يشعر الشخص بالأمان فقط في مكانه وموطنه الأصلي، سنحكي في قصة اليوم عن حمار كان يكره الإجازات؛ فكانت الحيوانات تذهب وتتركه في الحقل وحيداً، وعندما نوى أن يجرّب الخروج من حقله شعر بالتعب والندم، وقرّر أن لا يترك حقله أبداً.
قصة الحمار والإجازة
في حقل ما كان هنالك مجموعة من الحيوانات تنوي الذهاب إلى إجازة، ذهب الكلب والعصفور والقط والكلب، وأخذوا معهم الحقائب ولكنّهم لم يأخذوا معهم رفيقهم الحمار بوبا، كان بوبا لوحده في الحقل الذي كان مليئاً بأنواع مختلفة من النباتات؛ لهذا لم يكن حزيناً أن يكون لوحده.
قضى الحمار بوبا أوقاتاً ممتعة في الحقل الرائع، ولكن كان لديه مشكلة واحدة وهي أنّه يحب الركض كثيراً، ولكن الحقل محاطاً بالسياج المثبتة بثلاثة أسلاك؛ لذلك لم يستطيع أن يركض بحريّة، وعندما وقف عند حافّة الحقل رأى الحمار بوبا أشواك في الحقل المجاور؛ فشعر بالحزن لشدّة حبّه لأكل الأشواك.
بينما كان الحمار يحدّق بالحقل رآه عصفور وسأله إلى ماذا تنظر؟ رد عليه الحمار: إننّي أشّم رائحة الأشواك اللذيذة وأشتهي أكلها، بدأ العصفور ينقر بالأسلاك ومرّ الحمار منها وعلقت منه خصلة شعر صغيرة، ودخل الحقل الآخر وكانت فرحته كبيرة بحقل المليء بالأشواك الشهية.
بدأ الحمار بالسير في الحقل وانتبه لمجموعة من الأطفال يلعبون في الخارج، فأكمل سيره ودخل إلى مزرعة شمندر؛ ولكن كان صاحب المزرعة يضع الفزّاع، خاف منه الحمار واستدار ورأى فتاة ترعى الأغنام، وكان معها كلب صغير فخاف منه واستدار مرةً أخرى، فوجد أشجار التفاح التي أشعرته بالنعاس.
ولشدّة حرّ ذلك اليوم أراد الحمار أن ينام، ولكنّه كان يشعر بالعطش الشديد فطلب من العصفور أن يدخل لمزرعة التفاح كي يأكل منها، قال له العصفور: ولكن هذه مزرعة خاصّة، لم يهتم الحمار لكلامه فدخل إلى المزرعة ومزّقت الأشواك شعر ذيله؛ فقرّر العودة.
لم يأكل الحمار حتّى الأشواك التي كان يرغب بأكلها، وعاد إلى حقله المسيّج وأدرك أنّه لا يشعر بالأمان إلّا بحقله؛ فندم على مغادرته وأصبح مقتنعاً أن المكان الأفضل هو حقله، وندم على ردّه على كلام العصفور، وصار يحب البقاء وحده في حقله.