خلق الله الإنسان والحيوان بأشكال وأحجام وصفات مختلفة؛ فلكل كائن ما يناسبه ويليق به، ويجب علينا أن لا نقارن أنفسنا بالغير، سنحكي في قصة اليوم عن مجموعة حيوانات كانت تشعر بالغيرة من ملابس الإنسان وأرادت أن ترتدي ثياباً، ولكن مع مرور الوقت سببّت لهم تلك الملابس عدّة مشاكل؛ ممّا جعلهم يشعرون بالندم لحماقتهم وغيرتهم غير المبرّرة.
قصة الحيوانات والموضة
في إحدى حدائق الحيوانات جاءت عائلة من أجل زيارة تلك الحديقة، والاستمتاع بالحيوانات الجميلة التي تعيش بها، قضت هذه العائلة يوماً جميلة في هذه الحديقة، وعندما نوت الرحيل كان أحد الأطفال قد نسي جوربيه في الحديقة، وبينما كانت الجوارب على الأرض إذ جاء أحد الحيوانات في الحديقة ورأى شيئاً غريباً، عندما اقترب منه وجد جوربين مفقودين.
قرّر هذا الحيوان أن يقوم بتجربة جديدة وأن يلبس هذين الجوربين ، وعندما قام بلبسها ومشى بهما في الغابة، كان منظره مضحكاً إلى حد ما، ولكن الحيوانات عندما رأت أن هذا الحيوان قد أصبح محوراً للاهتمام بدأت تشعر بالغيرة منه، صارت الحيوانات تريد أن تجرّب لبس القطع الخاصّة ببني البشر.
لبس السنجاب قميصاً أمّا الأرنب فجرّب أن يرتدي الحذاء، والبعض الآخر صار يجرّب لبس القبعّات، الحيوان الوحيد الذي اعترض على هذا الأمر هو الدب دكتور الغابة وقال: هذه الأمور لا تليق بالحيوانات؛ فهي خاصّة بالإنسان وأنتم لا ينقصكم شيء، لكن الحيوانات لم تهتم لكلامه ورأوا بأنّ هذا الدب يعيش في العصر القديم ولا يواكب عصر الموضة الحديث.
مرّت عدّة أيام وبدأت الحيوانات تشعر بالانزعاج من قطع الملابس التي يرتدونها؛ حيث كانت الحيوانات التي ترتدي القبعّات تواجه صعوبة في دخول منازلها، وأمّا السناجب التي ترتدي القمصان كانت تعلق قمصانها في غصون الأشجار وتسبّب لها الوقوع على الأرض، وبعض الطيور تقع على الأشواك بسبب عجزها عن الطيران بسبب الملابس التي يرتدونها، والحيوانات التي تسبح كانت أحياناً تغرق من ثقل وزنها من الملابس المبتلّة.
عند ذلك قرّرت الحيوانات أن تذهب إلى الدب دكتور وحكيم الغابة لتطلب منه النصيحة، فقال لهم: لا بدّ أن تخلعوا تلك الملابس فهي لا تناسبكم، قرّرت الحيوانات أن تعترف بالخطأ الذي اقترفته وأنّها كانت قد تصرفت بحماقة؛ ولم يكن هنالك سبباً لأن تشعر بالغيرة فلكل مخلوق ما يناسبه.