطبل كبير جدّاً مليء بالخيول، بالإضافة لحدائق تزهو بالأشجار ومائة ألف درهم ذهبي، وقال الحمّار ماهر: أنا لدي إجابة مختلفة، وكوني لا أعتقد أن أمثالك لن يصبح خليفة في يوم ما، فأنا أريد منك إن أصبحت خليفة أن تجعلني أركب فوق ظهر الحمار وأجعل وجهي للخلف، وسوف أسير بين الناس وأنت تنادي: أيّها الناس هذا الرجل هو دجّال محتال، ومن يتحدّث معه سوف أضعه في السجن.

وبعد ما انتهى هذا الجدال الذي طال كان الوقت قد قارب على بزوغ الفجر، وشعر الجميع بالنعس وناموا لشدّة تعبهم، أمّا مروان فاستيقظ وصلّى الفجر وصار يقول في نفسه: يا ترى ما هي الخطوة الأولى اللازمة كي أصل لهذا الهدف المنشود، أعتقد أنّ أول شيء علي فعله هو بيع الحمار، وبالفعل في اليوم التالي ذهب مروان وقام ببيع حماره في السوق.

تفاجأ أصدقاؤه ممّا فعل، وعندما سألوه عن سبب بيعه للحمار قال لهم: أنا قرّرت أن ألتحق بالشرطة، والتحق مروان وصار يعمل في الشرطة، وعمل لعدّة سنوات بكل اجتهاد ونشاط، حتّى أنّه ترقّى وصار يعمل كرئيس للشرطة بسبب اجتهاده في العمل وكفاءته، وفي ذلك الوقت مات خليفة البلاد وتولّى الخلافة من بعده ابنه الذي يبلغ من العمر عشرة أعوام فقط؛ لذلك كان لا بدّ أن يكون هنالك ثلاثة من الأوصياء عليه.

أجمعوا رجالات الدولة على اختيار الأوصياء من قبل أشخاص غرباء، وليس من الأقارب؛ وذلك خوفاً من الطمع في منصب الخليفة، فتم اختيار ثلاثة من الأولياء وكان مروان الذي أصبح رئيس الشرطة واحد منهم، وعمل مروان كوصي مجتهد وذكي، وبعد مدّة من الوقت صار مروان هو الوصي الوحيد على الخليفة الأصغر في البلاد.

أمضى مروان فترة الوصاية على الخلافة يعمل بجد؛ حتّى أنّه قام بتجهيز الجيوش واستطاع أن يقوم بفتح الكثير من البلدان في ذلك الوقت حتى اعتلى مروان عرش الخلافة وحقّق هدفه الذي كان يسعى ورائه، كان قد مضى على تحقيق هذا الهدف مدّة ثلاثين عاماً، وتذكّر وقتها صاحبيه الحمّارين، وكيف أنّهما سخرا منه عندما قال أنّه سيصبح خليفة، فأمر بإحضارهما إليه على الفور.

وعندما دخلا إلى الخليفة مروان صديقهما استطاعا معرفته على الفور، فقال الخليفة مروان لحارسه الشخصي: لقد كنت أعمل حمّاراً مع هذين الرجلين، وجلسنا في يوم نتسامر ونتحدّث وسألتهما عن أمنيتهما إن أنا أصبحت خليفة، وأنا اليوم سوف أحقّق لكما ما أخبرتموني به، أمّا حسن فكانت أمنيته مائة ألف درهم ذهبي واسطبل كبير وحدائق غنّاءة.

التفت الخليفة لصديقه ماهر؛ فقال له: أرجوك يا مولاي اعفيني من قول أمنيتي، قال له الخليفة: كلّا بل يجب عليك أن تقولها الآن، وعندما قال ماهر أمنيته التي كانت عبارة عن ركوبه الحمار ووجهه إلى الخلف ويجلس منادي يقول: من يتحدّث مع هذا الدجّال فسوف يوضع في السجن، أمر الخليفة بتنفيذ هذا الطلب وقال: هيا أيّها الحارس عليك بتنفيذ ما قال، وهذا لكي يعلم صديقنا أن الله على كل شيء قدير.

المصدر: قصص الاطفال/مقهى الكتب/2019قصص أطفال عالمية مترجمة/توفيق عبدالله/2010قصص الاطفال ما قبل النوم/ياسر سلامة/2018قصص وحكايات/مجموعة مؤلفين/2021


شارك المقالة: