من الأمر الجيد أن يعلّم الآباء أبنائهم أسس التجارة الرابحة وأهمية العمل أيضاً، سنحكي في قصة اليوم عن الحمل والجدي اللذان كانا يريدان العمل بسبب الملل، ولكن قبل البدء بالعمل كان كل منهما قد أنفق كل ما يملك من المال؛ لذلك لم يربحا أي شيء، ولكنّها تعلّما درساً جيداً عن أهمية الحرص على رأس المال.
قصة الحمل والجدي
فوق إحدى قمم الجبال يسكن الحمل والجدي مع بعضهما البعض، يرعيان الأعشاب الخضراء ويشربان الماء الصافي، ولكن في يوم من الأيام جاء الحمل وقال للجدي: أنا أشعر بالملل من معيشتنا؛ فنحن لا نفعل أي شيء سوى الأكل والشرب، ما رأيك أن نفكّر في عمل شيء جديد؟ قال له الجدي: وماذا سنفعل؟ قال الحمل: أنا أريد أن أذهب إلى السوق وأشتري فرناً وأطهو به البطاطس اللذيذة
قال الجدي للحمل: وأنا سأقوم بطهو الكعك اللذيذ وبيعه؛ وبذلك سوف نصبح من الأثرياء، ونجني مالاً كثيراً، أعجب كل منهما بتلك الفكرة، وفي صباح اليوم التالي نزل الجدي والحمل إلى السوق، واختار كل منهما المكان المناسب لبيع ما يريد، كان الطقس يومها بارد بعض الشيء؛ فجاء الجدي للحمل وقال له: أريد أن أتدفأ بنار الفرن، وعندما اشتم رائحة البطاطس سأل الحمل: بكم تبيع القطعة؟ قال له: بدرهم واحد.
اشترى الجدي قطعة البطاطس من الحمل ودفع له ثمنها، وعاد إلى مكانه وبدأ بصنع الكعك، بعد قليل أراد الحمل أن يزور الجدي، وعندما رأى البخار وهو يتصاعد واشتم رائحة الكعك الطازج سأل الجدي: بكم تبيع قطعة الكعك الواحدة؟ قال له: بدرهم واحد، اختار الحمل أكبر قطعة وقام بشرائها من الجدي.
ظلّ الحال كذلك يشتري كل منهما من الآخر قطعة من البطاطس أو الكعك؛ حيث لم يكن يصل إلى السوق أي زبائن بعد، حتّى نفذت البطاطس مع الحمل، ونفذ الكعك مع الجدي، وفي نهاية اليوم تساءل الجدي وقال: لماذا عدنا فارغي الأيدي ولم نجني المال؟ قال له الحمل: لا بأس فنحن عملنا واستمتعنا وأكلنا حتّى شبعنا، ولكن علينا في المرّات القادمة أن لا نأكل من رأس المال.